لاخيار أمام الحكام العرب ..إلا وصفة (أمارتياسن)

> نجيب محمد يابلي:

> جبل الحاكم العربي (إلا من رحم الله) على الدوران في حلقة مفرغة لاتسفر أي تقدم لصالح المواطن في شتى مناحي حياته، واللافت المقرف أنه يكرس طاقاته من أجل إخضاع حقوق الإنسان للقيود، ونأخذ على سبيل المثال تحايله على حق المجتمع في (حرية الرأي والتعبير) وهذا الحق مثبت في معظم الدساتير العربية، وتم التحايل عليه بإدخال عبارة «وينظم القانون ذلك»، وينص القانون على استخراج تصريح بتنظيم المظاهرة وإجراءات أخرى ظاهرها إداري وباطنها استخباري، وأعان الله وزراء الداخلية العرب على الاتفاق على آلية استبدادية!.

تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا الإدانة التي قدمتها لجنة حماية الصحفيين ضد الميثاق الذي تبناه مجلس وزراء الإعلام العرب، والذي يهدف إلى تنظيم بث المحطات التلفزيونية الفضائية، ووضعها تحت السيطرة (عن «شمسان نيوز» أعادت نشره الزميلة «التجمع» في عددها الصادر في 25 فبراير الماضي).

لايزال النظام العربي (إلا من رحم الله) أسير عقلية المؤامرة، وتجد أعراض ذلك المرض في ممارساته القمعية، وابتداع خطوط حمراء تحت مسميات لا أساس لها من الصحة، لأنه لم يضع أصابعه على مواضع الجروح لعلاجها، لأنه تنصل عن التزاماته التي صادق عليها وذيلها بختمه وتوقيعه، ومنها (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، (صادقنا عليه في فبراير 1986) و (العهد الدولي) الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (صادقنا عليه في فبراير 1987) و (العهد الدولي) الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (صادقنا عليه أيضا في فبراير 1987) وذلك من إجمالي (56) اتفاقية دولية.

صدر عن سلسلة (عالم المعرفة) الكويتية، العدد 303 - مايو 2004 كتاب (التنمية حرية - مؤسسات حرة وإنسان متحرر من الجهل والمرض والفقر) للدكتور (أمارتياسن) ترجمة (شوقي جلال)، ولعلم القارئ أن (أمارتياسن) عالم اقتصاد هندي، أستاذ بجامعة كيمبردج، وزميل رئاسي للبنك الدولي 1996. حاز على جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية 1998. شغل منصب الأمين العام لمعهد الدراسات المتقدمة في برنستون. مدافع عن الحرية كمكون أساسي للتنمية والتطوير.

يقول هذا العالم النبيل النوبلي: «تستلزم التنمية إزالة جميع المصادر الرئيسية لافتقاد الحريات: الفقر والطغيان وشح الفرص الاقتصادية، وكذا الحرمان الاجتماعي المنظم، وإهمال المرافق والتسهيلات العامة، وكذا عدم التسامح أو الغلو في حالات القمع..».

يقوم مفهوم «التنمية الإنسانية» على إعمال «توسيع خيارات البشر»، أي مركزية الحرية في مفهوم التنمية الإنسانية، وفي بحثه الموسوم «سيرة تقرير التنمية الإنسانية العربية» المنشور في مجلة «إضافات» (المتخصصة في عالم الاجتماع) أفاد الأستاذ نادر فرجاني بأن «الخيارات» (CHOICES) تعبير سابق ابتكره عالم الاقتصاد أمارتياسن، السالف الذكر، منذ الثمانينات، ووجهه (أي التعبير ) الآخر عن «الاستحقاقات» (ENTITLE MENTS) المادية والمعنوية بدءا من التمتع بالحرية والكرامة الإنسانية، وانتهاءً باكتساب المعرفة والجمال، وتحقيق الذات الذي ينبع من المشاركة الفعالة في شؤون الاجتماع البشري كافة (ص 87).

على الحاكم العربي إلغاء أسلوب تفكيره، واستقدام الخبراء لصياغة برنامج عمل قائم على «التنمية الإنسانية» القائمة على «خيارات» الإنسان في «الاستحقاقات».. هل يعي الحاكم العربي جوهر هذا القرار في هذا الخيار؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى