!أيها الرئيس.. لاتغادر حضرموت

> علي سالم اليزيدي:

> لعلنا بهذا النداء وبكل ما فيه من تقدير للأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وهو يزورنا، نقف أمام هذه الزيارة، وما أحدثته من تحطيم لقوالب وعقول الجمود والخوف والتراجع في حضرموت.. نعم، لقد جاءت هذه الزيارة والصراحة والجرأة والصوت العالي لطمة في وجه الكسالى المتراجعين عن أداء عملهم وقراراتهم وعلاقاتهم مع الناس البسطاء الفقراء، وإيقاظا لمن قضى زمنا نائما على مقعد السلطة والمنصب، وماتت في جسده المشاعر بالواقع ومعاناة الناس.. وكيف هذا ولماذا؟!.

لنقولها بصدق، موجة عارمة من الارتياح سادت الشارع الحضرمي وكل الشوارع والساحات المجاورة في جدة والإمارات وماليزيا ونيروبي، حيث يصل الصوت ويسكن القوم ويمتد التاريخ، لقد تبادل الفقراء، أولئك الذين يحملون ملفاتهم بشكل يومي بين المرافق الحكومية الخدمية، حيث يجلس القائمون الصامتون الجامدون المسئولون غير عابئين بصراخ الفقراء والباحثين عن المأوى في مدينتهم، وفجأة انقشعت السحابة وشق صوت الرئيس علي عبدالله صالح الطريق، بل فتح الملفات المتفائلة وأغلق ومزق الأوراق الكاذبة، دق الحديد وهو ساخن حقا، وأعلن- بإرادة عرفناها عنه وجرأة هي أساس حكمه وصدقه- أن على العقار ومن يديرها معالجة مسألة الأراضي في حضرموت، وإعطاء الناس (كل الناس) الأرض للسكن، حيث يأمن الأطفال والأمهات، ويفتحون كراساتهم للدراسة، وتطمئن العائلة ويهدأ الأب.

قال الرئيس وسمعه الجميع وذاب الجليد، فمن لم ينصت بعد يرفع يده لنعرفه. نعم، قالها الرئيس لحظة وقوفه أمام المكلا وكل حضرموت، أمام المواطن وجها لوجه، لم يأخذ وقتا حتى تنعق الأصوات المعرقلة والتي تسمم الأجواء وتنشر ثقافة الجمود والركود والتراجع والكيد السياسي والإداري ضد حضرموت وأهلها الوديعين، الذين طال انتظارهم أمام (مصلحة العقار بالمكلا وسيئون والشحر والغيل)، في لحظة شجاعة أراد منها فخامته أن تأتي في وقتها، ووصلت إليه كل المعلومات وبحسن اطلاعه وقربه من أوجاع المواطن، جاء موضوع الإفراج عن حق المواطن في التوثيق والحصول على سكن صريحا وحقيقيا.. قال من حق تلك العجور المسنة أن تسكن فهذا وطنها، ومن حق الشاب التأهل للحياة، ومن حق المستثمر الحصول على الأرض وتوظيف المال لمنفعة المجتمع والتنمية والبلد.

قال ما يكفي حتى نفهم من يقف في وجه الوطن، ومن أصاب حضرموت بكل هذا الجمود الذي لايخدم الانفتاح الاقتصادي ولا مزاولة السياسة، بل يزيد من مخاوف الناس.. لقد وضع السؤال: من يحول الوظيفة إلى خوف وجمود، بينما السلطة من أجلّ الناس بين يديه، ومن هذا الذي يغلق الأبواب والعقول، وتأكله مزايا المنصب وشلة (العراري)، ثم لم يعد يستطيع النهوض ولا مواجهة مسئولياته، وعندها ينهار ويتسبب في معاناة للحكم والدولة والتنمية والناس؟!.

أيها الرئيس.. لاتغادر حضرموت! ألم تلحظ ما حكته العيون، وما دار من أحاديث يومئذ في غيل باوزير والحامي والريدة وحجر وشحير، كل هؤلاء كانوا يعلمون أنكم قريبون منهم، لهذا فقد انفتحت أسارير الناس، وجاءت البشارة المبكرة.. أليس سعيدا ذلكم المواطن سائق الباص وهو الذي انفرجت لديه الأزمة؟ ومثله في سوق السمك، والموظف البسيط، والمرأة وأطفالها.. هؤلاء الفقراء عشاق الوطن، كل هؤلاء سعداء لحظة إعلانكم الكريم إزالة الأقفال وفتح الأبواب، وخلق الطمأنينة لدى المواطن، بدلا من التهديد بالمنع والسجن وأوامر الحضور والتخويف، وظهور النصابين ولصوص الأراضي والمستفيدين من الجمود، والأثرياء المحتالين أو (العراري) التي تهاجم كل شيء دون ضمير ولا حياء!.

نعم، قالها من في المقهى أو في دكان المكلا، أو في شارع الشرج والديس، قالوا جميعا: أيها الرئيس لاتغادر حضرموت، انتظر رويدا، خذ معنا بعض الوقت فقط لاتغادرنا فجأة، نحن الناس، الشعب، ومع تقديرنا لمن هو في موقع المسئولية بالمحافظة من المحافظ ورجال الدولة، لقد مر علينا زمن من الجمود والأبواب المغلقة، وصنوف المحتالين (عراري) الظلام وبائعي الكلام، ولهذا نقول شكرا أيها الرئيس منا نحن حضرموت صوت السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى