الجفري: حرية الإعلام حرية واجبة ومحاربته خطأ وخطيئة وعلى الحكام أن يتحملوا الناس مادام هناك ديمقراطية

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

> على هامش انعقاد الدورة الثانية للعام 2008 لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، ووصول رئيس الحزب الأستاذ عبدالرحمن الجفري بالسلامة بعد رحلة علاجية تكللت بالنجاح بحمدالله وشكره، ولتوضيح أفكار ورؤى رئيس الحزب الذي قدم يحمل في جعبته الكثير والكثير، استطعنا- على الرغم من وقته المزحوم- أن نخرج بتصريح لصحيفة «الأيام» تحول إلى حوار صغير بحق هامة وطنية وسياسية وفكرية يمنية فريدة.

> أستاذ عبدالرحمن الجفري.. قدم حزبكم رؤية خاصة لإصلاحات الحكم المحلي كامل الصلاحيات في اليمن من أقوى الرؤى وأغناها.. كيف تنظرون وتقيمون ما قامت به الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الإدارة المحلية في انتخابات المحافظين التي حدثت مؤخرا؟.

- نحن ننظر لهذا الأمر من زاويتين: إن كانت هذه الخطوة نهائية فنحن نتحفظ عليها تحفظا كاملا، فهي لاتلبي ما كنا نطالب به منذ سنين، ولاتلبي ما أعلنه فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. وإن كانت خطوة على طريق يؤدي في عام 2010 إلى حكم محلي كامل الصلاحيات، وتتحول المجالس إلى حكومات محلية- كما قال الرئيس- بكامل الصلاحيات، وتبقى الصلاحيات الإدارية في المركز، فلا بأس، وهذا بوضوح.

> تحدثتم عن رؤيتكم حول حق النضال السلمي ورفض العنف، سواء أكان من المواطن أم من الدولة.. ما هو موقفكم من اعتقالات كتاب الرأي والناشطين السياسيين والحقوقيين التي قامت بها السلطة مؤخرا؟.

- نحن ضد العنف وضد القمع، وأية اعتقالات غير قانونية هي قمع.. قمع، هذا هو رأينا، ونحن مع تعبير الناس عن آرائهم وأفكارهم، حتى التي نختلف فيها معهم، بالطرق السلمية المشروعة، ومع المطالب المشروعة والحقوقية للناس، وضد استخدام العنف والقمع ضد الناس، أيضا نحن ضد أي طرف يرفع السلاح في وجه الدولة.

> إذا جاءت فرصة أو دعوة لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) أن يتدخل لحل أزمة البلاد سواء في شمال الوطن أم في المحافظات الجنوبية أم في الوطن ككل، ماذا ستعملون؟.

- نحن حزب وسطي معتدل في توجهاته، وإذا دعينا لعمل خيري فسنلبي ذلك، لكن لايدعوننا إلى مائدة جاهزة وطبخة جاهزة، وأي عمل أو حوار من أجل الوطن ندعى إليه سنلبيه، بشرط أن نشارك في أسس الحوار وسقفه، وضمانات تنفيذ ما يتفق عليه.. أما أن يدعوننا إلى حوار جاهز فلسنا من الذين يبصمون، ولدينا رؤى واضحة ومطروحة، ونتقبل آراء الغير ونجمعها مع بعض.

> إلى ماذا توصلتم في حواركم مع الحزب الحاكم؟.

- نحن كحزب اتفقنا مع الحزب الحاكم على أمور كثيرة في حوارنا معه، ولكن بقيت أمور غير واضحة، ونحن مستمرون.. عموما نحن لسنا ممن يضع البديل، والبديل في الحوار عندنا ليس (الغضب)، وقد يكون هناك شيء من (الزعل)، وهناك فرق بين الغضب والزعل، وقد يكون هناك شيء من العتب والزعل، ولكن ليس البديل هو الغضب، والغضب- ببساطة- لاينتج إلا رد فعل سيئ وخاطئ.

> إذا ما بحثنا في عقل وفكر وسياسة عقلية الأستاذ عبدالرحمن الجفري عن نصيحة تحل وضع اليمن الحالي، سواء للحزب الحاكم، أم للأحزاب المعارضة الأخرى، أم للمتمردين في صعدة، أم لقادة الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية.. فما هي ياترى؟.

- بالنسبة لزملائنا في المعارضة وإخواننا في السلطة.. فعلى المعارضة أن تتوقف عن الصراخ والحدة في الطرح، وليس القوة في القوة، القوة مطلوبة في الطرح، لكن المطلوب القوة بلا حدة.. وعلى السلطة أن تتوقف عن المعاندة في إنكار الاختلالات الموجودة، والرئيس قد اعترف بها في المهرجان الانتخابي في عدن، ووعد أن تعالج جميع الاختلالات التي حدثت منذ الوحدة حتى اليوم، إذا على السلطة أن تبتعد عن المكابرة والمعاندة، وتعترف بالأخطاء، وتقبل الحلول.. وعلينا نحن في المعارضة أن (نبطّل) الصراخ، وأن نعارض بقوة ونطرح بقوة، ولكن بأدب وذوق.. والبلد اليوم لاتحتاج إلى شحن، فهي مشحونة بما فيه الكفاية، وظروف الناس المعيشية بدأت تتفجر.

أما بالنسبة لموضوع صعدة فإن استمرار القتال فيها ليس في مصلحة أحد، وجماعة الحوثي إذا كانوا يعتقدون أنهم سينتصرون على دولة فهم مخطئون.. وعلى الدولة أن لاتعتقد أنها بالحسم العسكري ستنهي ذلك التمرد، فهذا صعب.. إننا نرفض حمل السلاح ضد الدولة، ونقول كفاية الاقتتال، واتركوا للوساطة القطرية وما طرحته استئناف وإكمال مهامها، أو تكليف- وأقولها بصراحة- (لجنة حقيقية) من علماء البلد وشخصياتها وأحزابها، ولتكن (حقيقية) لتقصي الأمر ومعالجته.

أما بالنسبة للحراك السلمي في المحافظات الجنوبية.. فنحن مع أي نضال سلمي- ليس في المحافظات الجنوبية فقط- يقوم على طرق مشروعة لحقوق مشروعة، وضد أي نضال يستخدم طرقا غير مشروعة لمطالب غير مشروعة، ولا نكمم أفواه الآخرين إذا كانوا يختلفون معنا في الرؤى، بل علينا أن نحتكم للعقل والمنطق والحوار بدلا من استخدام العنف.

> سؤال أخير.. كيف تقيمون حرية الصحافة الآن في اليمن؟.

- حرية الإعلام حرية واجبة، ولاشك أن هناك حرية نسبية مقارنة بالسابق.. لكن أقول إن هذه الحرية لاتعطيني إياها نصف لقمة أو لقمة يابسة، وحرية الإعلام حق، ومحاربته خطأ وخطيئة، ولكن لابد أن نقول إنه يجب علينا عندما نطرح رؤانا أن نطرحها خالية من البذاءة والحدة، ويمكن طرح آرائنا بقوة وبطريقة أجمل وأكثر تأثيرا من التشنج، وإذا كان هناك تشنج في الإعلام اليمني فالناس يمرون بظروف معيشية واقتصادية سيئة، وعلى الحكام أن يتحملوا ويراعوا ويقدروا مشاعر الناس طالما أن هناك ديمقراطية.. ونحن نرفض سجن وحبس الإعلاميين.. والخيواني أشك أن يكون إرهابيا، ونصيحتي أن يعاد النظر في هذا الأمر.. وشكرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى