معلم مادة التاريخ في المرحلة الأساسية في الضالع يسلم «الأيام» روزنامة من الأخطاء في المنهج..أن أهل اليمن أعانوا الخليفة أبوبكر في القضاء على الردة والصحيح أن اليمن كانت أكثر مناطق الجزيرة ارتدادا والحملات الصليبية التاسعة والعاشرة لم تكن على المشرق بل حرب استرداد وتحرير لإسبانيا

> الضالع «الأيام» خاص:

> طالب المعلم فضل علي ناصر مدرس مادة التاريخ في مدرسة غول سبولة بالضالع بتصحيح كثير من الأخطاء التي وردت في ثلاثة كتب مقررة للصفين السادس والثامن، واصفا تلك الأخطاء بـ «الفظيعة وغير المقبولة» في المناهج التعليمية التي يفترض فيها الدقة والصواب، خاصة أنها تخضع لعملية تأليف وإشراف ومراجعة من المختصين والأكاديميين في الوزارة المسئولة عن هذه المناهج التعليمية التي تُدرّس في جميع مدارس الجمهورية، وليس كما هو حال هذه الكتب الثلاثة التي قاموا بعملية تصحيح لها كاملة مستندين في ذلك إلى المراجع التاريخية التي ذكرها جميعا في ملزمته المسلمة لـ «الأيام».

فعلى صعيد الأخطاء في كتاب (تاريخ العرب الإسلامي) للصف السادس طبعة 2008 ذكر المعلم أخطاء بالجملة، منها ما جاء في الصفحات 88،72،67،58،48،47،39،19،14،10،9 حيث ورد في الكتاب صفحة 9 أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ما جاء جبريل وهو في غار حراء كان في حالة خوف شديد من هول ما سمع، وعندما وصل إلى زوجته خديجة استلقى على فراشه وهو يقول زملوني وهذا الكلام غير صحيح، لأن الرسول لم يقل زملوني بل دثروني دثروني، فنزلت سورة المدثر، أما سورة المزمل فنزلت بعدها بزمن، وفي الصفحة الأخرى جاء في الكتاب أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بدأ بدعوة عشيرته إلى دين الإسلام، ثم بعد صعد إلى رأس جبل الصفاء، وأعلن دعوته على قريش، وهو ما يفهم منه دعوة الرسول لعشيرته وقريش في ذات الوقت، والصحيح هو دعوته لعشيرته أول ما نزل عليه الوحي عام 610م، قال تعالى«وأنذر عشيرتك الأقربين»، وظلت الدعوة سرية لمدة ثلاث سنوات إلى أن أمر الله بدعوة قريش للإسلام، قال تعالى «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين»، وكان ذلك في السنة الثالثة من نزول الوحي 613م.

وفي ص 14 ورد في الكتاب أن عام الحزن هو العام العاشر من البعثة، والصحيح هو التاسع على مقاطعة قريش لبني هاشم التي بدأت في العام السادس واستمرت ثلاث سنوات، أي إلى العام التاسع.

كما أورد المعلم عددا من التواريخ الخاطئة، منها هجرة الرسول إلى المدينة في سنة 14 من البعثة، بينما الهجرة كانت سنة 12 من البعثة 622م، وحدوث الردة عن الإسلام بعد وفاة الرسول، بينما هي في أواخر أيام الرسول، والدليل أن الرسول بشر أصحابه بمقتل الأسود العنسي، ومعركة القادسية وقعت في 15هـ بينما هي في 14هـ، ومعركة نهاوند في 31هـ بينما الصحيح في 21هـ، ومعركة أجنادين في الكتاب وقعت عام 13هـ بينما هي في 15هـ، ومعركة اليرموك في عام 15هـ وهي في 13هـ، أما بالنسبة لقادة الجيوش الأربعة وهم أبو عبيد، وشرحبيل، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، فلم يبين المؤلف للكتاب وجهة كل قائد وجيشه. وفي ص 58 ورد الكثير من الأخطاء في تواريخ حكم أبرز خلفاء بني العباس، ناهيك عن الإشارة إلى أن هارون الرشيد هو مؤسس بيت الحكمة، بينما مؤسسها هو ابنة أبو عبدالله المأمون، وفي صفحة 67 هناك أخطاء في تواريخ قيام وانتهاء الدويلات اليمنية الوسطى، وفي الصفحة 88 جاء في طبعة الكتاب أن القائد المغولي هولاكو وجه رسالة إلى السلطان المملوكي قطز سلطان مصر يطالبه فيها بالاستسلام، وهذا الكلام غير صحيح، لأن هولاكو في ذلك الوقت كان قد عاد من الشام إلى بلاده إثر تلقيه خبر وفاة أخيه الملك منجوخان، مما اضطره إلى أن يوكل مهمة قيادة جيوشه في الشام إلى أحد قواده وهو كبتعا، وبالتالي فإن كبتعا هو الذي راسل السلطان قطز، والخطأ الآخر هو أن معركة عين جالوت في 660هـ بينما هي في 658هـ.

وفي كتاب تاريخ الحضارة العربية والإسلامية للصف الثامن بجزئية الأول (طبعة 2007) والثاني (طبعة 2005) فعلى صعيد تواريخ نشأة وانتهاء الدويلات اليمنية في العصور الوسطى وجدت كثير من الأخطاء التي تكررت في كتاب التاريخ للصف السادس. ففي الصفحة 32 ورد أن الصحابي الجليل معاذ بن جبل هو الذي بنى الجامع الكبير في صنعاء والحقيقة أن معاذ بن جبل بنى جامع الجند أما الجامع الكبير فقد بناه فروة بن مسيك المرادي في العام السادس للهجرة، وفي الصفحات 46/45 جاء أن سورة النصر نزلت في الوفود اليمنية التي ذهبت إلى المدينة لكي تعلن إسلامها أمام الرسول (ص) في عام الوفود، والصحيح أن السورة نزلت على الرسول (ص) بعد عمرة القضاء في العام العاشر من الهجرة، وقال الرسول (ص) أن السورة تبشره بقرب أجله، أما الوفود اليمنية فقال عنها الرسول (ص) بعد نزول هذه السورة «جاء الفتح وجاء النصر، أتاكم أهل اليمن الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية». ويمكن التأكد من تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة (2085).

وفي الصفحة 49 ورد أن أهل اليمن أعانوا الخليفة أبوبكر في القضاء على أهل الردة في الجزيرة بينما هو معروف أن اليمن كانت أكثر مناطق الجزيرة ارتدادا عن الإسلام من حضرموت حتى صنعاء، وتاليا كان الخليفة أبوبكر قد بدأ أولا بالقضاء على ردة طليحة بن خويلد الأسدي في الطائف ثم انتقل إلى البحرين ومنها أرسل جيوشه إلى اليمن، فكيف شارك أهل اليمن في القضاء على المرتدين في الجزيرة بينما هم مازالوا مرتدين، وبعد القضاء على الردة في البحرين توجهت الجيوش الإسلامية بقيادة المهاجر بن أميه وعكرمة بن أبي جهل إلى اليمن، حيث تمكنت من إخماد الردة الثانية بقيادة الأشعث بن قيس الكندي، وقيس بن مكشوح المرادي، لذلك كانت اليمن آخر منطقة مرتدة تم إعادتها إلى حضن الدولة الإسلامية في المدينة، وفي نفس الصفحة أشار المؤلف إلى أن اليمنيين أعانوا العباسيين على إقامة دولتهم بينما يعرف أن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس، حتى أن ثورة العباسيين انطلقت من خراسان في أفغانستان، لذلك قال عنها المؤرخون بأنها دولة أعجمية. وفي الصفحة 49 ذكر أن اليمنيين هم من أقام الدولة الأموية وهم من أسقطها، وهذا غير صحيح لأن من أسقط هذه الدولة هم الفرس والعباسيون، ولايعني زواج معاوية بن أبي سفيان من ميسون بنت بحدل الكلبية اليمنية أن اليمنيين هم من أقام الدولة، وللحقيقة فقد كان لهم الدور الكبير في التأسيس للدولة الأموية في الأندلس عام 138هـ، حيث كان للصراع بين القحطانيين والعدنانيين دافع لاستعانة بني أميه بالقحطانيين في تثبيت أركان دولتهم. وفي ص 55 ساق مؤلف الكتاب معلومة مفادها أن موسى بن نصير كان من أعظم القادة في فتح شمال أفريقيا والمغرب، والمعلوم أن موسى بن نصير لم يذهب إلى شمال أفريقيا والمغرب إلا واليا، وكان ذلك أيام الخليفة الوليد بن عبدالملك، وفي تلك الفترة كانت منطقة شمال أفريقيا والمغرب قد فتحت، وأول من بدأ بفتحها هو عقبة بن نافع حتى تم قتله من البربر في 61هـ في منطقة تهودا، ثم جاء بعده أبو المهاجر دينار ثم حسان بن النعمان الغاني، وظل واليا على أفريقيا والمغرب حتى نهاية حكم عبدالملك بن مروان، ثم خلفه موسى بن نصير الذي كان له دور كبير في فتح الأندلس.

وفي ص 56 من الكتاب أورد المؤلف أن اليمنيين وصلوا إلى مرتبة الملوك، مثل إبراهيم بن تاشفين، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة، لعدة أسباب، منها أن بني تاشفين ليسوا يمنيين، بل هم ينتمون إلى قبيلة صنهاجة التي كانت تعيش في أغوار الصحراء الأفريقية، وانتقلت بعدئذ إلى المغرب الأقصى، وكان الأمير يوسف بن تاشفين المؤسس الحقيقي لدولة المرابطين وباني مدينة مراكش، كما أن ما أورده المؤلف في الكتاب حول إبراهيم بن تاشفين كآخر ملوك دولة المرابطين لا صحة له، إذ إن إبراهيم لم يكن آخر حكام هذه الدولة، بل كان آخرهم أخاه يوسف بن تاشفين الذي انقلب على أخيه إبراهيم عام 541هـ، وفي نقب أسقط الموحدون دولة المرابطين وقتلوا يوسف بن تاشفين.

أما الجزء الثاني (طبعة 2005) فقد جاءت في صفحة 51 عن أشهر علماء الحضارة الإسلامية وأهم مؤلفاتهم العديد من الأخطاء، منها أن محمد بن حوقل هو مؤلف كتاب المسالك والممالك والصحيح هو أن مؤلفه ابن خرداذبة أما أشهر كتاب لابن حوقل فهو كتاب صورة الأرض، وورد في الجدول أن كتاب العبر لابن خلدون هو كتاب فلسفي، بينما هو كتاب علم اجتماع، وكتاب حي بن يقظان لابن طفيل والمدينة الفاضلة للفارابي هما كتب علم اجتماع، وفي الحقيقة هما كتابان فلسفيان، وفي الصفحة 77 ذكر أن الحروب الصليبية بدأت عام 1095م وانتهت في 1492م، والصحيح بدأت في 1096م وانتهت في 1244م أما عام 1492م فهو تاريخ سقوط غرناطة بيد الإسبان، وفي الصفحة 78 ورد أن مبرر الصليبيين في غزو المشرق الإسلامي هو تخليص مهد المسيح في بيت المقدس من أيدي المسلمين، والحقيقة أن كنيسة مهد المسيح توجد في بيت لحم، حيث ولد المسيح، أما بيت المقدس ففيها كنيسة القيامة، وفي ذات الصفحة ذكر أن من أسباب الحروب الصليبية هو سقوط الدولة البيزنطية والدمار الذي أحدثته الغزوات الجرمانية القادمة من شمال أوروبا، وفي هذه الفقرة يمكن إيجاز الأخطاء بالتالي:

القبائل الجرمانية التي غزت روما عام 476م ودمرتها بقيادة أدواكر كانت قد أسقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في روما، أما الإمبراطورية البيزنطية الشرقية الموجودة في آسيا فقد سقطت عام 1253م من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح، فكيف يكون سقوط روما عام 476م سببا من أسباب الحروب الصليبية عام 1096م، بينما هي سقطت قبل حدوث أو قيام الحروب الصليبية بستة قرون؟!

وفي الصفحة 80 من الكتاب وردت الكثير من الأخطاء في قادة الحملات، فالحملة العاشرة ذكر أن قادتها هما فيردناند وإيزابيلا عام 492م، والحقيقة أن الحملات الصليبية كانت تسع حملات فقط، ثمان إلى المشرق العربي والتاسعة كانت إلى تونس بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع الذي توفي في تونس، أما الحملة العاشرة الواردة في الكتاب فلم تكن حملة صليبية بقدر ما هي حرب استرداد قام بها الإسبان لتحرير بلادهم من المسلمين، فلم نجد أية إشارة لخروج جيش إسباني بقيادة فيردناند وإيزابيلا إلى المشرق العربي، بل قاما بحرب أو ثورة لتحرير أرضهما.

وفي الصفحة 82 ورد أن الدولة الأيوبية في الشام حررت مصر من الصليبيين والحقيقة أن مصر كانت تعاني من صراع بين وزيري الدولة الفاطمية شاوروضرغام، فحدث سباق بين الصليبيين في فلسطين وأتابك الموصل نور الدين محمود للسيطرة على مصر، وتمكن نور الدين من حسم الأمر بالسيطرة على مصر في الحملة الثالثة التي قادها أسد الدين شيركوه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى