النائب الشنفرة: حرمان أبناء الجنوب من الوظيفة والثروة ومحاولة طمس تاريخهم وهويتهم هو أشد أنواع الإرهاب

> عيب «الأيام» محمد الحيمدي:

>
يحيى غالب الشعيبي أثناء إلقاء كلمته
يحيى غالب الشعيبي أثناء إلقاء كلمته
استقبل الآلاف من أبناء مديرية الشعيب محافظة الضالع، ومعهم أبناء مديريات الضالع والعشرات من أبناء المديريات والمحافظات الجنوبية مساء أمس الأول المناضل والناشط السياسي المحامي يحيى غالب أحمد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وأحد أبرز قادة الحراك الجنوبي، حيث انطلقت أثناء مراسيم الاستقبال مسيرة جماهيرية حاشدة إلى خارج مشارف الشعيب لاستقبال المحامي يحيى غالب ومن معه من قادة الحراك الجنوبي والهيئات النضالية والفعاليات السياسية بالضالع وعدن ولحج وأبين ويافع والصبيحة والحبيلين وردفان.

ورفع المشاركون في المسيرة صور شهداء الحراك الجنوبي وقادة الحراك الذين كانوا معتقلين في سجن الأمن السياسي بصنعاء، مرددين الهتافات والشعارات المعبرة، وعند عودة المسيرة التي زفت المحتفى به (غالب) ومرافقيه جابت شوارع مدينة العوابل، ثم اتجه الموكب الكبير الذي شاركت فيه أعداد كبيرة من السيارات تجاوز عددها المائة سيارة صوب مكان المهرجان الذي أقيم في ساحة ملعب العوابل والذي نظمته الهيئة التنفيذية للحراك الشعبي بمديرية الشعيب.

وفي المهرجان الجماهيري الحاشد ألقى الأخ قاسم صالح ناجي الأمين العام للهيئة بالضالع رحب في مستهلها بالناشط السياسي المحامي يحيى غالب الشعيبي، قال فيها:«إن هذا المهرجان الحاشد احتفاء وفرحة بقدوم المناضل الجسور الناشط السياسي المحامي يحيى غالب أحمد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، ابن الشعيب والضالع البار وأحد رموز الحرية والنضال السلمي الجنوبي، هذا الرمز الذي انغمس وشارك في الحراك الشعبي منذ أن كان حلما وهاجسا في صدور وعقول المسحوقين، ثم جنينا يتخلق على أرض الجنوب الطاهرة إلى أن أصبح حركة شعبية ثائرة ترتقي إلى مصاف الانتفاضة الشعبية الشاملة، حاملا وهج مشعل قضية مصيرية كبرى فرعها في السماء وجذورها ضاربة في عمق الأرض». كما حيا فرسان الجنوب حسن باعوم وعلي منصر والغريب وابن فريد، ماضيا في القول: «إن الحراك الشعبي السلمي الجنوبي العارم أصبح أشد مراسا وأصلب عودا من أي وقت مضى».

وخاطب السلطة قائلا:«إن قضية الجنوب لا ولن تموت أوتسقط بالسجون والمحاكم، لن تسقط بالحصار والتعبئة، وأوهام سياسة الأمر الواقع وفرضه بالقوة، فجماهير الجنوب ستظل دوما وأبدا تنشد النصر لإرادتها ومشروعية قضيتها العادلة مهما طال الزمن أو قصر وإن غدا لناظره قريب».

وألقى الأخ النائب صلاح قائد الشنفرة رئيس الهيئة التنفيذية للحراك الشعبي بالضالع كلمة حيا فيها قادة الحراك «لمواقفهم الثابتة والنضالية العالية أثناء اعتقالهم بطريقة تكشف بوضوح مدى الخوف والرعب والتخبط الذي تعيشه السلطة من الحراك السلمي الجنوبي»، داعيا «كل أبناء الجنوب وفي مقدمتهم قادة الحراك ورموزه إلى المزيد من النضال ورص الصفوف وتوحيد الكلمة وأن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل القضاء على كل أساليب الضم والإلحاق والنهب والتهميش والتمييز في المواطنة والقتل والمطاردات التي تمارس ضد أبناء الجنوب من قبل السلطة وكذا نهب ثروات وخيرات الجنوب».

النائب الشنفرة يلقي كلمة في حفل الاستقبال
النائب الشنفرة يلقي كلمة في حفل الاستقبال
كما أدان بشدة «الإرهاب الذي يمارس على أبناء الجنوب بكل أشكاله»، وقال: «فالإرهاب هو الإرهاب وإن تغيرت أشكاله واختلفت دوله، وما حصل من قتل متعمد وجرح في المهرجانات والاعتصامات السلمية وكل ما يمارس ضد أبناء الجنوب من اعتقالات واستفزازات وحرمانهم من الوظيفة والثروة ومحاولة طمس تاريخهم ونضالهم وهويتهم هو أشد أنواع الإرهاب».

وأضاف:«أدعو أبناء الجنوب إلى عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، لأنها لا تعني أبناء الجنوب في شيء، ولأن المشاركة في هذه الانتخابات من قبل أبناء الجنوب معناها قتل قضية الجنوب، وهذا ما تعسى إليه السلطة».

وأشار إلى أن «ما تريده السلطة من الانتخابات هو إرضاء وخداع الرأي الخارجي وتلميع وجهها المتآكل المخدوش، لأنها انتخابات غير شرعية وبنيت على باطل، وما بني على باطل فهو باطل».

بعدها ألقى الناشط السياسي المحامي يحيى غالب أحمد كلمة حيا فيها قيادات الحراك الجنوبي السلمي وقيادات وقواعد الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية من أبناء الضالع الباسلة والشعيب البطلة والحاضرين جميعا في هذه الأمسية الرمضانية المباركة، وقال: «حضوري معكم هذه الأمسية ما هو إلا حضور الواجب المفروض تقديمه لكم، أحييكم وأقف أمامكم وأحني هامتي لكم بعد الله سبحانه وتعالى، وأقف وقفة إجلال وإكبار، وأضع على جباهكم السمر قبلات الوفاء.. أحييكم من هذا المكان ومن هذه المنصة التي أحيينا فيها ذكرى شهداء الجنوب في 11 فبراير 2008م قبل أن تقدم سلطات القمع البوليسي على مداهمة منازلنا واقتيادنا بالقوة، مكبلين بالسلاسل ليلة 31 مارس 2008م لتضيف السلطة إلى رصيدها جريمة جديدة ضد السياسيين والحقوقيين وكتاب الرأي ونشطاء العمل المدني».

وأضاف: «نعم إخواني ورفاقي إنها جريمة بشعة اقترفت ضدنا، جريمة كشفت عن النوايا السيئة والأحقاد المتراكمة ضد شركاء الوحدة، بل إن هذه الجريمة ماهي إلا استمرار لمسلسل حرب صيف 1994م الظالمة التي أطاحت بمشروع الوحدة، مشروع كل الوطنيين والشرفاء الذي كان حلمهم جميعا.

وأصدقكم القول إنني لم أفقد الأمل، على الرغم من كل الإجراءات والأساليب التي فرضت ضدنا لمحاولة عزلنا عن العالم، كانت ثقتي فيكم كبيرة وبرفاقكم في مختلف المحافظات الجنوبية وبكل شرفاء اليمن وأحرارها، كانت ثقة لا تتزعزع، وكنتم جميعا عند حسن الظن، كنتم سياجا منيعا وبركانا هادرا عندما انطلقتم أرتالا بشرية لتصنعوا ملحمة جديدة بطولية سلمية ضربتم أروع الأمثلة للتضامن والتكاتف.

سلاما لكم يوم انطلقتم من قمم الجبال ومن السهول والمدن، سلاما لكم يوم تلقيتم بصدروكم العارية رصاصات القمع العسكري، وسلاما لكم يوم اكتظت بكم زنازن السجون، وسلاما لكم يوم قطعتم العهد ورفعتم أسماءنا وصورنا فوق رؤوسكم، سلاما لكم ولدماء الجرحى الطاهرة والشهداء الأبرار».

واعتبرأن «فترة الستة الأشهر الماضية لقد مثلت منعطفا تاريخيا في مسار الحراك الجنوبي السلمي، ومثلت السجون والمعتقلات مدرسة الفولذة والإيمان الراسخ بقضيتنا الجنوبية، وبطولاتكم وصمودكم في كل المحافظات ماهو إلا دافع قوي للتضحية من قبلنا، حيث إنكم قد فرضتم علينا مسئولية وواجبا لايمكن أن نتخلى عنه مطلقا».

جانب من المشاركين
جانب من المشاركين
وأضاف:«بالقدر الذي كان الحراك الجنوبي يتعاظم وما شهدته المحافظات الجنوبية من زخم وطني ومهرجانات واعتصامات وتضحيات بالأرواح والدماء في سبيل إخراج رفاقكم من غياهب سجون صنعاء وغيرها من السجون بالوقت نفسه كانت هناك رموز وقيادات وطنية للأحزاب السياسية في صنعاء تحيطنا بالرعاية وتحافظ على معنوياتنا وتساندنا في حضور جلسات المحاكمات والزيارات الخاصة، ولايفوتني أن أتقدم بالشكر للدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ولفريق المحامين والمرصد اليمني لحقوق الإنسان ونقابة المحامين والأحزاب وكل الشخصيات الوطنية التي وقفت إلى جانبنا».

وأكد قائلا:«نعم لقد صنعتم ورفاقكم مآثر بطولية سلمية وخلقتم ثقافة جديدة بالنضال السلمي لابد أن تستمر، لكونها دليل رحلتنا في نضالنا السلمي، لقد شكلت نضالاتكم أساليب ضغط على السلطة للإفراج عنا، لقد طلبوا منا كما سمعتم التوقيع على ورقة تعهد بالالتزام بالقانون والدستور وعدم إثارة النعرات الشطرية والمناطقية، واسمحوا لي اليوم بالاستناد إلى القانون الذي شرعته السلطة بالقوة لنفسها وأضع أمامكم الأدلة والبراهين القانونية والسياسية التي تدين السلطة بإخراج الجنوب من المعادلة السياسية وشراكة الوحدة، وأحضرت لكم الليلة الجريدة الرسمية لقرارات السلطة. ا

وأشار إلى أن «هذه القرارات الخطيرة هي أدلة قانونية على فض الشراكة وفك الارتباط وانفراط عقد الوحدة السلمية وإخراج الجنوب من الشراكة السياسية، وإنني أستند إليها اليوم لكي أقول لهذه السلطة إننا التزمنا واستندنا إلى القوانين النافدة حسب طلبكم وأقول لهم من هو الانفصالي؟ من هو الذي قام بالمساس بالوحدة ؟ من هو الذي قام بتعطيل الدستور؟ لماذا تحاكمونني أنا ورفاقي بتهمة الانفصالية والمساس بالوحدة؟ من يحاكم من؟ من الذي قام بإعلان الحرب على الوحدة؟ من الذي استباح الجنوب بالقوة؟ من الذي قام بقتل الآلاف من الشهداء من أبناء الجنوب والأطفال والنساء؟ من الذي قام بنهب وتدمير القطاع العام والاستيلاء على الأراضي بالقوة؟ من الذي قام بتكسير الألوية العسكرية الجنوبية وتسريح قادتها وضباطها وجنودها؟ من الذي قام بالتسريح القسري لعشرات الآلاف من أعمالهم في القطاعات المدنية والخدمية؟».

وتابع يقول:«إن ما أطرحه عليكم الليلة يعتبر جزءا من مرافعة شفوية ودفوع قانونية كنت أقوم بإعدادها بذاكرتي في زنزانتي الانفرادية تحت الأرض ولأقدمها شفاهة أثناء المحاكمة الباطلة التي لم تستمر جلساتها، إن هذه القرارات هي مستندات وأدلة مشروعة للقول إن الوحدة السلمية قد انتهت بالحرب، أما الدليل الثاني فيتمثل بقررات الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية التي استنكرت الحرب الظالمة ورفضت فرض الوحدة بالقوة، ودعت الأطراف إلى الالتزام بالعودة إلى طاولة الحوار، ومنها قرار مجلس التعاون الخليجي في مدينة أبها في مايو 1994م ومن ثم قراري مجلس الأمن الدولي رقم 924 و931 في يونيو 1994م وكذا تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة غير العادية عام 95م وكذا قرار البرلمان الأوربي 97م».

وأكد أن «كل هذه المصفوفة القانونية أدانت الحرب على الجنوب وحذرت من فرض الوحدة بالقوة، وقررت العودة إلى طاولة الحوار وأن تبقى القضية قيد النظر إضافة إلى التزامات الحكومة في 7 يوليو 1994م وتعهداتها للأسرة الدولية إلا أن كل هذه القرارات والالتزامات ضربت عرض الحائط، لتمارس الغطرسة والكبرياء والاستقواء وسياسة القهر والإذلال ضد أبناء الجنوب طيلة 14 عاما، إلا أن أبناء الجنوب قرروا اتخاذ النضال السلمي وسيلة، رافضين الواقع المفروض عليهم بالقوة، متمسكين بقرارت الشرعية الدولية».

وأعلن المحامي يحيى غالب تضامنه الكامل مع المعتقلين السياسيين من أبناء الصبيحة الأبطال القابعين في سجن صبر المركزي. وطالب بالإفراج الفوري عنهم وعن المعتقل السياسي عبدالكريم الخيواني، كما طالب بإلغاء القيود المفروضة والحصار المعلن عن المناضلين د.ناصر الخبجي عضو مجلس النواب وصلاح الشنفرى عضو مجلس النواب والناشط السياسي شلال علي شائع، وعن جميع رفاقهم المحاصرين والمطاردين.

جانب آخر من المشاركين
جانب آخر من المشاركين
وشكر في ختام كلمته طلاب الجامعات والأساتذة الجامعيين الذين رفدوا الحراك الجنوبي بجهودهم وعطائهم، كما شكر الصحفيين والكتاب و جميع الصحف والمواقع الالكترونية و الأقلام الشريفة التي وقفت إلى جانب المعتقلين السياسيين وعلى وجه الخصوص صحيفة «الأيام» وكتابها ، وكذا إخواننا المغتربين وبالمنافي القسرية والطلاب بالخارج وكل شرائح المجتمع التي تابعت وتتابع وتدعم سير الحراك السلمي.

حضر المهرجان الأخوة محسن البديهي عضو الهيئة الإدارية لمحلي الضالع عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي، أحمد مسعد علي الأمين العام لمحلي الشعيب عضو اللجنة المركزية للحزب، د.عبده المعطري نائب رئيس الهيئة التنفيذية للحراك الشعبي بالضالع، وعبد الحميد طالب سكرتير منظمة الاشتراكي بالضالع عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى