منتخبات أوروبا تفضل المدرب «الأب» صاحب الشعر الأبيض

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
أراجونيس الأكبر سناً في البطولة
أراجونيس الأكبر سناً في البطولة
لا بديل عن الخبرة..على الأقل علىمستوى المدربين المشاركين في بطولة الأمم الأوروبية، فقد أصبح الشعر الأبيض، أو ياحبذا عدم وجود شعر على الإطلاق، من البنود الأساسية للحصول على منصب المدرب في أحد منتخبات البطولة الأوروبية الحالية.

ويحتفل لويس أراجونيس مدرب إسبانيا والألماني أوتو ريهاجل مدرب اليونان بعيد ميلادهما السبعين هذا الصيف، مما يجعلهما الأكبر سنا بين الستة عشر مدربا الذين تضمهم بطولة يورو 2008، كما تخطى ستة مدربين في البطولة عامهم الستين بالفعل.

وأبدى الفرنسي آرسين فينجر مدرب نادي آرسنال الانجليزي دهشته من أعمار المدربين في يورو 2008 قائلاً :«قبل عشرين عاما كانت مثل هذه البطولات تضم مدربا واحدا مثلا في الستين من عمره، وكانت تعتبر معجزة حقيقية لو وجدت مدربا في السبعين»..ولكن من الواضح أن الأوضاع تغيرت، وإذا تمكن المدربون من التعامل مع الضغوط الصعبة، التي عادة ما تكون أقل في حالة تدريب المنتخبات الوطنية عن تدريب الأندية، فأحيانا يبقون في الملاعب لمدة أطول».

ويرى الفرنسي جيرار هوييه، عضو الوفد الفني لاتحاد الكرة الأوروبي في بطولة أوروبا الحالية أن وضع الثقة في المدربين الأكبر سنا ليس مفاجأة.

وقال مدرب نادي ليفربول الانجليزي وليون الفرنسي السابق والذي يعمل في تحليل مباريات يورو 2008 لاتحاد الكرة الأوروبي «إن الخبرة عامل أساسي لتحقيق النجاح علي هذا المستوى من المنافسات».. وتجاوزت سن 12 مدربا من مدربي يورو 2008 الخمسين عاما.

ليتبقى أربعة مدربين هم يواخيم لوف «ألمانيا، 48 عاما» وروبرتو دونادوني «إيطاليا، 44 عاما» وماركو فان باستن «هولندا، 43 عاما» والأصغر بين الجميع سلافين بيليتش «كرواتيا، 39 عاما» هم الذين لم تصل أعمارهم لنصف القرن،ويصل متوسط أعمار المدربين في يورو 2008 إلى 56.88 عام، بزيادة طفيفة عن متوسط أعمار المدربين في بطولة يورو السابقة التي جرت قبل أربعة أعوام بالبرتغال، حيث بلغ متوسط الأعمار آنذاك 56.81 عاما.

وكان ريهاجل نفسه قد علق من قبل على مسألة السن في عالم كرة القدم قائلاً إنه لا يوجد لاعبون كبار السن أو يافعون، وإنما لاعبون جيدون أو سيئون، ويمكن تطبيق الأمر نفسه على المدربين.

ويسعد المدربون الشباب دائما بإبداء احترامهم وتقديرهم للمدربين الأكبر سنا، حيث أكد لوف أنه يمكن بالتأكيد أن يستفيد من تجارب وخبرات مدرب مثل مدرب بولندا الهولندي ليوبينهاكر «65 عاما» قبل لقاء الفريقين في مباراتهما السابقة بيورو 2008.. ويعمل بينهاكر نفسه دائما على التذكير بخبرته والاستفادة من هذا الأمر كما حدث مثلا أثناء دفاعه عن نفسه أمام انتقادات وسائل الإعلام البولندية، مشيرا إلى أنه بعد قضاء 40 عاما في مزاولة مهنة التدريب فإنه لا يحتاج إلى دروس من أحد.

وأوضح هوييه أنه مع تعرض اللاعبين للضغوط الصعبة المتزايدة أو اضطرارهم للتعامل مع النجومية وضغوطها في سن مبكرة، فإن المدرب كبير السن يمكن أن يلعب مع اللاعبين دور الأب..وهذا ما يمكن قوله عن البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي دائما ما ينظر إليه مثل الأب بين البرتغاليين، ويرى سكولاري أن الشعور بالجماعة والأسرة أمر مهم، كما أن سكولاري شخص متدين للغاية، مما أكسبه احتراما كبيرا بين الجميع.

وسبق لسكولاري أن أعطى لاعبيه كتاب «فن الحرب» لسون تزو، وهو كتاب عمره 2500 عاما عن الخطط العسكرية، ولا يبدو أن مثل هذه الأفكار قد ترد على ذهن مدرب شاب..هذا بخلاف أن المدربين المخضرمين تجذبهم مناصب تدريب المنتخبات الوطنية، بعيدا عن العمل المستمر المجهد بمسابقات الدوري.

خبرة  الملاعب أكسبتهما روحاً عالية رغم كبر سنهما
خبرة الملاعب أكسبتهما روحاً عالية رغم كبر سنهما
كما أن العمل مع المنتخبات يمنح المدربين المزيد من الوقت للتركيز على وضع خطط بمفاهيم خاصة..وكان هذا من الأسباب التي دفعت الألماني أوتمار هيتزفيلد «59 عاما» لاتخاذ قراره بتدريب المنتخب السويسري عقب البطولة الأوروبية الحالية، حيث سيخلف المدرب كويبي كون، الذي يكبر هيتزفيلد بخمسة أعوام، في هذا المنصب..أما المدربين الشباب فعادة ما يفضلون تدريب الأندية لما يتضمنه الأمر من تحديات يومية، إلى جانب مكافآت مالية أكبر عادة.

واقترب الكرواتي بيليتش في بداية هذا العام من قبول مهمة تدريب نادي هامبورج الألماني، ولكنه قرر في النهاية البقاء مع منتخب بلاده، بينما سيترك فان باستن وظيفته التدريبية مع المنتخب الهولندي بعد يورو 2008 من أجل تدريب نادي أياكس أمستردام..وسيتولي تدريب المنتخب الهولندي بعد فان باستن المدرب بيرت فان مارفيك، الذي يكبر فان باستن بـ 13 عاما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى