راوول كاسترو يحذر الكوبيين من توقع "انباء سارة فقط"

> سانتياغو «الأيام» باتريك ليسكو :

>
اسقط راوول كاسترو أمس الأول موضوع الاصلاحات من الخطاب الى الامة الذي القاه في 26 تموز/يوليو بمناسبة العيد الوطني الكوبي محذرا الكوبيين في المقابل بانه لن يكون هناك "انباء سارة فقط" في ظل الوضع الاقتصادي العالمي.

كذلك حذر الرئيس الكوبي واشنطن خاطبا من سانتياغو ثاني المدن الكوبية تحت صورة عملاقة لشقيقه فيدل وامام حشد من عشرة الاف مدعو تم اختيارهم بعناية، من انه "مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية" الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، فان الجيش الكوبي سيبقى متأهبا وسيواصل عمليتي "التأهيل والتحديث" في صفوفه.

كذلك اعلن راوول كاسترو الذي ظهر في بزة جنرال قبل خمسة اشهر من الذكرى الخمسين للثورة الكوبية ان الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة ستجري في سانتياغو عاصمة جنوب البلاد.

وكانت هذه المدينة الواقعة عند اسفل جبال سييرا مايسترا استسلمت للثوار في الاول من كانون الثاني/يناير 1959 والقى فيها فيدل كاسترو اول خطاب انتصار فيما كانت قواته تدخل هافانا على مسافة 950 كلم شمالا غربا.

وندد راوول كاسترو في كلمته التي استغرقت 48 دقيقة ب"تقاعس حكام الدول الغنية والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات" امام الازمة الناتجة عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمنتوجات النفطية، محذرا من انه سيكون لها "انعكاسات محتومة" على كوبا التي تستورد 84% من حاجاتها الغذائية.

وقال "ان الثورة قامت ولا تزال تقوم بكل ما بوسعها من اجل مواصلة التقدم والحد قدر المستطاع من انعكاسات الازمة الدولية الحالية على السكان"، مشيرا الى انه "لا يمكننا ان ننفق اكثر مما لدينا".

لكنه اضاف "علينا ان نشرح الصعوبات بالشكل المناسب لشعبنا وان نستعد بالتالي لمواجهتها. يجب ان نعتاد عدم تلقي الانباء السارة فقط".

وعلى صعيد اخر، عرض الرئيس الكوبي البالغ 77 عاما بشكل مفصل الاشغال الجارية لاعادة تأهيل البلاد، ذاكرا بهذا الاطار ان عدد السياح الذين توافدوا الى البلد في النصف الاول من السنة بلغ 3،1 مليون سائح بزيادة 8،14% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وقال الكسندر ديسبانيه وهو طالب في العشرين من العمر كان بين المدعوين بهذه المناسبة متحدثا لوكالة فرانس برس "ان راوول يسمي دائما الامور باسمائها ولا يقطع ابدا وعودا لا يمكن ان يفي بها".

وصادف العيد الوطني هذه السنة الذكرى الثانية لآخر ظهور علني لفيدل كاسترو منذ اصابته في 26 تموز/يوليو 2006 بنزيف خطير في الامعاء ارغمه على نقل السلطة الى شقيقه راوول بصورة موقتة في بادئ الامر ثم "نهائيا" في شباط/فبراير الماضي.

وباشر الاخير منذ ذلك الحين في البلاد تغييرات لا تزال خجولة اعتبرتها واشنطن مجرد اجراءات "تجميلية"، ومنها السماح للكوبيين بشراء هواتف نقالة واجهزة كمبيوتر.

وكان راوول كاسترو تعهد قبل سنة في وقت كان لا يزال رئيسا بالوكالة باجراء "تغييرات بنوية ونظرية" يرى العديد من الكوبيين انها تأخرت.

وباشر اعادة توزيع الاراضي غير المزروعة التي تشكل 51% من الاراضي الصالحة للزراعة على صغار المستثمرين.

غير انه لم يوجه النظام الاشتراكي الكوبي في الخط الذي سلكته بلدان كالصين وفيتنام ولم يقدم حتى الان اي تنازل من اجل السماح بظهور قطاع خاص او لتليين نظام اداري شديد المركزية، كما لم يقم باي مبادرة تجاه المعارضة التي لا تزال تتعرض للقمع.

وان كان فيدل كاسترو تخلى عن السلطة، الا انه ما زال يشرف على القرارات الكبرى المتعلقة بمستقبل النظام ويقوم بانتظام بمداخلات عن طريق الصحافة لرسم المسار العام للبلاد.

وسينزل سكان سانتياغو الى الشوارع بعد الخطاب الرئاسي للاحتفال والرقص على وقع انغام السالسا. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى