ممثلة مفوضية اللاجئيـن:125 ألف صومالي فـي اليمن لكنه لا يعكس الرقم الحقيقي

> صنعاء «الأيام» أحمد عبدالله اللحجي:

>
صورة من الأرشيف للعاملين بمنظمة أطباء بلا حدود يقدمون الإسعافات للنازحين من الصومال
صورة من الأرشيف للعاملين بمنظمة أطباء بلا حدود يقدمون الإسعافات للنازحين من الصومال
أكدت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى بلادناكلير بورجوا، أن علاقات التعاون الإنساني المشترك بين المفوضية واليمن ممتازة فيما يتعلق بسياسات وبرامج تقديم المساعدات الإنسانية والدعم والرعاية الصحية والاجتماعية للاجئين الصوماليين في اليمن.

> كيف تقيمين أوضاع اللاجئين الصوماليين في اليمن؟

- أوضاع اللاجئين الذين يقيمون في المناطق الحضرية تعتبر جيدة إلى حد ما، وذلك نظرا لوجود بعض التسهيلات المتاحة لهم، كونه بإمكانهم الاندماج بسهولة مع المجتمعات المحلية من حيث تمكنهم من مزاولة عدد من الأنشطة المهنية التي تؤدي إلى الاعتماد على أنفسهم، وكذا تحسين ظروفهم المادية والمعيشية إلى حد ما مقارنة ببعض اللاجئين الآخرين في المخيَّم.

> هل المفوضية تقدم مساعدات إنسانية لهؤلاء اللاجئين؟ وما نوعها؟

- نعم. تقدم المفوضية المساعدات الإنسانية الضرورية لهؤلاء اللاجئين، خاصة الفئة التي تقيم داخل المخيم، إلا أن الحياة المعيشية لهذه الفئة من اللاجئين تبقى محصورة في إطار الأوضاع الصعبة نوع ما، حيث خصص لهذا العام 2008 مبلغ وقدره 10 ملايين دولار في تنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة في عدد من المجالات وفقا للبرنامج المحدد لذلك.

> يقال إن عدد اللاجئين وصل إلى المليون, كم عددهم بالضبط؟

- هذا الرقم ليس له أساس من الصحة، فكوني ممثلة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن كل ما يمكن أن أقوله وأجزم به أن عدد اللاجئين الصوماليين الذين دخلوا عبر مراكز الاستقبال والمسجلين لدى المفوضية بلغ 125 ألف لاجئ، إن هذا الرقم لا يعكس الرقم الحقيقي لعدد اللاجئين نظرا لكون بعض اللاجئين الذين يصلون إلى اليمن لا يعبرون عبر مراكز الاستقبال الرسمية ولا يتم تسجيلهم من قبل المفوضية، إن الرقم الذي أدليت به سابقا هو الرقم الخاص بعدد اللاجئين الذين يتم تسجيلهم من قبل المفوضية.

هناك تضارب حول العدد الحقيقي للاجئين في اليمن، ولكن العدد الموجود والمقيد لدى المفوضية والذين تم تسجيلهم مبدئيا لدى مكتبها أثناء دخولهم لليمن مرورا عبر مراكز الاستقبال الرسمية المخصصة لذلك والتي تشرف عليها المفوضية هو الرقم المسجل رسميا لديها كما أسلفت في البداية.

> وماذا عن غير المسجلين لديكم؟

- من الصعوبة الجزم بإعطاء رقم محدد كون نسبة منهم قد يكونون عبروا الحدود اليمنية إلى إحدى دول الجوار.

> يعني تحول اليمن إلى محطة ترانزيت بالنسبة للصوماليين؟

- نحن هنا موجودون كمفوضية، نقوم بمساعدة الجهات الحكومية اليمنية بهدف التعامل مع القضايا الخاصة باللاجئين وطالبي اللجوء السياسي، كما أننا نقر بأن بعض اللاجئين الصوماليين أو من منطقة القرن الإفريقي، هم الذين يتخذون من اليمن نقطة عبور (ترانزيت)، وذلك لمواصلة رحلاتهم، والذين ينتهي بهم المطاف إلى عدد من الدول الأوربية أو العربية المجاورة لليمن، وفي حالة القبض على هؤلاء اللاجئين عند عبورهم حدود الدول المعنية، فإن هذه القضية أساسا تقع على عاتق تلك الدول التي من واجبها إحكام السيطرة على حدودها، حيث لا يمكن أن تتدخل المفوضية أو تتحكم في تدفق الموجات البشرية من اللاجئين.

لاجئون صوماليون يتم ترحيلهم في شاحنة بعد وصولهم اليمن إلى مخيم اللاجئين بأحور
لاجئون صوماليون يتم ترحيلهم في شاحنة بعد وصولهم اليمن إلى مخيم اللاجئين بأحور
> ماذا عن النساء الصوماليات اللاتي يمارسن مهنة التسوّل؟

- إن المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين لدى اليمن تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين واللاجئات تحديدا. وفيما يخص الأطفال تسعى المفوضية جاهدة من خلال سعيها الدءوب بهدف إلحاق هؤلاء الأطفال في مجال التعليم، وكذا تولي اهتمامها الخاص بالرعاية الصحية والمعيشية لهذه الشريحة من الأطفال.

> ما هو الحل المناسب للحد من هذه الظاهرة؟

- المفوضية لديها سياسة خاصة فحواها «أن اللاجئ إذا أراد أن يتلقى كافة المساعدات الإنسانية اللازمة من قبل المفوضية عليه التوجه إلى المخيم الخاص به»، غير أن عددا كبيرا من هؤلاء اللاجئين الصوماليين، يفضلون البقاء في المناطق الحضرية، وذلك عن طريق تجولهم في شوارع المدن الفرعية والرئيسية وأحيائها بدلا من الالتزام والبقاء في مخيماتهم بهدف الاختلاط والامتزاج بالمجتمعات المحلية لكسب استعطاف الناس من خلال أسلوب التسول، أو لأن هذه المهنة لا تكلفهم جهدا، وأنها أسهل طريقة للكسب المادي السريع والسهل بالنسبة للاجئين.

إن هذه الظاهرة التي تدنو لتصبح قضية تحمل في ثناياها آثارا وإفرازات سلبية وأخلاقية خطيرة على سطح المجتمع اليمني لا يمكن حصرها باللاجئ فقط، ولكن مثل هذه المسألة يمكن أن يمارسها ويقوم بها أي شخص كان، ومن أي جنسية دون تميز سواء أكان صوماليا أم يمنيا أم غيره.

> ماذا عن المخصصات المالية التي تصرفها المفوضية؟

- المفوضية لا تعطي أموالا أو رواتب شهرية يتم صرفها من قبلها للاجئين، فكل ما تقوم به خاصة للاجئين في المناطق الحضرية هو تقديم المساعدات الإنسانية المتمثلة بتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية والحيوية في مجالات: التغذية والصحة والتعليم والتأهيل والتدريب المهني والرعاية والاهتمام بالأطفال، وكذا عدد من المشروعات التي تقوم المفوضية بتنفيذها والتي تأتي بمردود إيجابي للاجئين، خاصة فيما يساعدهم في تحسين حياتهم المعيشية وتخفيف معاناتهم وظروفهم، والتي نراها ضرورية وإدراجها في البرنامج المخصص وبلورتها في مشروعات سنوية وفقا لسياسات المفوضية في هذا الجانب.

> على عاتق من تقع مهمة توفير الحماية لهؤلاء اللاجئين؟

- طبعا تقع مسؤولية توفير الحماية للاجئين على عاتق الدولة المستضيفة لهؤلاء اللاجئين، في حالة إن كان اللاجئ مسجلا لدى مكتب المفوضية أو الجهة الحكومية المعنية بذلك تكون هي المسؤولة عن ذلك، أما في حالة اللاجئ الذي لم يقم بتسجيل اسمه رسميا (وهذا الأمر يعود إليه) فهو ليس بحاجة إلى توفير الحماية له، في مثل هذه الحالة يمكن للاجئ أن يعرض نفسه للمشاكل القانونية، ودفاعا لذلك ينبغي له أن يحمل وثائق قانونية رسمية لإثبات هويته من أجل توفير الحماية له ولأسرته.

> تقومون بزيارات متفرقة للمخيمات، ماذا تحمل في طياتها؟

- زيارتنا الميدانية للمخيمات تأتي بهدف التعرف والاطلاع عن قرب على أوضاع اللاجئين الصوماليين وتلمس معاناتهم. تشمل الزيارة مخيمات اللاجئين الصوماليين في كل من محافظات: عدن، لحج، أبين، شبوة، حضرموت.

وتعتبر زيارتنا هذه ذات أهمية، خاصة كونها تتكون من وفد حكومي رسمي برئاسة الدكتور علي مثنى حسن، نائب وزير الخارجية رئيس اللجنة العليا لشؤون اللاجئين، وأعضاء اللجنة العليا لشؤون اللاجئين، وهي المعنية برسم السياسات الخاصة والمتعلقة بالتعامل مع أوضاع اللاجئين الصوماليين في مخيمات البساتين بعدن ومخيم خرز بمحافظة لحج ومخيم اللاجئين في أبين ومخيم ميفعة بشبوة، وكذا مخيم اللاجئين بمدينة المكلا في حضرموت.

طفلة صومالية تستريح مع أسرتها بعد عناء الرحلة إلى سواحل اليمن
طفلة صومالية تستريح مع أسرتها بعد عناء الرحلة إلى سواحل اليمن
> من أين بدأت الزيارة؟

- كانت بداية زيارتنا الميدانية الاستطلاعية وفق برنامج زيارة اللجنة المشتركة للاجئين الصوماليين في منطقة البساتين بمديرية دار سعد في عدن، حيث اطلعنا من خلالها وعن قرب على الظروف المعيشية والصحية والتعليمية للاجئين في هذه المنطقة، باعتبارها أحد المراكز المخصصة للاجئين الصوماليين في عدن، وتعرفنا على قضاياهم المتعلقة بظروفهم ومعاناتهم وأوضاعهم كلاجئين منذ استقرارهم في هذه المنطقة منذ عام 1992.

> متى تنتهي معاناة الأشقاء اللاجئين الصوماليين؟

- من الصعوبة بمكان إيجاد حل سريع ونهائي لقضية اللاجئين الصوماليين في اليمن، لأن ذلك ليس بيد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولكن يتم تبادل المشورة والجهود والتنسيق مع الحكومة اليمنية حول البحث عن سبل لإيجاد حل لهذه القضية الإنسانية. إن هذه القضية لها جذورها السياسية ولا يتوقف حلها على الجهود اليمنية فقط بل يتطلب ذلك معالجات سياسية من خلال إيجاد مصالحة حقيقية بين القوى السياسية داخل الصومال، وكذا من خلال جهود يبذلها المجتمع الدولي بهدف إيجاد حل سياسي جاد وحاسم للمصالحة الوطنية بين الفرقاء الصوماليين، وهذا يحتاج إلى قرار سياسي لضمان الاستقرار السياسي والأمني للمجتمع الصومالي بكل فئاته وشرائحه المختلفة ككل، وهذا هو المطلوب.

> كيف تقيمون علاقات التعاون المشتركة بين المفوضية والحكومة اليمنية؟

- علاقات التعاون الإنساني المشترك، فيما يتعلق بموضوع اللاجئين بين المفوضية والحكومة اليمنية، ممتازة، وذلك من خلال التنسيق بين الجانبين خاصة فيما يتعلق برسم السياسات ووضع البرامج فيما يخص تقديم المساعدات الإنسانية أو الدعم والرعاية والتسهيلات التي تقدمها الحكومة اليمنية، وكذا العمل المشترك فيما يتعلق بالمساعدات الدولية المقدمة من قبل عدد من المنظمات الدولية لهؤلاء اللاجئين في اليمن، بالإضافة إلى التعاون الثنائي المشترك في وضع البرامج والخطط الخاصة بتنفيذ المشروعات المتنوعة والحيوية للاجئين. سبأ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى