وردة ... وقطرة من الدموع

> «الأيام» إيضاح قاسم عسكر جبران /مدينة الشعب - عدن

> عندما تصبح الذكرى واقع والألم نسيان، عندما تصبح الرياح رسالة والليل ساع يوصلها إلى قلب ينتظر عندها تتحد الروح وتصبح دافعا إلى الأمام.

طل الليل بوشاحه الأسود معلنا عن بداية يومه المظلم، كان يحدق بعينيه الفضية يجول بها و يبحث عن من يناجيه ويؤنس وحدته، وبحركة خفية أعطى إشارته للنجوم لتضيء بدورها.

وتعلن عن وجودها، وبسحر يملؤه الإحساس هبت نسمات باردة لتدفع بالسحب إلى حيث المجهول، فتح النافذة ورفع رأسه إلى السماء وأطلق صرخة الحزن والألم، لكن مع ذلك تبسم، أغمض عينيه، وأخذ ينصت إلى صوت الريح ثم سمع صوت يقول: هل تأخرت؟ رد: كعادتك ملتزم بمواعيدك مثل الأيام الخوالي... أتذكرها، رد الصوت : نعم.. أتذكرها ياصديقي، ثم قال: علي الذهاب الآن، قال الفتى: بهذة السرعة؟

رد الصوت: فقد جئت للاطمئنان عليك فأنت صديقي ورفيق دربي، قال الفتى : ابق يارفيقي .. أرجوك، فتح باب الغرفة أتحدث نفسك ياأخي؟- هكذا قالت أخته- رد عليها: لا... فقط أحدث ذكرياتي، ارتسمت عليه علامات الدهشة وقال: سأخرج، قالت:

الآن في هذا الوقت المتأخر!! أخذ معطفه وخرج، وكان يمشي لا يدري إلى أين تأخذه ساقاه.

دخل إلى مكان أحس أنه أخضر مشى بخطوات هادئة فرأى وردة بيضاء عليها قطرات من الندى، قطفها، تنفس الصعداء، مشى بضع خطوات، توقف ثم جلس، رفع رأسه و أخذ يحدق إلى قبر صديقه وقال: أشتاق إليك ياصديقي، رفع الوردة وأكمل قائلا: «هذا وعد ياصديقي أن تبقى ذكرى حية فيني، وأن تعيش معي لحظاتي، هذا وعد يا رفيق دربي، أن تبقى في ذاكرتي.

وأن تساندني في أتعس أيامي» ووضعها على القبر، وأنا أشتاق إليك ياصديقي هكذا سمع صوت يقول: «تبسم» فسقطت دمعة من عينه فقال الصوت: «أتبكي ياصديقي؟!

فقال الفتى: «بل هي دمعة لقاء، فهذه الوردة وعد وهذه الدمعة لقاء يا صديق عمري»، عندها هبت الرياح وأخذت تتغلغل داخل جسد الفتى، فقال الصوت: «وهذه روح تساندك إلى الأبد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى