قبل أن تغرق السفينة

> سلام سالم أبوجاهل:

> كان هذا عنوان أول لقاء لملتقى الفضيلة الذي عقد في صنعاء، ومن هذا العنوان أنطلق أنا في كتابة هذه الأسطر التي لها ارتباط بالفضيلة إن شاء الله، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمثل نبراسا وأملا يبدد الظلام الذي خيم على الأمة، إذا كان هذا النبراس منطلقا من مبادئ العدل والمساواة، والأخذ على يد الظالم، ولو كان حاكما، والانتصار للمظلوم، ولو كان كافرا.

أما إذا كان ذلك المبدأ العظيم مسخرا للمصالح الشخصية للوصول أهداف دنيوية، فلن يكتب له النجاح، لأن الله طيب لايقبل إلا طيبا.

وبما أن الأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر فعلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تأمر السلطة بالمعروف في سرعة الاعتراف بالقضية الجنوبية والبت في حلها في أقرب وقت ممكن، وسرعة إطلاق سراح المعتقلين على ذمة القضية، ونهي السلطة عن ملاحقة النشطاء السياسيين الذين انتهجوا الحراك السلمي في المطالبة بالحقوق الشرعية المغتصبة، وسرعة تقديم القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء الشرفاء المطالبين بحقوقهم، ومحاسبة المتنفذين في السلطة الذين بسطوا على أراضٍ مملوكة لأبناء تلك المحافظات وإعادتها إليهم، لأن ذلك يعد منكرا.

فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني التجرد لله وحده في الصدع بالحق بلا خوف أو وجل، وذلك يحتم على السلطة الاعتراف بالقضية الجنوبية وسرعة حلها، وأن ما تقوم به السلطة من تجاهل للقضية الجنوبية يعد منكرا لايجب السكوت عنه من قبل القائمين على تلك الهيئة الموقرة، لأن السكوت عنه والتمادي في ظلم أبناء تلك المحافظات وأخذ حقوقهم يعد منكرا عظيما.

وكذلك انتهاج السلطة سياسة الفاتح المنتصر ضد أبناء تلك المحافظات لهو المنكر الأعظم بعينه، لأن أبناء تلك المحافظات هم من صنع الوحدة، وهم من دافع عنها حبا في وحدة الأرض والإنسان، ولم تكن لهم أية أهداف أخرى، لا نفطية ولا زراعية ولا (بقعية)، فكان جزاؤهم من السلطة التي جاءت على أكتافهم وتحت ظلال سيوفهم العداء والحرمان وتجاهل مطالبهم وإقصاءهم عن الشراكة الحقيقية الفاعلة.. (من عمله بيده الله يزيده).

والتمادي في مثل هذه الأمور التي لاتخدم إلا أصحاب المصالح الشخصية الضيقة كفيل بأن يخرج (المارد) من الزجاحة، ثم يصبح من المستحيل عودته إلى الزجاجة، ويصبح من المستحيل تلافي الأخطار التي قد تؤدي إلى تجاوز المطالبة بالعدالة إلى المطالبة بتقرير المصير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى