دول مسلمة تدين فيلما هولنديا عن القرآن

> امستردام «الأيام» نيكلاس ميكا :

>
أدانت إيران وباكستان وإندونيسيا أمس الجمعة فيلما أنتجه نائب هولندي يتهم القرآن بالتحريض على العنف في الوقت الذي دعا فيه زعماء مسلمي هولندا إلى ضبط النفس.

ونشر النائب اليميني الهولندي خيرت فيلدرز مساء أمس الأول على الانترنت الفيلم الذي يحمل عنوان "الفتنة" ويعرض صورا لهجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 وتفجيرات اخرى نفذها اسلاميون مع آيات قرآنية.

ويدعو الفيلم المسلمين لتمزيق الآيات "المليئة بالكراهية" من القرآن ويبدأ وينتهي بصورة لرسم كاريكاتوري للنبي محمد وعلى رأسه عمامة في صورة قنبلة مصحوبة بصوت تكات ساعة.

وأثار الرسم عندما نشر للمرة الأولى في صحف دنمركية احتجاجات عنيفة في جميع أنحاء العالم وأدى لمقاطعة المنتجات الدنمركية في عام 2006.

ووصفت إيران الفيلم بأنه "مشين" ومسيء للإسلام ودعت الحكومات الأوروبية لمنع عرضه. واستدعى مكتب الخارجية الباكستانية السفير الهولندي ليقدم احتجاجا.

وأدانت إندونيسيا وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان ومستعمرة هولندية سابقة الفيلم أيضا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "نحن نرى أن الفيلم يحمل سمة عنصرية وهو إهانة للإسلام متخفية تحت ستار حرية التعبير...ندعو الشعب لأن لا يستفز."

ودعا زعماء مسلمي هولندا الى الهدوء ودعوا المسلمين في جميع انحاء العالم لعدم استهداف المصالح الهولندية. ويعيش في هولندا 16 مليون نسمة بينهم مليون مسلم.

وقال محمد ربيع وهو زعيم هولندي من أصل مغربي للصحفيين في أحد مساجد امستردام "دعوتنا للمسلمين في الخارج هي اتباع استراتيجيتنا وعدم إفسادها بأي حوادث عنيفة."

وأضاف "البحث عن صراع هناك هو البحث عن صراع معنا." ووجه احد الائمة نداء مماثلا باللغة العربية.

وأقام الاتحاد الإسلامي الهولندي أمس الجمعة دعوى قضائية ضد فيلدر لمنعه من مقارنة الإسلام بالفاشية قائلا إنه يحرض على كراهية المسلمين.

وأبلغت السلطات الهولندية عن عدم وقوع مشاكل خلال الليل على النقيض من الاضطرابات التي اجتاحت البلاد في عام 2004 بعد أن قتل متشدد إسلامي المخرج تيو فان جوخ الذي أخرج فيلما يتهم الإسلام بالتغاضي عن العنف ضد النساء.

ورفع مسؤولو أمن هولنديون مستوى التهديد الوطني إلى "ملموس" هذا الشهر بسبب فيلم فيلدرز وتوقعات بتهديد من تنظيم القاعدة.

ووجد استطلاع للرأي اجري أمس الجمعة ان 12 في المئة فقط من 1200 شخص شملهم الاستطلاع يعتقدون ان الفيلم يمثل الاسلام بدقة بينما قال 72 في المئة انه يظهر تطرف جماعة معينة.

وقالت جمعية المصدرين الهولنديين (فنديكس) إنها لا تتوقع أثرا سلبيا على الشركات الهولندية في الدول المسلمة.

وكان هناك احتجاج صغير خرج فيه عشرات المسلمين في مدينة كراتشي الباكستانية اليوم مطالبين بأن تقطع بلادهم العلاقات الدبلوماسية مع الدنمرك وهولندا.

وعبر حلف شمال الأطلسي عن قلقه من أن يؤدي الفيلم لتدهور الأمن بالنسبة للقوات الأجنبية في أفغانستان والتي تضم 1650 جنديا هولنديا.

ورفض رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده في كلمة بثها التلفزيون أمس الأول آراء فيلدرز وأبدى رضاه عن ردود الفعل الهادئة من قبل المنظمات الهولندية المسلمة.

وقالت سلوفينيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان " الاتحاد الأوروبي يؤيد توجه الحكومة الهولندية ويعتقد أن الفيلم لا يخدم أي هدف سوى تأجيج الكراهية."

وأضافت "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء يطبقون مبدأ حرية التعبير التي هي جزء من قيمنا وتقاليدنا. لكن ينبغي ممارستها بروح من الاحترام للأديان وغيرها من المعتقدات والقناعات."

(شارك في التغطية جيلبرت كريجر في روتردام وفو يون تشي في امستردام وأحمد باثوني وتيلي نتاليا في جاكرتا وهاشم كالانتاري في طهران وأوجوستين أنطوني في إسلام أباد وديفيد برونستروم في بروكسل) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى