«الأيام» تحاور نائب سفير اليابان عند زيارته للزعازع.. والمواطنون يدعون بالخير لحكومته.. نختار المشاريع التي نراها ضرورية للناس ومن ثم ندعمها

> «الأيام» محمد العزعزي

> تحتل اليابان مكانة عالمية في الصناعة والاقتصاد بالرغم من صغر مساحتها التي لا تزيد عن %0.3 من مساحة العالم، وتفتقر إلى إنتاج البترول والمعادن، وعدد السكان 126 مليون نسمة يعيشون في أرخبيل طوله 3800كم، وأكبر الجزر الرئيسة: هوكايدو، هونشو، كيوشو، شيكوكو وآلاف الجزر الصغيرة بمساحة 378 ألف كم ذات تضاريس متنوعة وبنية جيولوجية غير مستقرة، والمناخ معتدل والأمطار موسمية صيفية غزيرة.

أما الشعب الياباني فينتمى إلى سلالة (ياماتو)، ويكتب اليابانيون بالحروف الصينية ذات الرموز والرسوم.. ورفضوا حكم الإقطاع فترة توكوجاوا شوجو إلى أن عادت السيادة الإمبراطورية في عهد ميجي الذي بنى المؤسسات والصناعات، والأمة اليابانية معبأة من أجل الطفولة والتعليم، فقضت على الأمية، وما تزال تحافظ على الساموراي القديم والكفاءة الإنتاجية بتكنولوجيا مبتكرة وفريدة أذهلت العالم.. وتنحصر العسكرية على الدفاع بعد صدور دستور 1947م وإبرام اتفاقية الأمن مع الولايات المتحدة عام 1951م، ويتمسك الشعب بالسلام العالمي رغم الهزيمة النووية وكارثة (هيروشيما ونجازاكي).. اليوم اليابانيون ينظرون إلى المستقبل فلا يفكرون بالماضي، ويهتمون بالحاضر من أجل التقدم والرقي والسلام بنموذج حري أن يدرس، وعلينا أن نعبر الجسر إليهم لفهم فرادة التجربة الكونية لليابان بدبلوماسية حرة وصلت لنا في منافي العزل المنسية قبل أن تصل حكومتنا إلى تلك القرى المحرومة.. إنسانية الروح المسافرة إلينا بالفضيلة وبناء مدرسة لتعليم الفتيات جعلت الأهالي يدعون بالخير والرفاه لحكومة اليابان وممثلها الدبلوماسي (ياما جوتشي) الساراي المحارب الذي وصل إلى الزعازع يمشي على أرض من جهنم.. «الأيام» وجدت فرصة وأجرت هذا الحوار مع نائب السفير أثناء المسير:

> هل تنوون تقديم مشاريع جديدة للمنطقة؟

- لا توجد مشاريع.. ونحن جئنا اليوم لغرض عادي، هو افتتاح المدرسة.

> ما نوعية العلاقة بين اليمن واليابان التي نراها تتحسن يوما بعد يوم في الفترات الأخيرة؟

- علاقة الصداقة موجودة منذ فترة بين اليمن واليابان، ونحن سعيدون، ويوجد تعاون بين البلدين اقتصاديا واليابان تدعم اليمن، وأيضا توجد علاقات تجارية.. إلخ.

> كيف ترى الشماتين؟

- أنا سعيد جدا بزيارة هذه المنطقة، وأرى صعوبة بالغة أن الناس تعيش في هذه الأماكن.. وهذا الدعم من قبل اليابان، وهذه المنطقة بحاجة إلى المتطلبات لاحتياج المواطنين.

> هل تثقون بالجانب الحكومي عند تقديم المساعدات، ولماذا لا تشركون منظمات المجتمع المدني؟

- هناك اهتمام من جانب الدولة بالتأكيد لتحسين وضع مواطنيها، وهذا النوع من المشاريع بالذات.. نحن نختار المشاريع التي نراها ضرورية كما لاحظت اليوم ومن ثم ندعمه.. أما بالنسبة للجانب الحكومي أكيد لهم خططهم وعندهم اهتمام بتطوير احتياجات الناس وأهالي هذه المناطق.

> المنطقة تفتقر إلى العديد من النواقص في شتى الأصعدة.. مارأيكم بذلك؟

- بالفعل توجد نواقص بالمنطقة وعليه أتينا إلى هنا بدعم حكومة اليابان من خلال هذه المساعدة البسيطة (بناء المدرسة) وبشكل عام يجب أن يتم الدعم لهذه المنطقة التي تحتاج لبعض الأشياء، وهذا دعم بسيط عملناه، ونتمنى أن يتحسن الوضع.

> سعادة نائب السفير: لابد أنك شعرت بالوحشة كما لو كنت تسير على القمر.. أليس كذلك؟

- ضحك.. وقال: بالنسبة لنا ذهبنا إلى أماكن كثيرة فيها من الوعورة الكثير، وطبعا هذا المكان فيه نوع من الوعورة وصعوبة على المواطنين، ولكن بشكل عام بالنسبة لنا كيابانيين نشعر بالمتعة عندما تتم المساعدة في مكان مثل هذا، وفوق هذا كله زرنا أماكن أصعب من هذه.. مشينا بأماكن ليس على القمر وهؤلاء لا يستحقون الطرح الذي طرحته لكنني زرت مناطق فيها من الصعوبة أكثر من هنا.

> هناك مثل ياباني شهير يقول:«إن تراكم عدم الكفاءة هو الذي يفضي إلى عدم الكفاءة».. هل يمكن تطبيق هذا المثل على شعبنا اليمني؟

- القدرة والفعالية العالية بشكل عام لا تبنى بيوم وليلة، ومثلا في اليابان قبل 200 سنة كان عندنا نظام تعليمي، واهتممنا بالتعليم بدرجة أساسية لأنه يعتبر قوة الشعوب وقوة الناس.. اليابانيون لماذا فاعلون؟!.. لأن التعليم في بلدنا رائع والآن لا يوجد أمية، ونسبة المتعلمين وصلت إلى %100، هذا هو المعيار المهم.. وهنا في اليمن لو تم الاهتمام بالتعليم فسيكون عاملا مساعدا كبيرا، وهذا الموضوع لا يتم بسرعة ويحتاج إلى وقت.

> هل نحن مؤهلون للعبور إليكم أم يظل حلما؟

- بالتأكيد.. ولمَ لا؟! لكن الموضوع يحتاج إلى وقت وصبر.. والإنسان عندما يزرع يحصد، فأنت عندما تزرع فواكه أو خضارا تحتاج إلى وقت للإنتاج، فالتعليم لو تم الاهتمام به فسيأتي مردوده، لكنه بحاجة إلى صبر ووقت كبيرين.. التعليم أهم الأشياء للبناء والتطور، وإذا الشعب متعلم فإن المجتمع يختار الناس الجيدين في السياسة والدوائر الحكومية المختلفة وهكذا.. فالتعليم مهم وسيعود بشكل رئيس وينعكس على المواطن وحياة الناس.

> توجه اليابان الدولي خجول يشعرنا بما معناه «لاتثقوا بنا فنحن لا نثق بأنفسنا» إلى أين وصل هذا التوجه عالميا؟

- نحن في اليابان مصادرنا محدودة ونستورد كل شيء من العالم، ولذا نحب أن نبني علاقات جيدة مع كل الدول بما فيها اليمن.. نرغب بعلاقات طيبة.. من هنا لا نتمنى أن نرجع إلى الخلف، فنستمر ونتحسن وما إلى ذلك.

> ماذا تريد أن تقول عبر صحيفة «الأيام»؟

- قبل الإجابة شاهد فتاة صغيرة ترعى الماعز في مرتفعات الزعازع بجانب الطريق، وقال: أتمنى أن تذهب تلك الفتاة إلى المدرسة.. وأضاف:نحن لم نركز على محافظة بعينها في المشاريع، ومعنا مشاريع في الجوف والضالع وأبين ومحافظات أخرى.. وفي تعز قمنا بإضافة وترميم مدرسة سامع وفي الوازعية مدرسة الزهراء ومدرسة باب المندب، أما مدرسة الصداقة اليمنية اليابانية بالزعازع فقد تم إنشاؤها كاملة على نفقة حكومة اليابان.. أخيرا أشكر «الأيام» على حضورها واهتمامها بهذه الأماكن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى