وللفن أسراره .. فن يجسد الخوف ويبعث الرعب

> «الأيام» فاروق الجفري:

> المخرج السينمائي (ألفريد هيتشكوك) نقطة مميزة في تاريخ الفن السينمائي، نصف قرن من الأفلام هي نصف قرن من التشويق، تحولت إلى مدرسة فنية مميزة ومختلفة، حاول كثيرون تقليدها لكن اسم (هيتشكوك) بقي مختلفا مثل شكله، ومثل ضحكته الصفراء الساخرة.

ويوم توفى في أمريكا عام 1980 ترك فارس الرعب فراغا كبيرا وراء الكاميرا يصور أفلاما مخيفة يجسد الحسرة ويبعث الرعشة والقشعريرة في المشاهدين.

بعد نجاحه في إنجلترا غادر هيتشكوك موطنه الأصلي (إنجلترا) وتوجه إلى هوليوود في أمريكا عام 1940، حيث صور في ذلك العام فيلمه الشهير (رابيكا)، وكما فعل الجمهور الإنجليزي كذلك أيضا استقبله الجمهور الأمريكي.

فقد تعرفت أمريكا للمرة الأولى على عالم الغموض وأجواء الإجرام المعقدة، حيث تختلط الأسباب النفسية بالدوافع المالية والمشاكل العائلية، ويبدو صعبا على المشاهد أن يفك رموز اللعبة، لكنه يبقى مسمرا في مقعده، يتابع الفيلم باهتمام وذهول ويشعر بالخوف والرعب.

وكأن المخرج (هيتشكوك) يفرح ويشعر بالسعادة على قدرته على بعث الخوف والرعب في المشاهدين، ويفعل ذلك المخرج (هيتشكوك) ببرودة إنجليزية اعتادت أن تتحمل الصدمات بابتسامة صفراء مصطنعة، وقد أصر على أن يطبع ابتسامته الساخرة هذه على جميع أفلامه، فكان يطل في بداية الفيلم ويقدمه في عبارات مشوقة تزيد المشاهد حماسة وتضيف إلى رهبته رهبة.

لم يكن (هيتشكوك) بحاجة إلى أدوات حديثة أو تقنية عالمية معقدة ليخلق أجواء الخوف كما يفعل عدد من المخرجين في هذه الأيام، فعند (هيتشكوك) الخوف ينبعث من الداخل، والقشعريرة مصدرها نقطة تشويق يعتقد المشاهد أنه سوف يعرف نهايتها في أي لحظة، لكنها تمتد إلى نهاية الشريط السينمائي، وتجبر المشاهد على تحملها والعيش على أعصابه أو مغادرة صالة السينما.

عرف (هيتشكوك) كيف يعالج المواقف النفسية التي تهز المشاعر، وكان عالما نفسيا من الطراز الأول، لكنه كان يعالج الحالة وردات الفعل أكثر مما يدرس شخصيات أبطاله في الفيلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى