كيف أعالج طفلي من الاكتئاب؟!

> «الأيام» متابعات:

> للأخت العزيزة التى طلبت إعادة موضوع كنا نشرناه في 4 أغسطس بعنوان (كيف يبدأ الاكتئاب عند طفلك)، وللأخوات اللواتي طلبن التوسع في طرق معالجة الاكتئاب.

الاكتئاب هو مرض يؤدي إلى الشعور بالحزن واليأس والعجز والخمول ونقص الطاقة، وعدم الرغبة في مزاولة الأنشطة التي كان الطفل في السابق يرغب بها أو يحبها.

أعراض الاكتئاب:

- الانسحاب الاجتماعي، بحيث يبدأ الطفل بالانفصال عن الآخرين ويعتزلهم، ويفضل النشاطات الذاتية والصمت والسكون.

- عدم الرغبة في مزاولة الحياة الطبيعية، مثل الذهاب إلى المدرسة أو الخروج مع العائلة أو ممارسة الأنشطة اليومية.

- الشعور بالذنب، وبأنه غير محبوب ولديه تدنٍ في مفهوم الذات.

- شعور بقلة الحيلة والعجز في مواجهة مشاكل الحياة والناس، وهو متشائم ، فيتوقع الأسوأ دائما، ويشكو باستمرار.

- عدم إبداء أي مظاهر للفرح والسرور، فلايضحك ولايبتسم إلا نادرا، ولديه حزن عميق، وسرعة البكاء دون سبب.

- إظهار أنماط من التأرجح المزاجي، مثل جدية زائدة بعد الإهمال.

- ظهور اضطرابات في النوم والتغذية مثل: الأرق والإرهاق الشديد أو النوم الكثير، وفقدان الشهية أو زيادتها، وفقدان التركيز وتشتت الانتباه، فالطفل المكتئب لايستطيع الصبر على نشاط معين سوى فترة بسيطة ولايكمله، وتدهور المستوى الدراسي بصورة مفاجئة، وإهمال المظهر الخارجي وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والملابس وغيرها، والحساسيةالزائدة، فمن السهل جرح مشاعره، والشعور برغبة في الموت قد تبلغ محاولة الانتحار في حالة الاكتئاب الشديد.

إن الطفل الذي تنطبق عليه خمسة أو أكثر من أعراض الاكتئاب لمدة تزيد عن أسبوعين يعتبر مصابا بالاكتئاب.

أسباب الاكتئاب:

- التغير في حياة الطفل بسبب قدوم مولود آخر أو الانتقال إلى مكان جديد، وشعور الطفل بعدم الاهتمام لأي ظرف أو سبب، والشعور بالعجز، حيث إن القوانين المتشددة أو الحماية الزائدة في التنشئة تشعر الطفل بعدم الرضا عن ذاته وعدم كفاءته وفاعليته، والصدمة النفسية، مثل موت عزيز أو طلاق الأبوين أو فقدان شيء قيم لدى الطفل، مثل حيوانه الأليف. فالاطفال يعتمدون كليا على مصدر خارجي في الحصول على الدعم، وافتقاد هذا المصدر يجعلهم أكثر عرضة للأكتئاب.

- الاستجابة للتوتر، فالأطفال الذين تتكرر معاناتهم من المشاعر السلبية الناتجة عن المشكلات الأسرية المستمرة، ولايستطيعون السيطرة على التوتر والمشاعر بطريقة مناسبة يبحثون عن طريقة مناسبة للتخلص من ذالك فيصابون بالاكتئاب.

- التواصل، إن المربي الذي يصدر التعليمات والأحكام بدون الاستماع لمشاعر الطفل ولا السماح له بالتعبير عنها ولا الاعتراف بها يدفع الطفل إلى الصمت، فتبقى المشاعر السلبية في نفسه وتجعله مكتئبا.

- العوامل الفسيولوجية، مثل خلل في التوازن الهرموني أو فقر الدم أو الاضطرابات في الغدة الدرقية أو الفيروسات أو الحساسية للطعام أو الاضطرابات في سكر وضغط الدم.

- تدني تقدير الذات، فالانتقاد المستمر للطفل والتقليل من قيمته وطلب الكمالية والتوقعات غير المنطقية منه تجعله محبطا وتشعره بالذنب، وبأنه يستحق العقاب، فيلوم نفسه على أية مشكلة تواجهه.

- اضطرابات الشخصية، ذلك أن الشخصيات الوسواسية والهستيرية التي يغلب عليها تقلب المزاج وتضخيم الأمور تكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.

- العوامل الوراثية والبيولوجية، وتظهر كثير من حالات الاكتئاب في الأسر التي يعاني أفرادها الاكتئاب الناتج عن نقص بعض المواد العصبية الناقلة في المراكز الدماغية، والتي تعتبر مسئولة عن المزاج والانفعالات والتفكير والسلوك.

أختي العزيزة، مهما تعددت أنواع الاكتئاب وتنوعت أسبابه لدى الأطفال، فإن علاجه ممكن، خاصة حين تتم ملاحظته وتشخيصه في وقت مبكر، كما أن الوقاية منه أجدى.

الوقاية:

- بناء تقدير الذات، بتنمية شعور الطفل بالكفاءة والاستقلالية والرضا عن الذات.

- تجنيبه الشعور بالذنب، فإن طلب الكمالية والقوانين المتشددة وإلقاء اللوم على الطفل يجعله أكثر عرضة للاكتئاب.

- التفاؤل، والتحدث بطريقة إيجابية مع الطفل، فإن الآباء المتفائلين يكون أبناؤهم متفائلين غالبا.

- الجد والمثابرة، وتعويد الطفل على محاولة التغلب على المشكلات أو العوائق حتى لايشعر بالعجز أمامها.

- الاتصال والتواصل، وتشجيع الطفل على التعبير عن ذاته وانفعالاته من خلال التواصل معه واحترام آرائه ومشاعره، ليشعر بالتقبل، وتقل دوافع لجوئه إلى الاكتئاب.

- الرعاية، وإشعار الطفل بالمحبة والعناية الكافية، من خلال لمسه ومعانقته وإظهار المحبة والسرور عند رؤيته.

- القيام بأنشطة ممتعة، تسلي الطفل وتجعله شريكا في جماعات اللعب أو الرحلات.

- ملاحظة الطفل باستمرار، والأخذ بجدية لأية إشارة تظهر عليه، مثل: فقدان الوزن أو الانسحاب وفقدان الاهتمام. وقدم المساعدة الفورية قبل أن تتدهور حالته.

- عند تغير مكان الإقامة، هيئي طفلك مسبقا لهذا التغيير، وحافظي على النظام اليومي قدر المستطاع، حتى يشعر الطفل بالارتياح، مثل: وقت النوم وترتيب الغرفة بالطريقة التي كانت عليها في المكان السابق.

العلاج:

- الإنصات: يجب الاستماع للمشاعر السلبية للأطفال المصابين بالاكتئاب، ومناقشتها وتقبلها وتفهمها، مهما كانت الأسباب، ومساندتهم عاطفيا بالحب والحنان.

- الحديث الإيجابي: على المربي إبلاغ الطفل مباشرة أن العبارات الإيجابية تعمل كمضاد لمشاعر الذنب والتشاؤم، فالتفاؤل والتفكير بإيجابية يؤدي إلى العمل بإيجابية، والعبارات السلبية تجعل الأمر أسوأ، فيجب الانتباه للحديث السلبي واستبداله بالحديث الإيجابي عن الذات، مثل: مشاعري سوف تتحسن، وسيساعدني والدي لأتحسن.

- التشجيع: قدمي التشجيع والثناء للطفل عندما يبدأ بالمشاركة والاستماع، ولو بصورة بسيطة.

- العلاج بالعمل والترفيه: حددي للطفل أعمالا خطط لها بعناية، ليقضي وقته فيها ويشعر بثقة بالنفس كلما أنجز عملا منها، فالانهماك في العمل يمكن أن يبعد الطفل عن الأفكار السوداوية، واحرصي على نشر جو المرح خلال العمل.

- جنبي الطفل الوحدة قدر المستطاع، ولكن ننصحك بعدم المبالغة، لأن ذلك قد يؤدي إلى عكس المطلوب.

الأطفال والفراق:

غالبا ما يشعر الطفل بمشاعر سلبية قوية في حالة الفراق أو الموت أو فقدان شيء قيم، لذلك عليك مساعدته، حتى لاتستمر آثار الحدث على المدى البعيد من خلال:

- استخدام الدمى مع الطفل، ليمثل ما يظنه قد حصل للشخص المهتم به، ومن المفيد مشاركته اللعب وسؤاله عما حدث وعن مشاعره.

- الجلوس مع الطفل والتحدث معه ليعبر عن مشاعره وأحاسيسة السلبية، وتقبلها والاعتراف بها، فلو بكى الطفل مثلا لموت عصفوره المحبوب، يمكن أن نقول له: أعرف أنك حزين لأن العصفور الذي تحبه مات!!.

مضادات الاكتئاب:

هي أدوية مأمونة بصورة كبيرة، ولاتؤدي إلى تعود أو إدمان، تستخدم بنجاح من قبل الطبيب النفسي، ولكن يجب ألا تكون الأدوية هي الخطوة الأولى في العلاج بل اجعلها آخر الخيارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى