الولايات المتحدة لا تثق بكوريا الشمالية

> واشنطن «الأيام» بونوداراي بارامسواران :

> اعلنت الولايات المتحدة أمس الأول غداة اتهام كوريا الشمالية بمساعدة سوريا على بناء مفاعل نووي سري لاغراض عسكرية، انها لا تثق بنظام بيونغ يانغ.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع شون ماكورماك بينما تجري مفاوضات مع بيونغ يانغ لانهاء برنامجها النووي "لم نصل بعد الى مرحلة الثقة، ما زلنا في مرحلة التدقيق"، في اشارة الى شعار "الثقة لكن مع التدقيق" الذي تبناه الرئيس السابق رونالد ريغن في علاقاته واتفاقاته مع الكتلة السوفياتية السابقة ابان الحرب الباردة.

اضاف ماكورماك ردا على سؤال عما يمكن ان يحمل واشنطن على الاستمرار في منح ثقتها لكوريا الشمالية بعد كشف معلومات الخميس عن تقديمها مساعدة لسوريا لبناء مفاعل نووي "الثقة شيء يبنى مع الوقت ويستند الى الاعمال واحترام التعهدات".

وتابع "سوف نرى" ما سيحدث.

واتهمت الولايات المتحدة الخميس الماضي سوريا ببناء مفاعل نووي سري بمساعدة كوريا الشمالية، موضحة ان المنشأة كانت لاغراض عسرية الى ان دمرتها اسرائيل في غارة جوية في ايلول/سبتمبر الماضي.

وصدرت هذه الاتهامات بعدما وافقت بيونغ يانغ على تفكيك برنامجها النووي العسكري خلال مفاوضات سداسية اطلقت قبل خمس سنوات بهدف تفكيك ترسانة كوريا الشمالية النووية.

وكشف ماكورماك ان كوريا الشمالية سئلت خلال الاشهر الماضية عن مشروع سوريا السري في اطار المفاوضات السداسية الجارية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان، رافضا نقل الرد الكوري.

وقال "لن اكشف كل الكلام الذي جرى في اطار هذه المفاوضات، اترك الامر لهم وهم قادرون تماما على الرد علنا".

وعملا باتفاق ابرم العام المنصرم بين الدول الست، اغلقت كوريا الشمالية مفاعلها النووي الرئيسي، على ان تكمل عملية تفكيك برنامجها لقاء مساعدات في مجال الطاقة وضمانات دبلوماسية وامنية.

غير انها لم تلتزم بمهلة حددت حتى 31 كانون الثاني/يناير الماضي للافصاح عن برنامجها النووي ونشاطاتها الماضية على صعيد نشر الاسلحة النووية، ويعتقد ان هذا التلكؤ ناتج عن تعقيدات بشأن تورطها المزعوم في بناء المفاعل النووي السوري.

وقال ماكورماك ان معلومات اجهزة الاستخبارات الاميركية بشأن التعاون النووي بين البلدين تحدد "بوضوح" ما هو مطلوب من اعلان بيونغ يانغ. وتابع "اعتقد بالتالي انهم يدركون بوضوح تام العتبة التي يتوجب عليهم تخطيها في هذا الجزء من الاعلان".

وعرضت صور للموقع النووي السوري الخميس على اعضاء الكونغرس في خطوة اعتبرها بعض الخبراء مسعى من ادارة بوش لاخراج المسألة من دائرة الجدل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال جون ولفستال خبير الاسلحة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقرا له "يمكنهم بالفعل القول انه +لسنا بحاجة لان تعلن كوريا الشمالية (عن نشاطاتها) لاننا نعلم ما قامت به مع سوريا وربما يصبح عندها من الممكن تخفيف الضغط عن القضية في المفاوضات".

وتابع "قد تكون هذه فعلا محاولة من ادارة بوش للتخلص من تعقيدات غير مفيدة اذ انها لا تعتقد انه من الممكن تسوية هذه المسألة بسهولة ولا تعتقد كذلك انها باهمية المسائل الاخرى".

وقال مسؤولون في الاستخبارات والادارة الاميركية للصحافيين الخميس الماضي ان مشروع المفاعل النووي السوري قد يكون اطلق عام 2001 قبل سنتين من بدء المفاوضات السداسية.

واعرب البيت الابيض أمس الأول عن امله بان يدفع كشف هذه القضية بيونغ يانغ الى ابداء استعداد اكبر لكشف برامجها ونشاطاتها على صعيد نشر الاسلحة النووية.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة دانا بيرينو "الكرة في ملعبهم".

ولفت ماكورماك الى ان هذه القضية تؤكد على اهمية التحقق من النشاطات النووية في اطار المسار السداسي مع تولي الصين دورا رئيسيا في هذه المنطقة.

وقال ان "هذه المعلومات عززت هذا الطرح الى حد ان الصين ستترأس الان مجموعة ضمن الآلية السداسية تعنى بالمسائل المتعلقة بالتحقق". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى