41 قتيلا في هجوم انتحاري استهدف السفارة الهندية في كابول

> كابول «الأيام» سردار احمد :

>
فجر انتحاري سيارة مفخخة في السفارة الهندية في كابول أمس الإثنين مما ادى الى مقتل 41 شخصا واصابة نحو 150 اخرين في اكثر الهجمات الدموية التي تشهدها كابول منذ سقوط نظام طالبان في اواخر 2001، حسب مسؤولين.

وتسبب الانفجار الذي وقع في قلب المدينة في تناثر الاشلاء والاطراف البشرية امام مبنى السفارة ودمر مكتبا امنيا خارجيا وجزءا من حائط. وتناثرت الجثث المتفحمة والمغطاة بالدماء على الشارع الذي يمر امام السفارة.

وصرح المتحدث باسم الداخلية زماراي باشاري لوكالة فرانس برس "عدد القتلى الذين لدينا حتى الان 41 شهيدا و147 جريحا. ومن بين القتلى ستة رجال شرطة".

والعديد من القتلى هم افغان كانوا في السفارة للحصول على تأشيرة للهند.

وقال مسؤولون ان الملحق العسكري في السفارة الهندية ودبلوماسيا بين القتلى اضافة الى حراس امن هنود. واضافوا ان جثة احد الدبلوماسيين تطايرت الى سطح السفارة ولم يتم العثور عليها الا بعد ساعات.

وصرح السفير الهندي جايان براساد الذي لم يصب في الانفجار الذي سمع دويه في كافة مناطق وسط العاصمة، لفرانس برس ان انتحاريا صدم سيارة دبلوماسيين اثناء عبورها احدى البوابات الى مبنى السفارة.

وذكر مسؤول اخر في السفارة طلب عدم الكشف عن هويته "لقد اصيبت السفارة باضرار بالغة في التفجير خاصة الواجهات الخارجية (...) نحن نسير على انقاض".

ونقل عن مسؤولين اندونيسيين قولهم في جاكرتا ان الهجوم الانتحاري ادى الى مقتل خمسة من الحراس الافغان واصابة دبلوماسيين اثنين بجروح في سفارة اندونيسيا المجاورة للسفارة الهندية.

ويعد هذا التفجير الاسوأ الذي تشهده كابول منذ بداية التمرد الاسلامي الذي اندلع في اعقاب الاطاحة بنظام طالبان على ايدي قوات التحالف الذي تقودها الولايات المتحدة وارسلت الى افغانستان بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.

واصبحت كابول مسرحا في السنتين الماضيتين لسلسلة هجمات انتحارية ينفذها متمردون اسلاميون لا سيما من حركة طالبان الذين كانوا يركزون سابقا هجماتهم في معاقلهم في جنوب وشرق البلاد.

لكن حركة طالبان نفت ضلوعها في الهجوم على السفارة الهندية.

وقال ذبيح الله مجاهد احد الناطقين باسمها في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لم نقم بذلك".

وفي السابق نفى مسلحو طالبان الضلوع في الهجمات التي تسببت في وقوع عدد كبير من القتلى المدنيين، الا ان السلطات غالبا ما تلقي عليهم بالمسؤولية وتشير الى سجلهم من التفجيرات الانتحارية.

واعلنت وزارة الداخلية الافغانية ان التفجير نفذ ب"التنسيق مع اوساط استخباراتية في المنطقة وبالتشاور معها".

وفي رد على سؤال حول ما اذا كان يشير الى باكستان المجاورة، رفض المتحدث باسم الوزارة زيماراي بشاري التعليق.

واتهمت الحكومة الافغانية مرارا عناصر في الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات بدعم طالبان وغيرهم من المتطرفين لاغراض استراتيجية. وهو ما تنفيه باكستان.

واتهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي "اعداء" العلاقات القوية القائمة بين الهند وبلاده بالضلوع في الهجوم الانتحاري على سفارة الهند.

وتعتبر الهند احد اقرب حلفاء افغانستان وتقدم مساعدة كبيرة لاعادة اعمار البلاد التي تشهد حربا منذ 30 عاما وخصوصا في مجال اعادة الاعمار وصيانة الطرقات وشبكة الكهرباء وبنى تحتية اخرى.

وجاء في بيان للرئاسة الافغانية "ان الرئيس يدين بشدة الهجوم الارهابي على السفارة الهندية في كابول ويعتبر انه من فعل اعداء الصداقة التي تجمع الهند وافغانستان"، دون توضيح من هم هؤلاء "الاعداء".

واعربت الحكومة الهندية في بيان عن "ادانتها الحازمة" للهجوم، واضاف البيان ان حكومة الهند "تدين بحزم هذا الهجوم الارهابي الجبان"، مؤكدة ان "مثل هذه الاعمال الارهابية لن تثنينا عن التزامنا حيال حكومة وشعب افغانستان".

وقادت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي موجة التنديد العالمية بالتفجير وتعهدت بالوقوف الى جانب افغانستان في معركتها ضد الموجة المتزايدة من اعمال العنف التي ينفذها متطرفون في المنطقة والتي شملت هجمات دموية في باكستان المجاورة.

كما ندد بالهجوم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "باشد العبارات"، في بيان صادر في نيويورك.

كما دانه الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر في بيان دعا فيه "الاطراف الى الحفاظ على الهدوء ردا على هذا الاستفزاز".

وقال شيفر ان "الحلف الاطلسي يبقى مصمما على مواصلة مهمته للمساعدة على اقرار الامن والاستقرار في افغانستان في مواجهة افة الارهاب".. ودانت السويد والنروج كذلك الاعتداء.

وينتشر نحو 70 الف جندي اجنبي في افغانستان للمساعدة على مكافحة المسلحين، الا ان التمرد تصاعد خاصة خلال العامين الماضيين.

ومن ناحية اخرى قتل جندي كندي أمس الإثنين بعد اصابته في تفجير بولاية قندهار الجنوبية، حسب قائد كندي.

كما قتل ثلاثة من رجال الشرطة الافغان في انفجار قنبلة زرعها مقاتلو طالبان ف نفس المقاطعة، كما قتل اربعة افغان في ولاية اروزغان المجاورة، حسب مسؤولين حكوميين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى