> «الأيام» محسن محمد عيدروس - شبوة

يا ريت البحر الأحمر مرق ** والصحراء الوسيعة هريس ** لما تشبع بطون السرق ** دي كلوا راتب خميس

هذا ما جادت به قريحة خميس المواطن البسيط.. الذي نهض من فراشه صباح ذلك اليوم منتشياً.. فرحاً.

خميس المواطن الكادح ذو الدخل المحدود الذي يعد الأيام عداً، وتمر ثوانيها عليه كأنها أيام بانتظار هذا اليوم، خرج خميس من منزله وابتسامة الانتصار لا تفارقه بل إنها سبقت الانتصار نفسه!!.

وما أن وطأت قدماه عتبة باب مبنى الدائرة الحكومية التي سيستلم منها راتبه حتى رأى بوادر النصر تلوح أمامه.. وأن معركته مع الأيام التي كان يعدها لم يبق لها إلا لحظات وستنتهي. لكن خميس (المعاق أصلاً).. الغارق في أحلامه (المشروعة) لم يدر بخلده أن هناك من قد اغتال تلك الأحلام بل ووأدها في مهدها.. فلوبي الفساد من عديمي الضمير وضعيفي الإيمان الموجودين في هذه الدائرة قد أكلوا راتبه، عندها جادت قريحته بالأبيات أعلاه.