هيب هيب.. هيبة

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> لا أدري لماذا قفزت الهيبة إلى ذهني فجأة.. وكنت قبلها قد انتهيت على غير (إصغاء) من سماع أغنية (هيب هيب.. هيبة) للعطروش وأول ما استقرت الكلمة في الذهن تذكرت هيبة التعليم المفقودة التي وصفها عوض سالم ربيع بوصف أعجز عن إيراد مثله هنا، مع أن الرد عليه كان من قبيل الإسفاف الذي لا يتأتى إلا من العقول الخفاف أو قل من تداعي الهيبة، ولأن الهيبة لاتتداعي إلا من فرط الخوف.. فقد تذكرت الرد الحاسم الجازم، لحكيم الشعراء زهير بن أبي سلمي حين قال:

من هاب أسباب المنايا ينلنه

ولورام أن يرقى السماء بسلم

وما إن أوشكت أن أتم قراءة البيت حتى أحسست بشعور مفعم بالهيبة.. وللحظة بعدها أن جانبي مهيوب ومرهوب.. طالما وقد داخلتني الهيبة بفخامة هذا الإحساس واعترتني بكل هذا الشعور على الأقل حتى أنني اعتقدت أن كوم الكتب والدفاتر والأوراق التي أمامي، ومخاد المدكى التي تسندني، إنها مجموعة هبات قد وهبت لي على حين غفلة مني.

بيد أنني تساءلت ريبة مع نفسي.. ولماذا وهبت إليك هل لأنك مهاب حقا؟

وهب أنك مهيب فعلا، إذا لماذا لا تبادر أنت بأريحية نفس كتلك التي دفعتهم لوهبها إياك، وتهبها للست وهيبة، الوحيدة التي مازالت تهاب وتهتاب من صبيان الحارة.. الذين مازالوا يتهيبون رؤيتها، فما بالك بالوقوف أمامها.

إلا أنني صراحة هبت أنا أيضا مواجهة الست وهيبة وجها لوجه.. حتى إني كنت سأهبها كل هذه الهبات المعبره عن إعزازي وإكباري لهيبتها.

لذا فقد فكرت أن أرفعها إلى زميلي أيام الدراسة في الأساسي والثانوية، وهب ابن عمنا وهيب الوهبي ابن أخينا مهيوب السوتلي، إلا أن هبوب الرياح المفاجئ في عز الصيف طير الفكرة وبعثر القراءة.. والذي مازلت أتهيبه لحساسيتي المفرطة تجاه كل ماهو بارد وغير مهيب كبرودة اليوم الذي تداعت فيه كل مظاهر المهابة والهيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى