الصوم سر وفوائد

> «الأيام» وليد محمد عثمان الصلوي /كريتر - عدن

> يتميز الصوم عن بقية العبادات والشعائر المفروضة على المكلف المسلم بسر خاص يتعلق بنية الصائم التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

وينطوي الصوم على الكثير من الحكم والأسرار التي لا يمكن حصرها، فهو محك للإرادات النفسية وقمع الشهوات الجسمية، ورياضة شاقة على هجر اللذات والطيبات، وتدريب منظم على حمل المكروه من جوع وعطش وسكوت، ودرس مفيد في سياسة المرء لنفسه وتحكمه في أهوائها، وقد أثبت الطب الحديث عن طريق التجربة العلمية أهمية الصوم في علاج الكثير من الأمراض والأسقام التي ما فتئت تنخر وتحطم صحة وأبدان بني أدم، ولم يعثر لها على علاج شاف، بل إن العلم يؤكد على أهمية الصوم حتى بالنسبة للأصحاء أنفسهم.

يقول د.الأمريكي (ماك فادون) في حوار أجرته معه إحدى المجلات العلمية الأمريكية : «لقد عالجت كثيرا من الأمراض عن طريق الصوم ..إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام وإن لم يكن مريضا، لأن سموم الأغدية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، فتنقله وتقلل نشاطه .. فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة فتذهب عنه، حيث يصفو صفاءً تاما، ويستطيع بعدئذ أن يستمر وزنه ويجدد حيوته في مدة لا تزيد على العشرين يوما بعد الإفطار، ولكنه يحسب بنشاط وقوة لا عهد بهما من قبل».

وأضاف قائلا : «إن أكثر الأمراض تأثراً بالصيام أمراض المعدة، فالصوم بالنسبة لها كالعصا السحرية فهو يسارع تماما في شفائها ويرى المعالج به العجب العجاب .. وتلي أمراض المعدة أمراض الدم ثم أمراض العروق كالروماتيزم وغيره.

إلى جانب ما يكتشف على مدار الزمن من آثار نافعة للصوم في وظائف الأبدان، ومع أنني لا أمل إلى تعليق الفرائض والتوجيهات الإلهية في العبادات بصفة خاصة بما يظهر للعين من فوائد حسية، إذ الحكمة الأصلية فيها هي إعداد هذا الكائن البشري لدوره في الارض وتهيئته للكمال المقدر له في حياة الآخرة، وتتبدى الحكمة الربانية الجليلة في تشريع الصوم وجعله فريضة في الدين الإلهي الخاتم، وفيما قبله أيضا من تشريعات الصوم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى