(الثروة اليمنية من الأمثال الشعبية) للشيخ محمد عثمان الأديمي

> «الأيام» مختار مقطري:

> بين يدي كتاب رائع، بطباعته الفاخرة، ومضمونة القيم، كنز لا أبقى ولا أجدى، عنوانه (الثروة اليمنية من الأمثال الشعبية) إعداد وجمع وشرح الشيخ محمد عثمان ثابت الأديمي، صادر في العام 1989 عن مؤسسة (الصباغ) للطباعة والنشر بيروت - لبنان، يقع الكتاب في نحو 500 صفحة من القطع الكبيرة، وجمع صاحبه فيه (2625 مثلا) من الأمثال الشعبية اليمنية التي ترددها العامة في كل المناسبات والمواقف، وقد بوبها صاحب الكتاب بحسب الحروف الأبجدية، وللكتاب مقدمتان، الأولى لصاحبه، والأخرى بقلم د.محمد عبدالمطلب صلاح، مع قصيدة ثناء جميلة لصاحب الكتاب للشاعر محمد عبدالباري الفتيح.

وقد وفق صاحب الكتاب كثيرا في اختيار عنوانه، فالأمثال الشعبية فعلا ثروة وطنية لكل شعب من الشعوب، لأنها خلاصة تجاربة الحياتية و المعيشية على مدى تاريخ طويل، وتتجلى فيها مناشط اجتماعية واقتصادية، ومقدرة الإنسان البسيط على استخلاص نتيجة تجربة إنسانية كبيرة، وتلخيصها في كلمات قليلة لتصبح حكمة يستفاد بها، وصاحب الكتاب الحاج محمد عثمان الأديمي من مواليد عام 1912 بقرية أديم قضاء الحجرية بمحافظة تعز، وانتقل منها إلى عدن ولم يبلغ الثانية عشرة عاما، «ليقتحم الحياة العملية وليشق طريقة معتمدا على ذاته مبتدئا من الصفر».

وفي عدن حقق نجاحا كبيرا في أعمال المقاولات، وكما ورد في سيرته الذاتية في الكتاب «كان له النصيب الأكبر بين المقاولين في الإسهام في النهضة العمرانية في عدن، كما ساهم في بناء الكثير من المرافق السكنية والخدمية المهمة سواء الخاصة أم العامة، منها على سبيل المثال مدينة الاتحاد المعروفة حاليا باسم مدينة الشعب، وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 كان له حضور في تدعيم الثورة والمشاركة في بناء النهضة العمرانية لليمن الجمهوري، وشيد المرافق السياحية التي كانت تفتقر إليها اليمن الشمالي (آنذاك)، وفي مستهل حياته في الشطر الجنوبي (سابقا) تزود من العلوم الدينية، ونشأ على مجالس العلماء منذ نعومة أظفاره، وممن تلقى العلم على أيديهم المرحوم الشيخ كامل عبدالله صلاح والمرحوم الشيخ محمد بن سالم (البيحاني)، وقد صدر له كتيب من قبل في فقهيات المسجد عنوانه (المنجد في آداب المسجد).

وواضح من الكتاب أن صاحبه حافظ للقرآن الكريم، وعلى اطلاع واسع بالحديث النبوي الشريف والأثر والشعر العربي قديمة وحديثه، فهو يشرح كل مثل شرحا أدبيا بأسلوب جميل، ويزيد في إجلاء الكثير من الأمثال بآيات كريمة من القرآن وبأمثال من الأثر وبأبيات من الشعر، يدل اختيارها على ذائقة أدبية راقية يمتلكها صاحب الكتاب، وفي مقدمته للكتاب يؤكد أنه حرص على الأمانة الأدبية في كتاب الأمثال، فدونها في كتابه كما تقولها العامة، وأنه جمع قطوفا من الأمثال اليمني، خاصة ما غفل عن ذكرها في الكتب التي قد صدرت للأمثال الشعبية اليمنية.

يقول الشيخ محمد عثمان الأديمي، في مقدمة كتابه القيم هذا: «والأمثال هي المصدر الثابت للمؤرخ الاجتماعي والأخلاقي، وإذا أردت أن تعرف شعبا من الشعوب فانظر إلى أمثاله التي تعرفك به، وكانت الأمثال لعظم قدرها جزءا من كتب الناس المقدسة».

توفي الحاج محمد عثمان ثابت الأديمي- رحمه الله- في 2/12/2004.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى