أولمبياد بكين 2008.. منازلة ثانية على الذهب الأولمبي بين الأرجنتين ونيجيريا

> بكين «الأيام الرياضي» ا.ف.ب:

>
منتخب الارجنتين يعول على خدمات النجم ميسي
منتخب الارجنتين يعول على خدمات النجم ميسي
بعد 12 عاما على استعراضهما في أولمبياد اتلانتا 1996، يقف المنتخبان الأرجنتيني والنيجيري وجها لوجه مجددا في المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم ضمن دورة الألعاب الاولمبية، والتي ستقام اليوم السبت على ملعب (عش الطائر) في العاصمة الصينية بكين.

في الثالث من اغسطس عام 1996 شهد العالم أجمل مباراة نهائية في العصر الحديث للألعاب الاولمبية على ملعب (سانفورد ستاديوم)، وجمعت بين (راقصي التانغو) و(النسور الخضر)، وقد مالت فيها الكفة إلى المنتخب الأسمر الذي خرج فائزا 3-2 بعد التمديد، في لقاء حمل الإثارة منذ دقيقته الأولى وحتى الأخيرة من الوقت الإضافي.

الفوز النيجيري عامذاك أكد للجميع أن هناك غير الأوروبيين والأميركيين اللاتينيين في عالم المستديرة، إذ أثبت الأفارقة علو كعبهم وتحديدا النيجيريين الذين قدموا بسمعة طيبة استمدوها من حضورهم اللافت قبل سنتين في كأس العالم 1994، وقد تأكد الحضور الأفريقي القوي على الساحة العالمية والاولمبية تحديدا في سيدني 2000 عبر إبقاء الميدالية الذهبية في القارة السمراء بفضل (الأسود غير المروضة) أي منتخب الكاميرون.

لا شك في أن الارجنتين ستدخل المباراة وهي مرشحة كبيرة للاحتفاظ بالذهب الذي توجت به قبل أربعة أعوام في نهائي لاتيني صرف (فازت على البارغواي 1-صفر) حمل دلالات عدة للكرة الارجنتينية أولا التي عادت لتشعر بالتفوق مع إنهائها المسابقة من دون أن يدخل مرماها أي هدف، وللكرة اللاتينية ثانيا، والتي افتقدت للقب الأولمبي منذ فوز الاوروغواي به في اولمبياد امستردام 1928 على الأرجنتين تحديدا.

ويأتي ترشيح الأرجنتين بشكل أكبر لتكرار سيناريو اثينا 2004 انطلاقا من امتلاء صفوفها بنجوم لهم سمعة أكبر عالميا من شبان نيجيريا، لكن تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن الصورة كانت مشابهة في 1996، إذ ضمت صفوف المنتخب الارجنتيني الاولمبي أسماء أصبحت لاحقا أساس المنتخب الأول، أمثال: روبرتو ايالا وخافيير زانيتي وكلاوديو لوبيز وهرنان كريسبو وارييل اورتيغا ومارتشيلو غالاردو، ومعهم اصحاب الخبرة دييغو سيميوني وروبرتو سنسيني، إلا أن هذه الكوكبة عجزت أمام (انفجار) المواهب النيجيرية في وجوههم، فكانت الغلبة لسيلستين بابايارو وتاريبو وست ونوانكو كانو وجاي جاي اوكوتشا ودانيال اموكاشي وصنداي اوليسيه وايمانويل امونيكي الذين دافعوا بعدها عن ألوان أهم الأندية في أوروبا.

اليوم سيقف ليونيل ميسي وسيرجيو اغويرو وخوان رومان ريكيلمي وخافيير ماسكيرانو وفرناندو غاغو الذين سبق وعبروا إلى عالم النجومية، بهدف الثأر لأسلافهم من مجموعة نيجيرية يجد أفرادها في الميدالية الذهبية جواز عبور إلى المستوى الأعلى وتحديدا شينيدو اوغبوكه وفيكتور اوبينيا وسالومون اوكورونكو الذين شدوا الانتباه إليهم من ملاعب الصين.

نيجيريا.. هل تكرر انجاز اولمبياد اتلانتا 1996
نيجيريا.. هل تكرر انجاز اولمبياد اتلانتا 1996
وفي الوقت الذي ستدخل فيه الارجنتين اللقاء ساعية إلى تعويض خيبة 1996، فإن نيجيريا بدورها تتطلع إلى رد صفعة خسارتها المباراة النهائية لكأس العالم للشباب قبل سنتين في هولندا (1-2)، حيث أسقطها ميسي بالضربة القاضية مسجلا ركلتي جزاء ببرودة أعصاب، واللافت أن نجم برشلونة الاسباني سيكون واحدا من خمسة ظفروا باللقب المذكور وحضروا إلى بكين، بينما يضم النيجيريون ثمانية لاعبين من منتخبهم الشاب الخاسر وبإدارة المدرب نفسه الدولي السابق سامسون سياسيا الذي قال: «ما يزال الجرح مفتوحا، الواقع أننا أهديناهم ذاك الفوز بارتكابنا خطئين مكلفين، لكن فريقي نضج ولديه خبرة أكبر، لذا لا أعتقد أننا سنرتكب الخطأ نفسه مرتين».

ولا يخفى أحد أن ميسي سيكون محط أنظار المتابعين والمنتخب النيجيري على حد سواء، الذي انشغل خلال الأيام الماضية في التحضير لإيجاد طريقة يمكنه فيها وقف (الفتى الذهبي) الذي حلم بميدالية الفوز وجاء إلى الصين رغما عن برشلونة لتحقيق مبتغاه، وهو كان نجم المباراة أمام البرازيل (3-صفر) في الدور نصف النهائي رغم تسجيل اغويرو هدفين وتسببه بركلة الجزاء التي وقعها ريكليمي في شباك الغريم التقليدي.

وما يمكن توقعه أن ميسي قد يعاني من مواجهة النيجيريين له بقساوة في خط الوسط، حيث يعتمدون على قوتهم البدنية، لأن مراقبته هي أمر صعب بحسب مدرب البرازيل كارلوس دونغا الذي اعترف بفشل خططه حول هذا الأمر.

ولن يكون (ليو) وحده صانع الفارق، إذ أن إهمال النيجيريين لقدرات اللاعبين الآخرين قد يكلفهم غاليا لأن القائد ريكيلمي والهداف اغويرو والجناح الأيسر انخيل دي ماريا المطلوب الآن من ريال مدريد بطل أسبانيا وانتر ميلان بطل إيطاليا، يمكنهم القيام بعمل لا يقل شأنا.

وسيكون اعتماد المدرب سيرجيو باتيستا على الثنائي (العتال) غاغو وماسكيرانو لتنظيف منطقة الوسط وتخفيف الضغط عن ميسي عبر مشاكسة النيجيريين الذين يبرعون في هذا الموضوع، وخصوصا ساني كايتا..وبدا قلب الدفاع القوي ديلي اديليي جريئا بالقول: «ميسي، اغويرو، ريكيلمي، لا أعير أهمية للأسماء.. إنهم مجرد لاعبي كرة قدم مثلي.. لديهم قوتهم ولدي قوتي أيضا.. إذا كنت ألعب ضد ميسي أم غيره لدي ثقة كبيرة بنفسي، لذا لا توجد مشكلة».

وأيا يكن من أمر، فإن الترشيحات قد تسقط في كثير من الأحيان خلال المباريات النهائية للبطولات، حيث يصنع الفارق الدافع الأكبر، وهذه النقطة تنطبق على الألعاب الاولمبية أكثر من غيرها استنادا إلى سجل الدورات السابقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى