بريطانيا العظمى مطالبة بالعودة لـ «الأولمبياد»

> لندن «الأيام الرياضي» وكالات :

> فاز منتخب بريطانيا العظمى بلقب الأولمبياد في منافسات كرة القدم مرتين، لكن مع دورة الزمن، انفرط عقد الفريق، حتى إنه حقق النتائج المطلوبة للتأهل لأولمبياد بكين ورفض المشاركة، لتسنح الفرصة أمامه لتكرار إنجاز منذ 100 سنة بالتمام.

ستشهد منافسات الكرة بدورة الألعاب المقامة بالعاصمة الصينية 16 فريقا، ليس بينهم المنتخب البريطاني، الذي تعود آخر مشاركاته في هذا الحدث الكبير إلى عام 1964.

والغياب الطويل للدولة التي اخترعت الساحرة المستديرة لا يعود إلى فشل في التأهل، لكنه يعود إلى فشل تجميع منتخب واحد يحمل اسم بريطانيا، وهذا يتطلب شرحا بسيطا للموقف غير المعتاد.

تتكون بريطانيا العظمى من إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، وكل دولة منها لها عضوية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ولذلك تتنافس الدول في البطولات التابعة للفيفا، ويمكن أن يلتقي منتخبان وجها لوجه في بطولة أوروبا أو كأس العالم.

لكن الوضع يبقى مختلفا عندما يتعلق الأمر بالأولمبياد، لأن اللجنة الأولمبية الدولية تضم في عضويتها اللجنة الأولمبية البريطانية فقط، وهو ما يترتب عليه عدم إمكانية مشاركة منتخب واحد من هذه الدول بمفرده في الأولمبياد.

وهذا ما حدث مع إنجلترا، التي تأهلت إلى أولمبياد بكين وفقا لنتائجها في بطولة أوروبا تحت 21 عاما التي أقيمت في هولندا العام الماضي، لكن لعدم اتفاق الدول على الاندماج، أقيمت مباراة فاصلة بين إيطاليا والبرتغال لتتأهل إحداهما بدلا من الإنجليز؛ ونجح (الأزوري) في الحصول على بطاقة التأهل بركلات الترجيح.

وباعتبار أن لندن ستنظم الأولمبياد المقبلة بعد أربع سنوات، فقد قامت وسائل الإعلام البريطانية بالمطالبة بتكوين منتخب قوي قادر على المنافسة مجددا لإعادة أمجاد المنتخب البريطاني الفائز بلقب الأولمبياد عامي 1908 و1912.

وقال برايان بارويك رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية: «هل نحن في حاجة لتكوين منتخب بريطاني لكرة القدم؟ نعم نحتاج ذلك».

ورغم ذلك يبقى الرفض المستمر من اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية لتكوين منتخب بريطاني؛ خوفا من فقدان استقلالهم السياسي عن إنجلترا، لكن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا قال: «لا مانع أن يتكون المنتخب البريطاني من 11 لاعبا إنجليزيا».

وأضاف بارويك: «يجب أن نحترم وجهات نظرهم، لكن الأولمبياد ستقام في لندن، واعتقد أنه ينبغي أن تشارك بريطانيا بفريق في الأولمبياد. ألم يفز منتخب بريطانيا بميدالية في الهوكي في أولمبياد 1988».

لندن تأخذ العبر والدروس من الصين

يتقاطر المئات من المسؤولين البريطانيين إلى العاصمة الصينية بكين التي تستضيف حاليا دورة الألعاب الأولمبية بهدف متابعة قريبة لكيفية سير الأمور وبدء إيجاد الطرق لمحاولة صنع شيء أفضل عندما تستضيف لندن الألعاب عام 2012.

وسيقوم المسؤولون عن تنظيم الألعاب الأولمبية المقبلة بزيارة أماكن أساسية في الصين، إضافة إلى لقاء المنظمين الصينيين لرؤية كيفية تعاملهم مع العدد الهائل من الرياضيين والصحافيين والجمهور في أكبر تظاهرة رياضية على الإطلاق.

وسينضم إلى هؤلاء القادمين من الجزيرة البريطانية رئيس الوزراء غوردون براون الذي غاب عن حفل الافتتاح الجمعة الماضية إضافة إلى رئيس بلدية لندن بوريس جونسون، وهما سيحضران حفل الختام، حيث ستسلم لندن الأمانة الأولمبية ليبدأ العد العكسي لافتتاح ألعابها.

وواجه الفريق اللندني انتقادات بسبب وجود عدد كبير من الرسميين التابعين له في

بكين، وخصوصا من المعارضين في السياسة المحلية، بينما تساءل آخرون عن مدى حجم الدروس التي ستتعلمها لندن من نظيرتها الصينية، وخصوصا في ظل التفاوت بين ميزانيتي الألعاب.

وتردد أن كلفة تنظيم الألعاب الأولمبية الحالية هي 20 مليار جنيه استرليني (39 مليار دولار)، ما يجعلها الأعلى على مر التاريخ، في الوقت الذي رفعت فيه لندن الميزانية من 4ر3 مليار إلى 3ر9 مليار جنيه، وهو الامر الذي يقلق أبناء البلاد الذين يتذكرون تماما مشكلات المشاريع السابقة وتكلفتها الباهظة، وتحديدا «ميلينيوم دوم» وعند إعادة بناء ملعب «ويمبلي» الشهير، وهم يتساءلون الآن إذا ما كانت الألعاب الأولمبية تستحق الأموال التي ستصرف من أجلها.

وبدا لافتا ما قاله بول دايتون المدير التنفيذي للجنة التنظيمة لالعاب 2012 الذي حاول التقليل من حجم التوقعات: «أعتقد أن ألعاب بكين هي شيء فريد. لست واثقا ما هو عدد البلدان التي لديها الموارد لتكون قادرة على تخطيهم في تنظيم حدث مماثل. لندن ستعطي مثالا عن صورة الألعاب في المستقبل».

أما وزيرة الرياضة الأولمبية تيسا جويل فأصرت على أن لندن يمكنها استضافة «أعظم ألعاب على مر التاريخ على طريقتنا»، مضيفة: «لن أكون خائفة من الشيء الكبير الذي قدمته الصين».

الأمن والمواصلات سيكونان من أبرز النقاط التي سيتطلع إليها القيمون عندما يعودون من بكين، إذ لا يمكن نسيان أنه في اليوم التالي لإعلان منح لندن شرف استضافة الألعاب (في 7 تموز/يوليو 2005)، قتل 52 شخصا في هجوم انتحاري في إحدى شبكات المواصلات بالعاصمة.

وتنفذ الصين حاليا خطة أمنية شديدة الدقة وسط تحذيرات المسؤولين بأن منظمات إسلامية تحاول إحداث أعمال هجومية، وخصوصا بعد مقتل 16 من رجال الشرطة في إقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد مطلع الأسبوع، وقد أضيف إليهما شخصان على الأقل في سلسلة الانفجارات وقعت صباح أمس.

واستنادا إلى الوضعين السياسيين المختلفين للصين وبريطانيا، والفارق في الميزانية الموضوعة لتنظيم الألعاب، يعتقد بعض المراقبين إنه سيكون من الصعب على لندن تعلم الكثير من زيارتها إلى بكين، وقد قال جيمس كينيل الأستاذ الجامعي في «غرينيتش بيزنس سكول» التي استضافت محاضرة كبيرة عن الألعاب هذه السنة: «إن لندن ستعاني لتأخذ العبر في شكل مباشر حتى من مدن الغرب التي استضافت الألعاب سابقا أمثال أثينا اليونانية وسيدني الاسترالية»، مبررا ما استنتجه من فكرة أن «كل مدينة لها خصائص مختلفة عن الأخرى فأحد الأمور التي تظهرها الصين هي أنه يمكنك أن تصرف الأموال وتحشد الناس فتنهي أعمالك في الوقت المناسب وبشكل رائع،لا أحد يستطيع أن يكرر هذا الفعل في المستقبل القريب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى