> دمشق «الأيام» خالد يعقوب عويس:

اعتقلت السلطات السورية زعيمين كرديين واتهمت أحدهما بتهمة عقوبتها الإعدام في إطار حملة لسحق المعارضين السياسيين أثارت احتجاجات دولية. واعتقل الرجلان قبل زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعاصمة السورية غدا الأربعاء.

ويحاول ساركوزي إقناع الرئيس بشار الأسد بالافراج عن سجناء سياسيين بارزين كانوا يقومون بحملة من أجل حقوق الأقليات ودستور ديمقراطي كبديل لأربعة عقود من حكم حزب البعث.

وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إن طلال محمد من حزب الوفاق الديمقراطي الكردي السوري وهو فرع لحزب العمال الكردستاني النشط أيضا في تركيا والعراق ألقي القبض عليه دون إذن اعتقال في شمال شرق سوريا الأسبوع الماضي ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الوقت.

واعتقلت السلطات في وقت سابق مشعل تمو وهو مسؤول في تيار المستقبل الكردي المحظور مثل كل أحزاب المعارضة في سوريا.

ويؤيد تيار المستقبل الديمقراطية وحصول الأقلية الكردية السورية التي تضم مليون شخص على حقوق متساوية.ولا يسمح بتعليم اللغة الكردية في المدارس وحرم عشرات الآلاف من الأكراد من الجنسية بعد إحصاء جرى في الستينات.

وقال تمو قبل اعتقاله إن السياسة السورية تجاه الأكرد تخاطر بتكرار أعمال الشغب التي أدت الى قتل 30 شخصا في سوريا في عام 2004.وبدأت أعمال الشغب في منطقة كردية.

ووجهت لتمو في 22 أغسطس تهمة الاعتداء الذي يستهدف الحرب الأهلية أو الاقتتال الطائفي بتسليح السوريين أو بحملهم على التسلح وهي تهمة عقوبتها الإعدام ونادرا ما توجه للنشاط السياسيين المعروفين.

ووجهت أيضا لتمو اتهامات أخرى عادة ما توجه للمعارضين الآخرين ومن بينها الانتماء لجمعية تهدف لتغيير أوضاع المجتمع الأساسية بالطرق الإرهابية.

ونفى تمو أيضا هذه الاتهامات وقال محامي حقوق الانسان مهند الحسني إن إثبات أن تامو الذي ينبذ العنف كان يريد إشعال حرب أهلية يتطلب قدرا كبيرا من الأدلة. وأضاف «على القضاء والنيابة العامة أن تكون حريصة.

لا يجوز توجيه هذه التهمة التي تحمل هذه العقوبة الرهيبة بسبب وجود اختلاف آراء معهم .

إن المشرع عندما وضع هذه العقوبة كان ينظر إلى الأفعال وليس الآراء». وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية اعتقال تمو قائلة إنه احتجز في سجن انفرادي لمدة 15 يوما قبل توجيه اتهامات له.

وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية:«ندين اعتقال تمو وسجناء الضمير السوريين الآخرين وندعو إلى الإفراج عنهم فورا. ونشجع المجتمع الدولي على الانضمام لنا في دعوة الحكومة السورية إلى وقف سياستها باعتقال منتقدي النظام والالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية».

ويقول محامو حقوق الإنسان أن سوريا التي يسيطر عليها حزب البعث منذ توليه السلطة في انقلاب عام 1963 وفرض قانون الطوارئ يوجد بها آلاف السجناء السياسيون.

وقال الأسد خلال زيارة لباريس الشهر الماضي إن السلطات لا تعتقل إلا هؤلاء الذين يشتبه بخرقهم للدستور وإن انتقاد حكمه مباح. وشنت سوريا تحت ضغط تركي حملة على حزب العمال الكردستاني الذي كانت تؤيده في الماضي.

وأصدرت محكمة أمنية أحكاما بالسجن لمدد طويلة على أعضاء بحزب العمال الكردستاني في عام 2006 في محاكمات وصفتها جماعات حقوق الإنسان الدولية بأنها غير قانونية.

وصاح متهم في القضاة قبل الحكم عليه بالسجن سبع سنوات «ما هذا؟ أنتم سحلتموننا والآن تسجنوننا». رويترز