المنلوجست عبدالرحمن المجلي يعود لفن التقليد بلامعاش

> «الأيام» مختار مقطري:

> أعلن المنلوجست الشهير عبدالرحمن المجلي عزمه على العودة إلى فن المنلوج والتقليد من خلال المشاركة في الحفلات الفنية التي تحييها (فرقه نسائم عدن للموسيقى) التابعة لمنتدى (الباهيصمي) الثقافي بالمنصورة، وقد أبدت الفرقة ممثلة بمسئولها الإداري، الفنان حسن دعبش، استعدادها وسعادتها بمشاركة المجلي في حفلاتها بمنلوجاته الجميلة المعروفة، وأخرى جديدة، وتقديمه فقرات من تقليد كبار الفنانين اليمنيين الذين اشتهروا بها منذ سبعينات القرن الماضي، وربما قبل ذلك، ومن بينهم المرشدي والعطروش ومحمد سعد وطه فارع والسنيدار وغيرهم، هذا إلى جانب خبرته الطويلة كعضو أساسي في فرق الكورال.

جاء ذلك في الفعالية التي نظمها المنتدى عصر الخميس الماضي الموافق 5/8، وحضرها عدد من صفوة وأدباء ومثقفي عدن.

وفي حديثه اختصر المجلي مشواره الفني الطويل الذي انطلق في ستينات القرن الماضي، مشيرا إلى أن من شجعه على فن التقليد هو الفنان القدير محمد المحسني، ثم أظله برعاية فنية خاصة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، ولحن له عددا من المنلوجات الناجحة، بعضها موثق في إذاعة عدن، ثم أشار إلى التحاقه بفرقة وزارة الداخلية عام 1976، وكان قائدها حينذاك الفنان القدير سالم الحطاب، ليظل المجلي قاسما مشتركا في الحفلات العامة وحفلات التلفزيون مع أبرز الفرق الموسيقية وفرقة وزارة الداخلية وفرقة وزارة الثقافة والسياحة، حتى العام 1986 الذي اضطر فيه إلى السفر للحديدة، وبقائه فيها حتى عزمه على العودة إلى عدن مؤخرا، وفي الحديدة واصل المجلي مشواره الفني مع فرقة مكتب الثقافة بقيادة الفنان القدير أحمد تكرير.. وفي حديثه أكد الكابتن عوضين الاهتمام الخاص الذي يوليه فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي بالمجلي بالسؤال عنه دائما، كما أشار إلى نية مكتب الثقافة في عدن، ممثلا بمديره العام الشاعر عبدالله باكدادة، الإسهام في تذليل بعض صعوبات العيش للفنان المجلي.. ودون شك فإن اختفاء فن المنلوج جزء لايتجزأ من تدهور حال الغناء والموسيقى في اليمن، الذي من أسبابه غياب الفرق الموسيقية والأهلية، واختفاء الحفلات العامة غير الرسمية، إلا أن الأهم هو طبيعة فن المنلوج ذاته باعتباره فنا ساخرا ناقدا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يتعارض مع مشيئة الرقيب السياسي، ما يجعل فن المنلوج الناقد والجريء بحاجة إلى فدائية واستعداد لتحمل كافة العواقب.

ومن الغريب أن يظهر فن المنلوج في عدن مطلع ستينات القرن الماضي، أي في ظل الحكم الاستعماري (البغيض)، وقدمت عدن حينها منلوجست اليمن الأول الفنان القدير فؤاد الشريف، تلتها أبين بتقديم المنلوجست القدير عثمان عبدربه، متعهما الله بالصحة والعافية وطول العمر، وقدم فؤاد الشريف عددا من المنلوجات الناقدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، جرت عليه المتاعب، لكنها لم تصل حد ما يتعرض له الفنان فهد القرني حاليا من اتهامات بجرائم جسيمة وتشكيك بوطنيته.

وفي الفعالية قرأ الأستاذ أحمد السعيد رسالة بعث بها الفنان الشاعر صالح الأشرف، أول رئيس لاتحاد الفنانين في جنوب اليمن سابقا، كادت تحترق بين يديه من حرارة الصدق والمشاعر الإنسانية الجميلة في اعتذاره عن عدم تمكنه من الحضور لانشغال عملي، وتحياته التي أغذقها على المحتفى به، وأهداها للحضور جميعا، ولرئيس المنتدى الشاعر الجميل محمد سالم الباهيصمي.

وفي الفعالية استمتع الحضور بتقليد المجلي لبعض الفنانين، ودون شك إن الفنان عبدالرحمن المجلي الذي أسعدنا وأضحكنا كثيرا لايزال قادرا على إسعادنا بمنلوجات جديدة، وتقليد عدد آخر من الفنانين، لم يسعدهم الحظ بتقليد المجلي لهم من قبل، في حين يؤكد الزميل عمر مكرم أن الفنانين الكبار لم يكونوا (ليزعلوا) من تقليد المجلي لهم، مهديا له كلمات منلوج كتبه والده المناضل والشاعر الراحل، لم يلحن ويقدم من قبل.

لكن السؤال هو (ومن يسعد المجلي؟)، وهل يستطيع المنلوجست الحزين والبائس و(المدقق) أن يسعد جمهوره؟ فمن المعروف أن عبدالرحمن المجلي كان موظفا في مؤسسة اللحوم في عدن حين غادرها إلى الحديدة 1986، وهو يستحق اليوم بقدر ما أسعدنا بفنه الجميل أن يحصل على معاش محترم وتسوية موضوع معاشه دون عناء والتواءات محاسبية وحفر إدارية، وهو الأمر الذي تواصى جميع الحضور بالإسهام في تحقيقه بالكلمة والاتصالات والمتابعة. وكم أتمنى من حملة الأقلام من الحضور ومن غير الحضور أن يؤازروا فناننا الجميل عبدالرحمن المجلي بكلماتهم النبيلة دون إبطاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى