مصارحــة حــرة .. فرحة أم فرخة؟

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> عندما قدم لنا فريق برشلونة الإسباني نفسه هذا الموسم بصورة مختصرة فاقدة للشهية «الجماعية» التي تعودنا عليها، لم يكن ذلك من باب تبديل الحال والعودة إلى ليالي اللعب «الفردي» غير الملاح، بقدر ما كان محاولة استعراض كيف تلعب بالنار بدون رجال أطفاء يساندون الموقف، وأولهم التنين اللطيف «جريسو»، وعندما غربل مدرب الفريق «شاكلته» بخلطة تفتقد إلى «بهارات» الأسلوب الجماعي بالاعتماد على ثلاثة في الهجوم لايخدمون «الانضباط» الجماعي..كان هذا المشكل الفني الطارئ أول مسمار يدق في نعش الفريق الكاتالوني، الذي تحول في نظر عشاقه إلى لغز استعصى فهمه أو الوصول إلى طلاسمه عندما أدار ريكارد ظهره للآلة الجماعية ذات الهدير الذي لايعترف بالنجم المطلق، وانجر إلى حسابات مجرة النجوم : رونالدينيو، ميسي، إيتو، وهنري .. ظهر الانحلال الفني والتفتت التلقائي، وذابت الجماعية في «فنجان» الأداء الفردي البحت، لذا ظهر برشلونة تائهاً في غياب ليونيل ميسي، الذي كان يجد الحلول بفردياته بعيداً عن منظومة الفريق .

الغريب أن ريكارد ولمداراة خيبة الأسلوب الجديد حاول تقليد مشية معلمه يوهان كرويف، فنسي في ما بعد مشيته بطريقة تجعلنا نتساءل من يمسك بخيوط اللعبة في برشلونة هذا الموسم ريكارد أم كرويف ؟.. وصحيح أن البرشا الذي يحارب على جبهة دوري أبطال أوروبا، يبدو أقل حظاً من مانشستر يونايتد بعد غد الأربعاء، لكن الثقة المفرطة التي يتحدث بها مدرب المان يونايتد السير أليكس فيرجسون، قد تسقطه في بحر نوكامب المظلم ما لم يتنبه إلى الفوارق الفردية بين لاعبيه ولاعبي برشلونة .. فيرجسون يرى نفسه «ثعباناً» جائعاً في شراهة «أنا كوندا».. وزميله الذي يصغره فرانك ريكارد مثل العقرب يحمل شوكته على ظهره، والمواجهة بين الثعبان والعقرب لاتلتزم بقواعد المنطق .. قد تبدو «الكفة» في صالح «الثعبان» الذي لا يريد أن يلدغ في نصف النهائي مرتين، لكن هذا لايعني أن ريكارد سيقف مكتوف اليدين في «نوكامب»، سيستعين ريكارد بالهنود في ترويض الثعابين، سيعزف على «المزمار»، وستكون نهاية «الثعبان» فيرجسون لو تمايل ورقص على الصفيح الكاتالوني الساخن، وحتى إذا نفذ فيرجسون بجلده، فإن عليه في مباراة الإياب في «أولد ترافورد» أن يحذر العقارب، فليس كل ثعبان قادر على التهام وجبة عقارب ببهارات حارة المذاق، فإذا كان «فيرجسون» يختال ضاحكاً بـ «أفاعيه» الجائعة، فإنه بحاجة أيضاً إلى «توعية» علمية، وإلا لما قال لنا الشاعر «أن الأفاعي تموت من سموم العقارب» .

ريكارد الذي أضاع «بوصلة» فريقه الجماعية، وقلب أوضاع هجومه رأساً على عقب في ظل عقلية النجم الأوحد .. مهمته أمام «المان يونايتد» شاقة وتحتاج إلى لياقة ذهنية وبدنية مذهلة، لتحجيم الفريق الإنجليزي الذي يمر بمرحلة نضوج واضحة .. الفوز وحده يجعل ريكارد بين المتربصين لصناعة الفرحة، والخسارة تفرضه بين المتطلعين لذبح «الفرخة» .. والخياران أحلاهما مر .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى