> باريس «الأيام» رويترز :

بدأت أمس الإثنين محاكمة ابن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران ووزير داخلية سابق وعدد آخر من الرجال الذين كانوا يوما ينتمون الى اقوى الدوائر الفرنسية بشأن بيع اسلحة بقيمة 790 مليون دولار لانجولا.

وتركز القضية على اثنين من تجار السلاح هما الفرنسي بيير فالكون والاسرائيلي اركادي جايداماك اللذين باعا السلاح الى حكومة انجولا ابان الحرب ضد متمردي الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام )أونيتا( في اوائل التسعينات من القرن الماضي. ويواجهان الاتهام بدفع اموال الى شبكة من الساسة من ذوي الاتصالات لمساعدتهما الى جانب الاتجار في السلاح.

وتعد القضية المسماة "انجولاجيت" واحدة من عدة قضايا لطخت سمعة فترة ولاية ميتران الاشتراكية التي استمرت 14 عاما وانتهت في عام 1995 وشملت شخصيات سياسية من اليمين واليسار وحتى كاتب الروايات المثيرة بول لوب سوليتزر.

وتعتبر المحاكمة ايضا مصدرا للتوتر بين باريس ولواندا حيث يحكم انجولا الرئيس خوزيه ادواردو دوس سانتوس وجبهة مبلا منذ عام 1979. وارسلت انجولا محامين الى فرنسا للمطالبة بالغاء المحاكمة مشيرة الى اسباب تتعلق بالأمن القومي الانجولي.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة لأنجولا في مايو ايار انه يريد "طي صفحة سوء التفاهم في الماضي" في محاولة لتهدئة العلاقات.

ومن بين 42 شخصا في قفص الاتهام يوجد الابن الاكبر لميتران جان كريستوف الذي عمل مستشارا لوالده في الشؤون الافريقية لمدة ست سنوات ووزير الداخلية اليميني السابق شارل باسكوا والمستشار السابق للرئيس جاك اتالي.

ويشتبه في ان الثلاثة حصلوا على رشا لتسهيل عقد الصفقات وتتراوح بين 160 الف دولار في حالة اتالي و 2.6 مليون دولار لميتران الصغير.

ويحاكم ميتران بتهمة "التواطؤ في تجارة غير مشروعة للسلاح" بينما يواجه باسكوا واتالي تهمة تلقي مكافآت غير مشروعة من تجار السلاح.

ونفي ميتران وباسكوا واتالي هذا الاتهام قائلين ان المبالغ المدفوعة كانت مقابل اجراء دراسات او لأسباب اخرى مشروعة.

واشترى جايداماك المقيم في اسرائيل ويحاكم غيابيا مع فالكون دبابات وطائرات هليكوبتر وقطع مدفعية والغاما وقاذفات لهب واسلحة اخرى من اوروبا الشرقية وباعوها الى انجولا عبر شركة مقرها في باريس وفرعها الموجود في سلوفاكيا.

ويقول ممثلو الادعاء ان الصفقات كانت في حاجة الى تصديق رسمي وهو ما ينفيه محامو الدفاع ربما بدعم من وزير الدفاع الفرنسي الحالي ايرفي موران.

وكتب موران الى محامي فالكون في يوليو تموز قائلا انه يعتقد انه لم يتم تسجيل اي تجارة غير مشروعة في الاسلحة لأن السلاح لم يمر عبر فرنسا.

ويعتزم محامو الدفاع استخدام هذه الحجة في المحكمة لكن ممثلي الادعاء يقولون انه لما كانت الصفقات نظمت في فرنسا فان الجريمة ارتكبت هناك.

وانتهت الحرب الاهلية في انجولا التي استمرت 27 عاما بمقتل زعيم اونيتا جوناس سافيمبي على ارض المعركة في عام 2002.