جامعيو وحاملو الشهادات بالمسيمير: أين السلطة ووعودها منا وأين الحياة الكريمة؟؟

> «الأيام» محمد مرشد عقابي :

>
تحول إلى بائع للبقل والكراث في سوق المسيمير بعد ما فقد الأمل في الحصول على وظيفة
تحول إلى بائع للبقل والكراث في سوق المسيمير بعد ما فقد الأمل في الحصول على وظيفة
فئات الشباب والخريجين وحاملي الشهادات المتنوعة الثانوية والجامعية في بلادنا وإلى اليوم لم تحظ هذه الشريحة بما تستحق بعكس كل المجتمعات والأنظمة في العالم التي تعطي هذه الشريحة جل الاهتمام والعناية والتقدير وتسعى للاستفادة منها وتسخير قدراتها ومهاراتها في سبيل خدمة مجتمعاتها.

في بلادنا يعاني هذا القطاع المهم والركن الأساسي المتين شتى أنواع الحرمان والعذاب وأبرزها عذاب التعليم ومرارة الوضع والتلاعب بالتوظيف بأساليب ملتوية ولا إنسانية يتجرع منها الخريج حامل الشهادة معنى المرارة الحقيقية والنكسة الكبيرة في كل عام عندما تعرض درجته للبيع في المزاد العلني من دون رحمة أو وازع من ضمير، وفي كل عام تأتي التلاعبات فيما يبقى الخريج في انتظار مستديم للوعود الهلامية من قبل سلطة لاتعرف تميز بين الصالح والطالح إلا بالفلوس، فهي الدرجة بعدما اندثرت المبادئ والقيم الإنسانية ودرجات التأهيل.

«الأيام» التقت عددا من خريجي الجامعات وحاملي الشهادات المختلفة من أبناء مديرية المسيمير الذين انطووا في صفحة النسيان بعدما أصبحت المبادئ لا وجود لها وأضحت الفلوس هي التي تحرك وتقلب صفحات الاستحقاق الوظيفي في المديرية.

> الجامعي باسم منصور ناصر، رئيس جمعية العاطلين عن العمل قال بحسرة: «نحن في مديرية المسيمير مهمشون ومبعدون ومحرومون من أبسط الحقوق، حيث ذهبت درجاتنا الوظيفية في أعوام سابقة لغيرنا عن طريق المتاجرة والبيع والشراء، والمؤسف أن أعضاء المجلس المحلي والهيئة الإدارية يتاجرون بوظائفنا لمن هم من خارج المديرية بالرغم من تكدس الخريجين من أبناء المديرية في مختلف التخصصات العلمية المهنية». وأضاف: «مسلسل المهزلة يتواصل بحقنا، ففي هذا العام بيعت درجاتنا الوظيفية لأشخاص من خارج المديرية والمحافظة في حين يتلوى ابن المديرية مرارة ولا أحد يرحمه أو ينصفه. وحتى الأراضي تم نصبها والسطو عليها ونحن في قارعة الطريق لم نجد من يلتفت إلينا أو ينظر لحالنا»، وتابع قائلاً: «نحن كخريجين جامعيين عاطلين نبحث عن المواطنة المتساوية والعيش الكريم والآمن، لكن الوضع الحالي والقائم في المديرية خاصة والوطن عامة لا يبشر بالخير وينذر بكوارث يكون ضحيتها بدون شك نحن الشباب، والدليل هو احتكار الوظائف الحكومية لمن هم في الحزب الحاكم ولأولاد المسؤولين وأصحاب النفوذ والمحسوبين على أصحاب القرار المتنفذين، كما أن سياسة القبول في كليات الشرطة والحربية والطيران ومعهد القضاء تحتكر لأبناء المشايخ والوجاهات وأولاد المسؤولين فيما يظل الطالب المبرز والمبدع والذكي من شريحة أبناء الجنوب والفقراء ممن ليس له أي سند يأخذ بأمنيته وطموحه يظل مرميا ولا أحد يلتفت إليه في حين يتم تجاهل كل النسب والمعدلات الدرجات عند مقارنتها بالجاه والوساطة، ومن المؤسف أن هذه الكليات وبشكل خاص تحرم علينا نحن أبناء محافظات الجنوب وتوهب لغيرنا وكأنها أصبحت ملكاً لهم لوحدهم وحكراً عليهم لا لغيرهم». وقال: «إننا نؤكد على ضرورة مراجعة السلطة الحاكمة لمثل هذه السياسات الظالمة والقاهرة بحقنا وبحق غيرنا من حاملي الشهادات الجامعية الذين ضحوا بسنوات أعمارهم في سبيل الحصول على العلم لبناء هذا الوطن ويجازون اليوم برميهم في الشارع وبيع وظائفهم أمام أعينهم من قبل سلطة ظالمة هم قادتها الفلوس فقط ، وليس التميز والعلم ودرجات الذكاء الجامعي».

> ماجد سفيان صالح، بكالوريوس لغة عربية قال:«هناك ظلم متعمد وإهمال كبير لشريحة الشباب حاملي الشهادات من أبناء المديرية والتي كان آخرها مهزلة بيع درجاتنا الوظيفية لمن هم من خارج المديرية وليس من أبنائها».

وأضاف: «استحوذ كبار قيادة السلطة المحلية بمن فيهم أعضاء الهيئة الإدارية بالمديرية على وظائفنا وقاموا ببيعها لأناس من غير أبناء المديرية هذا العام والعجيب أن المسؤولين وأعضاء المجلس المحلي للمديرية لم يكتفوا بنهب واختلاس المال العام وأموال مشاريع المديرية، لكنهم تمادوا في طغيانهم وطال فسادهم وجشعهم ليصل إلى وظائفنا نحن الشباب الفقراء الذين ليس معنا إلا لله و«الأيام» لنشكي إليها واقع هذه المهزلة المتكررة موسمياً». وتساءل قائلاً: «إلى متى سنظل نشاهد هؤلاء يتاجرون بوظائفنا ونحن لا حول لنا ولا قوة فإلى متى سنقف لا نتحرك أمام هؤلاء السماسرة المتاجرين والمتلاعبين بحياتنا وهم يزاولون مهنتهم كل عام المتمثلة ببيع درجاتنا الوظيفية إلى متى؟».

وقال في ختام حديثه: «إننا ندعو الله أن ينزل حكمه على هؤلاء اللصوص وأن ينهي الظلم قريباً كون العشرات والمئات من الخريجين عاطلين عن العمل تمر عليهم الأيام والسنوات من أعمارهم وهم لايجدون أبسط معاني الحياة الكريمة وأسس العيش الكريم».

> الجامعي محمد حربي عبدالله خريج عام 94م تطرق إلى القصص التي لا يزال يتجرعها الشباب الخريجون منذ العام 94م قائلاً: «منذ ما بعد هذا العام وطريقة توزيع الدرجات الوظيفية غير عادلة، حيث يتم الاستحواذ على الوظائف من قبل المسؤولين وبيعها لأشخاص من خارج المديرية على حساب أبنائها ولا ندري ما السبب أهو ضعف الوازع الديني أم عدم الخوف من الله في عباده».

وأضاف: «هناك الكثير من الخريجين من أمثالنا منذ ما بعد عام 94 لا يزالون مرميين في الشارع والدولة تصم آذانها عن الشباب وحاملي الشهادات عدا تلك الوعود الكاذبة والتصريحات التي تعتاد السلطة أن تطلقها أيام الانتخابات لتخدير الشباب والمجتمع والتي من خلالها تضحك السلطة على ذقون الغلابى والمقهورين». وقال:«إن أبناء المحافظات الجنوبية جميعاً كانوا في السابق يعيشون في ظل نظام يحترم الشعب ويوفر لأبنائه سبل العيش الكريم ومنها فرص العمل من بعد الثانوية العامة وكذا الالتحاق بكل سهولة بالكليات والمؤسسات الحكومة بينما كان التعليم مجانا وبعد حرب صيف 94م تغير كل شيء، حيث يعاني منذ ذلك الحين الكثيرون الظلم والحرمان والحياة المزرية الكئيبة، فذهبت الحقوق وسخرت الوظائف لأبناء المسؤولين وأصحاب المناصب القيادية والمتنفذة على الرغم من عدم امتلاكهم أي مؤهلات مقارنة ببعض الشباب المحرومين وهنا تكمن المفارقة العجيبة». وقال:«يحدونا الأمل لانتزاع حقوقنا ووظائفنا بطريقة سلمية وحضارية في إطار النضال السلمي بعدما ضقنا ذرعاً بالوعود الكاذبة للمسؤولين». وأوضح قائلاً: «نحن كخريجين جامعيين من أبناء المديرية لدينا وثائق تكشف وتفضح تلاعب الهيئة الإدارية وأعضاء السلطة المحلية بالمديرية ببيع وظائفنا لغير أبناء المديرية المستحقين لها»ى. وأضاف: «لدينا ما يثبت أن الدرجات الوظيفية في المديرية تخضع للمحسوبية والرشوة لأناس من خارج نطاق المديرية وكذا قطع بطائق هوية مزورة لمن هم من محافظات ومناطق أخرى بهدف تسهيل مهامهم للوصول إلى الوظائف وتيسير بيعها لهم ونؤكد بأننا سنواصل نضالنا السلمي ولن نسمح للمتلاعبين والمتاجرين بمستقبلنا بأن تمر علينا فعلتهم مرور الكرام وسنعمل على ذلك حتى يتم الاستجابة والرضوخ والاعتراف بمطالب الشباب ويتم معالجة المظالم التي يتعرضون لها من قبل فئات الفساد في المسيمير». .

> الجامعي جميل علي قائد، خريجي عام 94-94م تداخل معنا قائلاً:« صحيح أن المعاناة تولد الإبداع ومن يشاهد ويتعرف على أحوال الخريجين والعاطلين عن العمل اليوم سيصاب من دون شك بالدهشة والحيرة فأين السلطة ووعودها منا ومن أمثالنا من شريحة الشباب ممن يحملون الشهادات العليا ويعملون في المطاعم والورش والبقالات ويتسكعون في الشوارع» وقال:«للأمانة أن هناك العديد من الشباب الجامعيين قد أصيبوا بحالات نفسية جراء عدم توفر فرص عمل لهم وبسبب المتاجرة بحقوقهم ووظائفهم، حيث إن بعضهم قد مضى على تخرجهم عشرات السنين وبلغ بهم العمر عتيا ومضى عليهم قطار الزواج وفاتهم، وآخرون تركوا التعليم الجامعي بسبب التكاليف الباهظة وسوء الوضع الاقتصادي في البلاد، وجامعيون آخرون ليس لهم مأوى يسكنون فيه وأراضي المديرية والمحافظة يسطو ويستحوذ عليها المتنفذون، بل أن البعض لا يملك ريالا واحدا في جيبه يأكل منه لقمة كريمة»، واستدرك قائلاً: «حتى البعثات الخارجية والسفريات للتعليم في الخارج مخصصة لأبناء المشايخ والمتنفذين وحتى اليوم لاندري كيف تدار معاملاتها، فحتى مصنع الأسمنت الواقع في إطار المديرية يجلب العاملين من محافظات أخرى، أما شباب المسيمير وعموم مناطق الحواشب فإنهم يتسكعون ويترددون من دون أن يجدوا من يسمع آهاتهم ونداءاتهم»، وقال: «رغم ما أصابنا وأصاب الكثير من خريجي المديرية الجامعيين من يأس وقنوط وإحباط وتذمر نتيجة المتاجرة بوظائفنا وبيعها لأناس لاتربطهم أي صلة بالمديرية وأبناءهم إلا أننا نعاهد الله بأننا سنواصل نضالنا في سبيل نيل حقوقنا بطرق سلمية ولن نتخلى عن نهج النضال السلمي كونه السبيل الوحيد للمقهورين الذي يهز عرش الظالمين».

مقتطفات ختامية

أجمع الشباب والخريجون في نهاية اللقاءات بهم على القول:«مطالبنا واضحة والسلطة تجيد العزف على وتر الأكاذيب وتنسج رؤى الإقناع لهز العواطف وأصبحت ألاعيبها مكشوفة أمامنا وأمام غيرنا ونهيب بكل شباب الوطن والجنوب خاصة الوقوف في وجه المظالم والعمل على نزع حقوق الشباب من أفواه الفاسدين».. وقالوا: «إن النظام القائم يلعب بعقول العاطلين ويستخف بقدرات وكفاءات الشباب الخريجين وإننا لن نقبل بأي شكل من الأشكال الخضوع لهذه التعسفات وسنقف أمامها بصمود واستماتة وسنناظل لنيل حقوقنا كشباب مقارنة بشباب بلدان العالم مهما كلفنا ذلك من ثمن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى