وللفن أسراره.. هل الفنان أشهر من رجل السياسة؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> يستطيع الممثل الموهوب أن يقنع المشاهد في دور الملك أنه ملك حقيقي، وفي دور الشحات أنه شحات حقيقي، وتلعب الموهبة والأداء هنا دورا رئيسا.

والموهبة منحة من الله عز وجل، والأداء كسب فردي يعتمد على الدراسة والصقل والثقافة، وقد صار الممثل واحدا من أبطال عصرنا الحديث، وبعض الممثلين اليوم شهرتهم تفوق شهرة رجال السياسة والحكام في دولهم، كما أن هناك فنانين ينافسون رجال الأعمال في الثراء.

والممثل فنان، وللفنان طبيعة خاصة، إن حساسية الفنان الشديدة مثلا تنقله من النقيض إلى النقيض، كما أن قلقه الداخلي وسعيه نحو التجارب الجديدة وسأمه من الحياة الروتينية تجعله يبدو شاذا أوغير عادي، فإذا أضفنا لهذا أنانيته التي قد تكون جزءا من نظامه الدفاعي عن فنه ونفسه فسوف نتخيل مدى معاناة الفنان في عصرنا هذا، وهي معاناة تنطوي على أشياء كثيرة من بينها الشهرة، لأنها تمنح الفنان أحساسا بأنه فوق الناس، وهذا أول الطريق نحو الضرر.

والضرر من المعاني الدقيقة التي لاتكشف القناع عن وجهها وتظهر على حقيقتها سافرة.

وأول قناع من أقنعة الغرور هو اعتقاد الفنان أن موهبته من عنده، وهذا الاعتقاد يسند الفضل للذات لا لخالق الذات سبحانه وتعالى، وتجعل الحمد للنفس لا لرب الأنفس عز وجل، وهذا هو الغرور الحقيقي، وجزء لابأس به من الفنانين الموهوبين يعتقد هذا الاعتقاد، وهو اعتقاد يسلم الإنسان لألوان من التصرفات بهذا الأحساس، وكثيرا ما تأملنا صراعات الممثلين المضحكة حول من يوضع اسمه أولا في الإعلانات، وكثيرا ما انهارت أعمال فنية قبل أن تبدأ بسبب الصراع بين الممثلين على من يأتي اسمه أولا، ولعل هذا الصراع الوحيد الحقيقي الذي يمثله الممثلون بإتقان، أما صراع الأحداث الفنية نفسها فإنهم يؤدونه كيفما كانت أحوال المزاج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى