كيف يستقبل الأطفال والنساء رمضان كل عام؟

> «الأيام» متابعات:

>
ككل عام يأتي رمضان ونستقبله، كل بطريقته التى تعود عليها، إلا أن هذا الضيف العزيز يلقى من الترحيب ما لايلقاه أي شهر آخر من شهور السنة، فكيف يُستقبل هذا الكريم القادم من الأطفال والنساء؟.

في العشر الأواخر من ليالي شعبان يبدأ الأطفال في محافظة عدن مع بعض المحافظات التى تحتفظ بهذه التقاليد نتجهيز علبهم المعدنية، ليبدأ قطار الترحيب بالسير حتى آخر ليالي شعبان، يملأ الصغار علبهم بالحصى الصغيرة والبعض يكتفي بها كما هي فارغة، وتقرع بعضها ببعض، وينطلقون من حارتهم إلى حواري الأحياء المقاربة لهم مرددين «مرحب مرحب يارمضان، شهر العبادة وشهر الصيام» و«رحبوا رحبوا ياصايمينا، شهر رب العالمينا، عليكم وعلينا» وغيرها من العبارات القديمة التي يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، ولم يمحها الزمن، ولم يتأفف منها الأطفال برغم التطور الحاصل في المجتمعات.

فالطفل رياض الذي رفض شقيقه قاسم ذهابه معهم إلى الحواري البعيدة للترحيب بسبب صغر سنه جاء إلى والدته شاكيا مطالبا بالسماح له بالترحيب!!. الذكور وحدهم من يرحب بعيدا عن شوارعهم وأحيائهم، وقد يكونون وحدهم من يرحب على غير عادة زمان، حيث كانت الفتيات يشاركنهم ويرحبن معهم.

الجدة أم طارق تحدثنا مستنكرة طريقة الترحيب، قائلة: «فين كنا زمان!! الحاصل الآن فوضى، كنا زمان نرحب بالصوت وبس، أما (القربعة) هذه مانعرفهاش أبدا، هذا الترحيب مزعج، زمان كل حاجة ثاني، كنا نستمتع بالترحيب ونتسامر».

نهار الأحياء لاتسمع به إلا مدقات (اواني طحن الحبوب) وهي تطحن حبوب البن (القهوة)، وسيناريو ترحيب الأطفال المسائي تعمله النساء بعفوية، ففي كل منزل تنشغل ربات البيوت بالعمل والتجهيز لرمضان، ويعتبر البن والقمح والعتر والذرة والدجرة والعدس من الضروريات المستخدمة، وبعد طحن ما يجب أن يطحن توزع في أوانيها المخصصة لها لعمل فطور رمضان.

حديث الصغار عن الصيام في أيام رمضان يصبح محل تنافس وتباهٍ بينهم، وشراء أوراق اللعب (البطة) وسيلتهم التى لاينسونها للتسلية وتمرير الوقت. أما الفتيات فيقمن بالإعداد لوليمة قبل يوم أو يومين من رمضان، وتحتل البطاطا النصيب الأوفر، خاصة المعدة بالتمر الهندي (بطاط بالحمر) والعتر كذلك.

أم حسام تقول: «أنا من زمان أحب هذه العادة، وبصراحة ما يهمني الأكل بقدر جلستنا سوا، أصلا نحنا فين وفين على بال ما نلتقي ونجلس سوا، هم الدنيا ومشاغلها يخطفنا عن بعض كثير، خاصة لو تزوجت واحدة من الشلة يصعب نلقاها، فالترحيب برمضان بهذه اللمة يفتح لنا باب اللقاء»

أم علاء تقول: «في أبين وعدن الترحيب ما فيه فرق، بس صنعاء فيها شوية اختلاف، فنحن نساء المناطق الجنوبية والشرقية نلتقي كل يوم عند واحدة منا حتى يأتي رمضان، حسب عددنا، نلتقي ونطبخ وجبات متنوعة».

وأيا كانت تجهيزات رمضان وهم الصرفيات يبقى رمضان كمرحب به يستحق عمل المستحيل، فالأستاذة ذكرى علي تقول: «الحمدلله جهزنا لرمضان ككل عام، على الرغم من أنها مشتريات بالدين بسبب الغلاء، وماذا عسانا أن نعمل، رمضان على الأبواب، وما فيش حل لنا غير الدين، والحمدلله جاهزين لاستقبال رمضان».

نساء مديرية البريقة حولن مدرسة الذاري إلى سوق قد لايوفر كل شيء إلا أنه وفر كما تقول أم عمارة المواصلات وبعد السوق، والخصم، وإن كان يتراوح ما بين (100 – 500 وقد يزيد) إلا أنه وفر للمواطنة بعض الشيء».

وتضيف عن ما يقدمه السوق الذي رتب له الأخوة في مركز السنة الخيري: «السوق الخيري هذا جمع بين المنفعة والدعوة لله، وشاركت به نساء من مختلف مديريات البريقة».

الطبق الخيري والمشتريات المتعددة والمحاضرات الدينية كانت الحاضر الأكبر في هذا السوق الذي تراه النساء يحقق واحدة من أبرز التحديات، وهي خروج المرأة للبيع في سوق خيري، كما تقول أم محمد: «السوق يعتبر مفاجأة لي لأنني لم أتوقع أن تسعى الجمعيات الدينية تحديدا إلى القيام بسوق، قد نرى حلقة محاضرة أو اجتماعا، لكن بيع وقبل رمضان، هذا بحد ذاته نجاح لإبراز دور المرأة في المجتمع، ومساهمة في تخفيف عبء رمضان على الأسر عندما تشارك بهكذا سوق، فلو تغيبت وجلست في بيتها لما كان لنا أن نستطيع الشراء بهذه الطريقه المريحة».

في آخر ليلة لشعبان تعلن ساعة الصفر قدوم رمضان ويهرول الأطفال قبل الكبار إلى المساجد لأداء صلاة التراويح فرحين برمضان.

المحررة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى