الروائية السعودية عائشة الدوسري: في ظل العولمة انحسر دور الرواية كوسيلة للمتعة

> «الأيام» ياسر عبدالباقي:

> عائشة عبدالرحمن ناصر الدوسري معلمة اللغة الإنجليزية, تحلم بأن تصبح روائية مشهورة من خلال روايتها الأولى (موعد مهم جدا).

وترى عائشة أن الرواية السعودية أصبح لها رواج وانتشار كبير، وتلاقي اهتماما من قبل معارض الكتاب على مستوى محلي وعالمي, وتؤمن الروائية السعودية بأنها تقدر أن تفرض نفسها، لأنها تحاكي هموم المجتمع وأحلامه.

ولنعرف أكثر عنها أجرينا معها هذا الحوار.

< كيف تقدم عائشة نفسها للقارئ؟

- أقدم نفسي للقارئ من خلال ما أكتب، ففي روايتي (موعد مهم جدا) قد يراني القارئ بشخصية (حسين) طوال الوقت, حيث تجري إحداث القصة على لسانه, وقد يراني القارئ بشخصية (فرح) المرحة أو (مريم) الغلبانة أو حتى (عبادي) الانتهازي. قد أجمع ما بين كل تلك الصفات، وقد تسيطر علي إحداها.وبعيدا عن الرواية أقدم نفسي للقارئ ككاتبة جديدة قادمة للساحة الأدبية، أمارس الكتابة كهواية وعشق منذ الطفولة، وحلم أراه حقيقة، وبعيدا عن الساحة الأدبية أقدم نفسي للقارئ كمعلمة لغة إنجليزية وصاحبة مكتب ترجمة.

< ما هي وقائع روايـتك (موعد مهم جدا)؟

- (موعد مهم جدا) هي الرغبة الحقيقية في التغير دون الفهم الحقيقي لماهيته، تدور حول الأستاذ (حسين الراضي) المدرس في إحدى الثانويات، الذي اعتبر يوما ما قدوة، ليس فقط لطلابه، ولكن لأهالي الحي كافة, يثور على وضعه ومجتمعه، ويتحول من (راضي) إلى (ساخط). تكالبت عليه ظروف الحياة, فهو المعيل الوحيد لأخواته البنات ووالدته بعد وفاة أبيه، وتأزمت حياته بعد أن انسحبت منها الحبيبة (نوارة) لتتزوج بآخر ميسور ماديا، فيقرر حينها التمرد على ظروفه متخذا من (عبادي) الذي ترك الحارة وأصبح من الأثرياء قدوة له.

سنرى بين طيات القصة الصراع النفسي بداخل حسين ورغبته في التغير، لنرى كيف تكون النهاية وكيف سيصل حسين إلى مبتغاه؟ وهل سيصل ويكون راضيا في النهاية؟.

< برأيك هل ساعد الإعلام في انتشار الرواية السعودية؟

- إلى حد ما نعم، ساهم من خلال معارض الكتاب التي تقام في مختلف مدن المملكة وخارجها، وقد شاهدنا مؤخرا معرض الرياض الدولي للكتاب حيث اجتمع الكتاب من جميع أنحاء العالم.

ويساهم الإعلام السعودي كذلك من خلال إعلامه المرئي والمسموع والمقروء ومن خلال المواقع الأدبية والمنتديات الأدبية وحتى المقاهي الأدبية ورصد الجوائز الأدبية وتشجيع بعض دور النشر للكتاب المبتدئين من خلال تقسيط الدفع لتسهيل عملية طبع الكتاب ونشره وتوزيعه.

< وأنت هل ساعدك الإعلام على الأقل في الدعاية لروايتك الأولى؟

- إلى حد ما أستطيع الإجابة بنعم, فككاتبة مبتدئة لم تصدر لي سوى رواية واحدة منذ أقل من أربعة أشهر, فقد وجدت دعما لابأس به من دار الكفاح للطباعة والنشر ومن الصحافة المحلية وحتى من النوادي الأدبية التي أبدت تعاونها ودعمها.

< فتاة سعودية عمرها 22 سنة تعرف نفسها بأنها روائية ولديها 12 رواية, وصدر لها مؤخرا رواية (أنسية).. هل أصبح من السهل في السعودية أن تصبح روائيا؟

- يقول أحد الزملاء من يقرا 500 قصة قصيرة و50 رواية فهو روائي. وإن كنت أختلف معه في الرأي، ففي رأيي المتواضع أن تكون روائيا يعني أن تملك ثلاثة أسس، هي الفكرة والأسلوب والحبكة، وأرى من السهل أن تصبح روائيا سواء في السعودية أم في غيرها, إذا امتلكت الموهبة والمادة، وبسبب وجود بعض دور النشر الداعمة للمبتدئين.

< (موعد مهم جدا) هو إصدارك الأول, لم أجد لك أي كتابات أخرى من خلال النت.. كيف ستفرضين نفسك؟

- (موعد مهم جدا) أول إصداراتي الأدبية، ولن يكون الأخير بإذن الله، أنا ابنة المجتمع، أحكي همومه وأشاركه أحلامه وأتحدث على لسانه.. لايهمني التنميق في الأسلوب والزخرفة اللغوية التي ينصرف إليها بعض الكتاب، متخذين من الرواية أسلوب إنشاء ووصف. ومن منطلق (خاطبوا الناس على قدر عقولهم) سأفرض نفسي، وأنا متأكدة من حسهم الأدبي ووعيهم لما يقرأون. ليس بهذه السهولة تفرض رأيك ونفسك، ولكن كن كما أنت مؤمن بنفسك وبجمهور القراء الذين من أجلهم نكتب, فلتكن أفكارنا واقعية وأسلوبنا بسيطا وواضحا حتى نصل إليهم، ولكي نصل إليهم فلندخل عالمهم.

< برأيك هل تعتبرين الرواية وسيلة من وسائل التعبير؟

- بالطبع تعتبر الرواية وسيلة من وسائل التعبير, تحكي حال المجتمع وحيثياته، وفي نفس الوقت تنفس عن مكنونات صاحبها ويشارك بها جمهور القراء.

< كيف تنظرين إلى واقع الرواية اليوم.. السعودية خاصة، والوطن العربي عامة؟

- في ظل العولمة الحاصلة اليوم والعالم الذي أصبح قرية صغيرة، وانصراف الناس إلى وسائل الترفيه والتقنية الحديثة من الشبكة العنكبوتية والهواتف النقالة والفضائيات, انحسر دور الرواية كوسيلة للمتعة وقتل وقت الفراغ حتى أن من يقرأ اليوم فإنه يقرأ من النت والمنتديات، ولكن هذا لم يمنع من وجود مهتمين بالقراءة. والرواية السعودية تلاقي اليوم رواجا وصدى، ساهمت فيه وسائل الإعلام المختلفة، وظهر العديد من الروائيين السعوديين، ومنهم مبدعون قادمون للساحة بقوة والرواية السعودية لاتختلف عن مثيلتها العربية من حيث الانتشار وإقبال القراء عليها، وإن كانت الرواية السعودية تلاقي دعما واضحا واهتماما من قبل معارض الكتاب على مستوى محلي وعالمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى