القوات العراقية تقاتل ميليشيات في البصرة

> البصرة «الأيام» رويترز :

>
خاضت قوات الأمن العراقية معارك شرسة مع ميليشيا جيش المهدي في البصرة أمس الثلاثاء في حملة للسيطرة على المدينة النفطية الجنوبية لكن العنف امتد فيما يبدو إلى بغداد ومدن أخرى.

وقالت الشرطة ومسؤولون طبيون إن 12 شخصا على الأقل قتلوا في معارك في أحياء وسط وشمال البصرة حيث تتمتع ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بوجود كبير. واكتفى قائد القوات العراقية في العملية بقول إن "كثيرا من الخارجين عن القانون" قتلوا.

وأصدر الصدر وهو زعيم صاحب نفوذ لكن لم يشاهد في العلن منذ أشهر بيانا دعا فيه كل العراقيين لتنظيم اعتصامات في شتى انحاء العراق كخطوة اولى,وقال انه اذا لم يستجب لمطالب الشعب ستكون الخطوة الثانية اعلان العصيان المدني في بغداد والمحافظات الاخرى.

وقالت الحكومة العراقية إن الهدف من العملية هو انتزاع السيطرة على البصرة التي تحقق حقولها النفطية الهائلة معظم عائدات العراق من النفط من الميليشيات والعصابات الإجرامية التي تسيطر على المدينة التي يسكنها مليونا شخص وتسودها الفوضى.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بعد أن وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبصرة ليشرف على العملية بنفسه إن عملية البصرة لن تنتهي إلا بعودة سيادة واحترام القانون للمدينة.

وركزت العملية التي بدأت في الفجر وشملت آلاف الجنود العراقيين على ميليشيا جيش المهدي المعادية للولايات المتحدة في شمال ووسط البصرة.

وبحلول الليل كان كثير من البلدات والمدن في جنوب العراق تخضع لحظر التجول في حين سعت السلطات لمنع اندلاع مزيد من أعمال العنف التي تهدد أمن العراق الهش.

وشوهدت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من المدينة وسمع دوي انفجارات ونيران أسلحة آلية,وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز مسلحين ملثمين يطلقون قذائف مورتر في الشارع في حين تجول آخرون في مركبات استولوا عليها من الجيش والشرطة العراقيين.

وقال جميل وهو أحد سكان المدينة الذين لزموا منازلهم لرويترز هاتفيا "هناك اشتباكات في الشوارع. الأعيرة النارية تطلق من كل مكان وبامكاننا سماع دوي انفجارات صواريخ. هذا الوضع مستمر منذ الفجر."

وأثارت العملية رد فعل غاضبا من جيش المهدي في بغداد ومدن أخرى بجنوب العراق وخرج مقاتلون إلى الشوارع واشتبكوا مع الشرطة. وضاقت الميليشيا بمرور الوقت بالهدنة التي أعلنها الصدر في أغسطس آب الماضي.

ويقول الصدريون إن القوات الامريكية والعراقية استغلت الهدنة لتنفيذ عمليات اعتقال دون تمييز قبل انتخابات المحافظات المقررة في أكتوبر تشرين الأول لكن الجيش الأمريكي يقول إنه لا يستهدف سوى الأعضاء "المارقين" الذين تجاهلوا الهدنة.

ويقول الجيش الامريكي الذي سبق ان وصف جيش المهدي بأنه أكبر خطر على السلام في العراق إن الهدنة المستمرة منذ سبعة أشهر هي واحدة من العوامل الأساسية في تراجع العنف بنسبة 60 في المئة في العراق منذ يونيو حزيران الماضي.

وقالت مصادر في الشرطة إن أنصار الصدر سيطروا على خمسة أحياء ببلدة الكوت الجنوبية أمس الثلاثاء بعد اشتباكات بين مسلحين والشرطة. كما اشتبك مقاتلو جيش المهدي مع الشرطة في حيين بوسط بلدة الحلة الجنوبية.

وفي بغداد أغلقت القوات الامريكية والعراقية حي مدينة الصدر معقل جيش المهدي وهو حي مترامي الأطراف يسكنه مليونا شخص بعد أن أمرت الميليشا الشرطة والجنود بالابتعاد عن الشوارع.

وقالت الشرطة إن القتال اندلع في عدد من شوارع مدينة الصدر بين مقاتلي جيش المهدي ومنظمة بدر الجناح المسلح للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو فصيل شيعي منافس.

وسقطت عدة صواريخ خلال اليوم على المنطقة الخضراء التي تضم مباني حكومية ودبلوماسية.

وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر المتحدث باسم الجيش الامريكي إنها أطلقت من مدينة الصدر.

وفرضت الشرطة حظر تجول في بلدات الكوت والحلة والناصرية والسماوة والديوانية.

وذكر الصدريون أن "حملة العصيان المدني" التي بدأوها في عدد من أحياء بغداد أمس الأول ستمتد إلى مناطق أخرى اعتبارا من غد الأربعاء. وفي إطار الحملة أجبر طلاب مؤيدون للصدر جامعة المستنصرية في بغداد على إغلاق أبوابها أمس الثلاثاء.

وقال بيتر هارلينج وهو محلل يعمل مع مركز ابحاث المجموعة الدولية للازمات ويقيم في دمشق إن أنصار الصدر يشعرون بالغضب لانهم يعتقدون أن الولايات المتحدة اختارت تأييد منظمة بدر.

وأضاف "حقيقة أن الصدر دعا أنصاره لتنفيذ حملة عصيان مدني تبرز الضغوط التي يتعرض لها. هناك إحباط كبير بين أعضاء الجماعة."

وتشكل حقول البصرة النفطية 80 في المئة من ثروة العراق النفطية,وذكرت مصادر في صناعة النفط العراقية أن الحقول التي صدرت 1.54 مليون برميل من النفط يوميا خلال فبراير شباط تعمل بشكل طبيعي أمس الثلاثاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى