> قالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان لويس اربور أمس الجمعة ان مئات الاشخاص في باكستان اختفوا فيما تركت النساء والفتيات عرضة لسوء المعاملة في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة مشكلة التطرف في البلاد.

واضافت اربور التي تزور باكستان هذا الاسبوع لتقييم مشاعر القلق ازاء استقلالية القضاء في رحلتها الاخيرة في منصبها الحالي ان نزاعا بشأن القضاة يهدد ايضا باصابة حكومة باكستان بالشلل.

وقالت ان الحكومة تستخدم وسائل مختلفة لمحاربة التطرف وعليها ان تحدد ايهما اكثر فاعلية العمل العسكري او التفاوض ولكن عليها في كلا الحالتين ان تضمن حماية حقوق الانسان.

واضافت في مؤتمر صحفي "شاهدنا انتهاكات لحقوق الانسان في سياق عمليات مكافحة الارهاب ومكافحة التمرد ويشمل ذلك المئات من حالات الاختفاء التي لم يعلن لها تفسير."

وذكرت ان اتفاقات السلام قوضت من ناحية اخرى سلطة الحكومة في مناطق يسيطر عليها المتشددون وهو ما جعل النساء والفتيات على وجه الخصوص عرضة لسوء المعاملة.

وقالت "عندما يتم التوصل الى اتفاقيات سلام فان الحكومة يكون عليها التزام بضمان الا يكون اتفاق السلام على حساب التنازل عن الحقوق الاساسية للمواطنين الذين لا يمتلكون القدرة على التوجه الى الدولة لحمايتهم."

واضافت "اتفاقات السلام التي تقلل مستوى التمتع بحقوق الانسان بالنسبة للنساء والفتيات هي نموذج يثير القلق على نحو خاص."

وقالت اربور ان استقلالية القضاء هي حجر الزاوية الاساسي لمجتمع ديمقراطي فعال وان النزاع طويل الامد حول القضاة يهدد بعرقلة قدرة الحكومة على معالجة مشكلات اخرى.

وقالت "انه يستحوذ على بقية البرنامج السياسي للحكومة."

واحتدم النزاع بشأن القضاة منذ ان حاول الرئيس برويز مشرف اقالة كبير القضاة في مارس اذار من العام الماضي.

وانشغل الشركاء الرئيسيون في حكومة ائتلافية تضم خصوم مشرف الذين فازوا في انتخابات فبراير شباط في خلافات حول كيفية اعادة القضاة الذين اقالهم مشرف عندما فرض حالة الطواريء في نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت اربور "اطالبهم بالتوصل الى توافق في الرأي باسرع ما يمكن,ولكن بالنسبة لعملية اعادة قضاة المحكمة العليا فان من المهم عدم التنازل باي حال من الاحوال عن استقلالية المحكمة على المدى البعيد وصلاحياتها لعلاج الموقف."

واجتمعت اربور خلال زيارتها التي تستمر ثلاثة ايام مع مشرف ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ووزراء اخرين بالاضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني.

وقالت انها تشجعت الى حد كبير بتصريحات جيلاني في الاونة الاخيرة التي اوضح فيها عزمه المطالبة بتخفيف الاف الاحكام الصادرة بالاعدام. واضافت ان مشرف عبر عن تأييده لهذه الخطوة.

وقالت "طالبت ايضا الحكومة بالانضمام الى التحرك العالمي الجديد نحو تعليق استخدام عقوبة الاعدام.

وتترك اربور التي شغلت سابقا منصب قاضية في الكندية العليا وممثلة ادعاء الامم المتحدة في جرائم الحرب موقعها الحالي في جنيف في 30 يونيو حزيران بعد اربعة اعوام واجهت خلالها الاشادة والانتقادات بسبب تنديدها بحالات سوء المعاملة في جميع انحاء العالم.

ولم يتم بعد اختيار خليفة لها ورفضت اربور التعليق بشان من قد يتم اختياره للمنصب. رويترز