التعقيد في مسائل التعليم

> «الأيام» هشام عثمان صالح:

> أُقِرتْ في أيامنا الماضية هذه إجراءات وقرارت تعقيدية في تحديد نسب القبول والمعاملات، التي أحرزها الطلاب بعد انتهائهم من المرحلة الثانوية، وانتقالهم فيما بعد إلى المرحلة الجامعية كي ينالوا الشهادات العليا ضمانا لمستقبلهم المفقود.

ولكن فوجئ إخواننا الطلاب بأن إجراءات جديدة تحدد كيفية قبولهم في مختلف الكليات الجامعية، حيث إن هذه الإجراءات قد حرمت وهدمت أحلام كثير منهم لعدم حصولهم على المعدل المطلوب لقبولهم في تلك الكليات، أيا كانت اختصاصاتها ومساقاتها، وهذا له أثر سلبي عليهم، وعلى طموحاتهم نحو بناء حياة يملؤها النجاح والاستقرار.

فإذا كان هناك طالب يرغب بأن يكون في المستقبل رجل قانون أو مهندسا أو أي شيء، وكان يجتهد كي ينال معدلا يؤهله للالتحاق بالكلية المخصصة لذلك، وتحصل على معدل لابأس به، ولكنه يفاجأ بأن معدله لايسمح له بقبوله والانضمام إلى مقاعد الامتحان فما مدى شعوره وتحسره؟ وما مدى نفسيته آنذاك؟ وقد صار حلمه شبه سراب أو دخان وما مدى وضع أسرته عندما تلتمس ذلك وهي من شاركت ولدها ذلك الطالب سهر الليالي ومشقة المشوار بأكمله حتى ينهي مرحلته الثانوية، فكيف إذا بهذا الحال بأسرة كثيرة لاتحصى وقد حرمتهم إجراءات عقيمة معقدة اشتراكهم مع أبنائهم الطلبة فرحتهم وضع مستقبلهم.

إجراءات صدرت وعممت، مضمونها أن بعض درجات إذا لم تكمل المعدل المطلوب قد تحرمك من حقك في نيل حصتك في التعليم والرقي، إجراءات جاءت مصاحبة لإجراءات عدة كانت هي الأسباب الرئيسية لحرمان هؤلاء الطلاب من نيلهم درجات عالية، إجراءات يصعب تطبيقها وتصديقها على أوضاع المستوى التعليمي لبلادنا من شتى النواحي والجوانب.

خلاف ذلك تدهور المستوى المعيشي وفقر الحال لأسر هؤلاء الطلبة الذين كانوا يأملون أن كل تلك التضحيات لإبنائهم سوف تثمر لهم في القريب، ولكن دون جدوى، فساءت الأمور، وتعقدت أكثر فأكثر، ولا ندري ما هو الهدف أو القصد من هذه العرقلات ووعورة هذه الإجراءات القاسية في حق إخواننا الطلاب في استمرار مثل هذه المسائل التي باتت تشكل خوفا كبيرا على مستوى الوطن بأكلمه وليس التعليم فقط.

نرجوا تعديل تلك الإجراءات والأخذ بعين الاعتبار لأمور كثيرة صنعتها هذه الحياة ونسجتها على هؤلاء المكسورين مثل تلك الإجراءات والقرارات، فليس لهم بديل في بلادنا غير العلم أو التسكع في الشوارع، وهذا ماضاقت به شوارعنا وأسواقنا.

فدعوهم يحرثون لأنفسهم مستقبلا لم يستطع أن يوفره لهم وطنهم.. دعوهم فهذا أملهم الوحيد، ولايوجد غيره في ظل هذا الوضع الرديء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى