خليفة بوش يرث حملا كبيرا من قضايا السياسة الخارجية

> كروفورد «الأيام» تبسم زكريا :

> لقد كان شهرا مؤلما للرئيس الأمريكي جورج بوش على صعيد السياسة الخارجية وربما تصبح التحديات اكثر صعوبة بالنسبة لمن سيخلفه في غضون خمسة أشهر.

أظهر الغزو الروسي لجورجيا واستقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف مدى قدرة واشنطن المحدودة حاليا على التأثير على الأحداث في مناطق الاضطراب الرئيسية على مستوى العالم.

وبدت جهود بوش على مدار قرابة ثماني سنوات لرعاية علاقات شخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومشرف أنها ليست ذات فائدة تذكر.

وقال بروس ريدل من معهد بروكينجز وهو مؤسسة بحثية ليبرالية "كان شهر اغسطس عصيبا لجورج بوش.

"اثنان من اكثر الحلفاء الذين اختارهم في الحرب ضد الإرهاب أهمية - بوتين ومشرف - خيبا أمله بشدة."

ويقول منتقدون إن معظم التراجع في نفوذ الولايات المتحدة دوليا يمكن أن يرجع إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والذي أغضب الحلفاء التقليديين مثل فرنسا والمانيا وحطم موجة التعاطف العالمي مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وهناك قوات أمريكية في العراق قوامها نحو 146 الف فرد وتم انفاق نحو 660 مليار دولار على الحرب. ويحد هذا من الخيارات العسكرية لواشنطن في أي مكان آخر على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقول إن لديها قوات متاحة كافية اذا احتاجت.

والأخبار الجيدة بالنسبة لخليفة بوش هي أن الانخفاض الكبير في وتيرة العنف في العراق خلال العام المنصرم ربما يسمح له بالانسحاب من الحرب التي لا تتمتع بشعبية.

وتعهد باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي بسحب كل القوات تقريبا في غضون 16 شهرا فيما وعد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين ببقائها لحين تحقيق النصر.

ويعدد محللون بعض النجاحات في مجال السياسة الخارجية ومنها التزام جديد بتحقيق التقدم وخفض معدلات المرض في افريقيا وشراكة أقوى مع الصين وتجديد العلاقات مع ليبيا التي تم إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي وابتعاد كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية.

لكن منتقدين يقولون إن الإخفاقات تطغى على الإنجازات.

فالرئيس القادم سيواجه عملية سلام متعثرة في الشرق الأوسط وايران التي تقول واشنطن إنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران وزعزعة الاستقرار في باكستان وتجدد التمرد في افغانستان إضافة الى انبعاث جديد لروسيا الغنية بالنفط التي تريد إعادة إثبات نفسها.

وفي عهد بوش فشلت الولايات المتحدة ايضا في توحيد قوى أخرى لوقف ما وصفتها بالإبادة الجماعية في دارفور وفقدت مصداقيتها الدولية في قضايا بيئية مثل كبح ظاهرة الاحتباس الحراري.

في الوقت نفسه فإن ارتفاع أسعار النفط شجع رئيس فنزويلا هوجو تشافيز على نشر وتمويل الاتجاه المناهض لأمريكا في أنحاء امريكا اللاتينية.

وقال جاري شميت مدير الدراسات الاستراتيجية المتقدمة في معهد امريكان انتر برايز "ايا كان من سيدخل المكتب البيضاوي في يناير فانه سيكون مشغولا للغاية."

وحددت هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ملامح السياسة الخارجية لبوش على مدار ولايتيه الرئاسيتين اللتين تنتهيان في يناير كانون الثاني.

ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن باكستان مهمة بالنسبة لاستراتيجية مكافحة الإرهاب الخاصة ببوش. لكن على الرغم من التعاون من جانب مشرف ما زالت مشاكل أمنية خطيرة قائمة في المنطقة القبلية لباكستان التي اتخذها مقاتلون لهم صلات بطالبان وتنظيم القاعدة كملاذ وأعادوا تنظيم صفوفهم فيها.

ويعتقد أن اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مختبيء في المنطقة الحدودية النائية بين باكستان وأفغانستان.

ويرى محللون أن من الممكن أن يصعب دعم بوش لمشرف الذي استقال الأسبوع الماضي تجنبا للمساءلة من إقامة علاقات مع الحكومة الجديدة في اسلام اباد التي تبدو اكثر إحجاما عن قتال المتشددين.

ويقول ستيفن فلاناجان خبير الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "إنه تحد كبير نظرا لأن الحكومة الباكستانية الحالية أقل رغبة في مواجهة طالبان من مشرف."

وقد يؤذن تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو الذي فاقمته الخطوات التي اتخذتها روسيا في جورجيا ببدء حقبة جديدة من العلاقات الجافة بين خصمي الحرب الباردة السابقين.

وشعر الكثير من الروس بمهانة كبيرة في التسعينات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. والآن تستعرض موسكو عضلاتها مجددا بمساعدة ثروتها من النفط والغاز.

وتحتاج الولايات المتحدة الى موافقة روسيا لفرض عقوبات دولية على ايران تهدف الى وقف برنامجها النووي. وقد لا تمنح هذه الموافقة بسهولة.

وقال ريدل "التوليفة من غضب وقوة (روسيا) خليط قوي يجب على الرئيس القادم أن يتعامل معه." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى