رجال في ذاكرة التاريخ.. عبدالله ناصر صلاح عولقي: معن العولقية وأهل يسلم بن دحا

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> يصعب حصر قبائل العوالق عامة وسكان العوالق العليا (الصعيد) خاصة في هذا الحيز، وأنما سأكتفي بأهل يسلم بن دحا الذين ينتمي لهم المترجم له عبدالله ناصر صلاح عولقي.

ورد في كتاب (تاريخ القبائل اليمنية)- الجزء الأول: (اليمن الجنوبية) - لمؤلفه حمزة علي لقمان (ص 291) مايلي:«يتكون سكان العوالق العليا (الصعيد) من ثلاث قبائل رئيسة هي: -1 معن -2 أهل خليفة -3 المكارحة

-1 معن : تتكون من قبيلتين رئيستين هما: (1) أهل علي (2) أهل محمد

-1 أهل علي : يتكونون من الفخائذ التالية: أهل دحا : أهل عتيق - أهل باراس - المرحجي - بافياض - باهدا

(أهل دحا) وينقسمون إلى الفروع التالية:

أ) أهل يسلم بن دحا : ينقسمون إلى البطون التالية:

-أهل فريد وينقسمون إلى البيوت التالية: - أهل محسن بن فريد وأهل بوبكر بن فريد وأهل محمد بن فريد وأهل سالم بن فريد في الحيد. - أهل صالح بن فريد في الهجر. - أهل امرصاص في الحافرة. -أهل رويس وأهل ناصر في الوسيطة. - أهل علوي بن فريد وأهل أحمد بن فريد وأهل عبدالله بن فريد في الصفح.

- أهل فاطمة في الواسطة.

-أهل امذيب بن ناصر في الواسطة.

- أهل محمد بن ناصر في القرن.

-أهل شيخة في الهجر.

- أهل مجور في المعقاب.

- أهل هادي في الطويلة.

- أهل جازع وأهل عيشة في عيشة.

- أهل علي امذيب في العطف.

- أهل سان دحا في العطف.

- أهل بزعل في مريون.

الميلاد والنشاة:

الفقيد عبدالله ناصر العولقي من مواليد عام 1916م بمدينة الصعيد حاضرة مشيخة العوالق العليا، نشأ وترعرع في مرابع عشيرته آل يسلم بن دحة.. أرسله والده إلى مدينة حبان لتلقي تحصيله الدراسي الأولي إلى جانب حفظ القرآن الكريم في مدرسة الشبلي، ثم عاد مرة أخرى إلى الصعيد والتحق بكتاتيب البلدة، وبعد أن شب عن الطوق عمل مع والده في فلاحة الأرض.. وكانت الأسرة تنتقل من مكان لآخر خاصة في المواسم الزراعية (الحصاد)، إلا أن المردود كان شحيحا، وشهدت المنطقة هجرة إلى المدينة (البندر)، وكانت آنذاك هي عدن، حيث يجد الشباب ضالتهم في فرص العمل في أبرز مرفقين مرتبطين بالسلاح وهما: -1 جيش محمية عدن ADEN PROTECTORATES الذي اشتهر في صفوف العامة بـ(الليوي) -2 الأمن وكانت الفرص متاحة في الشرطة المسلحة ARMED POLISE، واشتهرت في صفوف العامة بـ(آرم بوليس) والحرس القبلي والحرس الحكومي.

إلى بندر عدن وفي جيش الليوي:

شد الشاب عبدالله ناصر صلاح عولقي الرحال من الصعيد إلى بندر عدن مشيا على الأقدام في العام 1942م مع جماعة من أهل بلدته، وكان بلدياته محد أحمد بن موقع العولقي قد سبقه إلى عدن قبل ثلاثة أعوام (1939م)، والتقى الاثنان مع العديد من أبناء منطقتهم ومناطق أخرى في جيش محمية عدن (الليوي) وكان مقر قيادته في الموقع نفسه الذي يطلق عليه حاليا «معسكر عبدالقوي» بمدينة الشيخ عثمان (عدن).

شق عبدالله ناصر صلاح طريقه في السلك العسكري وطور من معارفه ومداركه العامة والعسكرية خاصة، حيث تلقى تعليمه في جناح الثقافة (مدرسة الجيش آنذاك)، وألم باللغتين العربية والإنجليزية، وتلقى دورات تأهيلية في الداخل والخارج، وأصبح قائدا ميدانيا في صفوف الجيش في كل منعطفاته، فمن جيش محمية عدن (APC) ومرورا بـ(الجيش الاتحادي النظامي) (FRA) وانتهاءً بـ(جيش الجنوب العربي) (SAA).

صلاح ضمن أربعة قادة كتائب:

ورد في ترجمة اللواء محمد أحمد بن موقع العولقي (رجال في ذاكرة التاريخ - العدد 5378-27 أبريل 2008م) :«تولى القادة العرب قيادة كتائب جيش الاتحاد النظامي (FEDERAL REGULAR ARMY) عند ترقيتهم إلى رتبة «مقدم»، فتولى محمد أحمد بن موقع قيادة الكتيبة الثانية وتولى المقدم أحمد محمد عرب قيادة الكتيبة الأولى والمقدم محمد سعيد يافعي (شنظور) قيادة الكتيبة الثالثة والمقدم عبدالله ناصر صلاح قيادة الكتيبة الرابعة».

كانت الكتائب العاملة تنتقل دوريا من موقع إلى آخر وسبق أن تمركزت الكتيبة الرابعة مع قائدها عبدالله ناصر صلاح في بيحان وعتق ومكيراس والضالع، وكان - رحمه الله - متعدد النشاطات منها مشاركته في بطولات الرماية ومنها حصوله على كأس فضية من كؤوس الرماية منقوشا عليها (كأس الأمير شعفل بن علي) أمير إمارة الضالع للقائد عبدالله ناصر صلاح عولقي.

صلاح ينزع فتيل الفتنة بين العوالق والواحدي:

عندما كان المقدم عبدالله ناصر صلاح عولقي مرابطا على رأس كتيبته الرابعة في حامية عتق كادت فتنة (حيد الملح) أن تشتعل بين العوالق والواحدي على تلك الأرض الكائنة في منطقة عياد، إلا أن القائد صلاح حث الطرفين المتنازعين على احتواء النزاع بالطرق السلمية، لأن في وحدة الصف قوة وأن عليهم تجنب الشعار الاستعماري «فرق تسد» وحل النزاع سلميا بين العوالق والواحدي.

صدر قرار رسمي بتعيين المقدم عبدالله ناصر صلاح عولقي قائدا للعرض العسكري الكبير الذي أقيم في مدينة الاتحاد (مدينة الشعب حاليا) عاصمة الدولة الاتحادية المحاذية لمنطقة الحسوة بمناسبة دمج قوات الحرس الاتحادي وجيش الاتحاد النظامي.

صلاح ضحية تقارير كيدية:

أفادت أسرة الفقيد العقيد عبدالله ناصر صلاح عولقي (حصل الفقيد على رتبة عقيد بعد قيام دولة الوحدة) في البيانات اللازمة لسيرة عميدهم بأن تقارير كيدية ووشايات تم رفعها من ضباط محليين إلى القيادة البريطانية للجيش الاتحادي والممثلة بالقائدين العسكريين (?ينر) و(داي)، وذلك استنادا لرسالة رفعها المقدم صلاح إلى القائدين البريطانيين المذكورين في 22 ديسمبر 1966م، وأوضح لهما أن قرار إحالته للتقاعد تسبب فيه تضليل ضباط عرب للقائد (?ينر)، وأن قرار إحالته للتقاعد حرمه من استحقاق قانوني وإداري بالحصول على رتبة (عقيد) أسوة بضباط زملاء في الجيش الاتحادي النظامي أمثال محمد أحمد عولقي وأحمد محمد حسين ومحمد سعيد يافعي وزملاء في الحرس الوطني الاتحادي أمثال حيدر صالح بيحاني وحسين عثمان ميسري (عشال) والصديق أحمد حسين وسالم أحمد عتيقي الذين يحملون الرتبة نفسها.

صورة الضباط أثناء الدورة التي أقيمت في معسكر ليك لين (الشيخ عثمان) وترقيتهم إلى قادة كتائب.. الثلاثة الجالسون على الكراسي هم: محمد حسين يافعي، إنجليزي، محمد أحمد عزاني .. الأربعة الواقفون: الوالد عبدالله ناصر صلاح، محمد سعيد يافعي (شنظور)، محمد أحمد موقع ومحمد أحمد عرب
صورة الضباط أثناء الدورة التي أقيمت في معسكر ليك لين (الشيخ عثمان) وترقيتهم إلى قادة كتائب.. الثلاثة الجالسون على الكراسي هم: محمد حسين يافعي، إنجليزي، محمد أحمد عزاني .. الأربعة الواقفون: الوالد عبدالله ناصر صلاح، محمد سعيد يافعي (شنظور)، محمد أحمد موقع ومحمد أحمد عرب
وترجع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية:

بعد حياة حافلة بالعمل وصادقة بالتعامل مع إخوانه وأبنائه في الخدمة العسكرية، التي تخللتها روح النكتة والتضحية من أجل الوطن والثورة شأنه في ذلك شأن زملائه رفاق السلاح وبعد مشوار كفاحي خاضه في مرفق السياحة، لقي الفقيد عبدالله ناصر صلاح ربه في العام 1999م عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاما، وكل ما حظي به بعد الجمهورية والوحدة هو الإنعام عليه برتبة «عقيد» بينما كان استحقاقه أكثر من ذلك ولم يحظ بوسام ولا بقطعة أرض.

للفقيد ولدان هما : ناصر عبدالله صلاح حاصل على بكالوريوس لغة إنجليزية ودبلوم دراسات عليا (ترجمة لغة إنجليزية) خدم في سلك التربية في عدة مواقع، وعندما انتقل للتدريس في كلية التربية بشبوة وتعشم في التدريس الجامعي خيرا في معاشه، إلا أنه أحيل للتقاعد فأصيب بالإحباط وانكفى على نفسه في بيته.

صالح عبدالله صلاح حظي بحصته كمعوق بالعمل في سلك التعليم براتب متواضع لايتجاوز العشرين ألف ريال لايفي بالتزاماته كأب لأربعة أطفال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى