أسألك الرحيل.. أيها الفساد!

> علي عمر الهيج:

> حتى الآن، وبكل عقارب الزمان والوقت والمكان، لايستطيع أي عقل سليم بالغ عاقل راشد مؤمن بالله ورسوله أن يثبت فرضية غريبة مفادها أن تلك الحشود والمظاهرات الغاضبة التي افترشت ساحات المحافظات الجنوبية قد خرجت فقط من أجل تحقيق ترف جماهيري خالٍ من الأركان النبيلة والمقاصد العظيمة.. أو أنها خرجت للتدمير واغتيال السكينة وتسويق التخلف والفوضى والذعر..!

المنطق والعقل يؤكدان أن هناك أسئلة مطروحة على مائدة الدولة وكيانها.. هذه الأسئلة جديرة بالاهتمام والرد عليها من قبل المعنيين وأصحاب الشأن، حتى يتجنب الوطن مزيدا من الآلام والويلات والانفلات.

تستطيع الدولة- لو أرادت - أن تجيب بإنصاف عن هذه الأسئلة، بوضع حلول واقعية ومنطقية على الأرض، ولكن ليس بالإجابات والحلول التهميشية والترقيعية وفرض سياسة الأمر الواقع، لأن هذا لايعد جوابا شافيا ولايجدي نفعا.

حاليا الصورة واضحة وجلية عن تفشي سياسة البطش والاستقواء والفساد وتهميش مصالح الناس، ولايستطيع أي عبقري أن يؤكد أن الأمور تسير على ما يرام، أو أن أولئك الناس المحتجين مجرد نفر قليل من المشاغبين لا هدف لهم سوى الفوضى والتخريب.. وإن كنا لسنا مع أي اعتداء على ممتلكات الناس.

ثمة أسئلة واضحة أمام المعنيين عن أسباب هذا الغضب الشعبي الجامح الذي يفترش المحافظات الجنوبية.. وبالرغم من أنهم وحدهم يملكون الإجابات والحلول الناجعة إلا أنهم ينظرون إليها من نظرة (الاستقواء) بأنها مطالب لفئة وأناس من فصيلة دم (دنيا) غير تلك الفصيلة التي ترفع لها الدولة القبعات بشكل طارئ حينما تعطي إشارة خاطفة لمطالبها.

كيف لأناس وشباب من عدن وأبين والضالع وشبوة وحضرموت أن يؤمنوا مبتهجين بأنهم شركاء حقيقيون في واحة الوطن، ويستظلون تحت مظلته وثروته وأمنه ومواطنته المتساوية.. ثم يجدون أنفسهم مع اجترار الزمن إنهم معزولون على هامش الوطن، حيث لاحماية ولا إنصاف ولا حتى شمعة واحدة تقيهم مرارة هذا الظلام الدامس.

ثم كيف لأناس من هذه المحافظات الجنوبية، عشقوا الوطن والأرض، وساهموا في اقتراعات الأعياد وصناديق النخبة وتجرعوا المطارش والجرع والآلام أيمانا منهم أن غدا لناظره قريب وأن الوطن سيحقق لهم الدفء والخير والثمر، ليكتشفوا مع اجترار الزمن أنه حتى تلك المطارش والجرع كانت تمنح بنوعين تحت نظرية (التفاضل) (الأولى مجرثمة، والأخرى معقمة)، فيحصدوا الويلات، فيما يحصد الآخرون كل خيرات الوطن ونعيمه.

أسئلة كثيرة مطروحة أمام العقلاء.

فتوكلوا، وأصدروا قرارا فاعلا مفاده (أسألك الرحيل.. أيها الفساد) ابتغاءً لازدهار هذه الأرض، ومساءلة (الذئاب)..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى