وهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟!

> مقبل محمد القميشي:

> لاشك أن الشعب اليوم يدرك تماما أكثر من أي وقت مضى مصلحته ومصلحة وطنه وخاصة في الجنوب، إذ استفاد من قيام الوحدة دروسا بليغة، وبالتحديد بعد حرب صيف 94م، فالشعب لم ير منذ هذا التاريخ (اللحظة) إلا الكذب والتضليل والافتراء والنهب ثم القمع والقتل والاعتقالات.

وقبل هذا وذاك الاستحواذ على أملاك الغير وعلى الوظائف العامة بقوة سلطة القبيلة واستغلال سياسة (فرق تسد) بين أبناء المحافظات الجنوبية.

أما الانتخابات فهي كعهدنا بها منذ ما يقارب ثمانية عشر عاما، مثلها مثل الخطاب السياسي نفسه، لا فرق بينهما حتى اللحظة.

ومن ثم كيف للشعب أن يصدق اليوم أن صناديق الاقتراع يمكن أن تكون حكَما- كما تدعي السلطة- وخطابها السياسي الموجه للخارج قبل الداخل؟ بينما حقيقة الأمر لا، فلم تحسم نتائج صناديق الاقتراع سوى قوى الأمن والجيش التي تسيرها السلطة لخدمة الحزب الحاكم.

لذلك تعلمنا كشعب وفهمنا وأدركنا أين تكمن مصالحنا ومن يحاربنا في قوتنا (أرزاقنا) وقوت أبنائنا، من يريد أن نكون له اليوم عبيدا مسخرين لخدمته، ويكون أبناؤنا من بعدنا غدا رقا لأبنائهم من بعدهم.

لقد أدركنا أين هي مكامن الخلل، وأين توجد، فوجدناها تكمن فينا كشعب، إذ صدقناهم مرات ومرات، ولم يصدقوا ولو مرة، لذلك، لايمكن للمؤمن أن يلدغ من الجحر نفسه مرتين. من هنا كان لابد لنا من وقفة عامة لتقويم ما فينا من تقصير تجاه حقوقنا (المشروعة)، خاصة أن أبريل 2009 بات وشيكا. هذه الوقفة هذه المرة نريدها أن تكون جادة لتتضح معالم المستقبل، المستقبل الذي نختاره نحن بإرادتنا لا أن يفرضه علينا أحد، فإما أن نختار من يقودنا نحو مزيد من الجوع والفاقة والفقر والأنين، أو أن نختار من يقودنا إلى مستقبل يتحقق فيه ما كنا نحلم به لنا ولأجيالنا- أبنائنا من بعدنا وأحفادنا- خاصة أننا لم نستطع اليوم أن نفعل شيئا لنا، وذلك أضعف الإيمان.

فعلينا، إن وجدنا أن الانتخابات ستعيد إنتاج واقع اليوم والأمس، بـ(خيار) المقاطعة حتى لانتحمل وزرا ولانشهد زورا.

وبالمناسبة أتساءل إذا كان أبريل يبدأ بـ(كذبة) عرفناها (كذبة أبريل من كل عام)، فما المانع أن يتوسط أبريل فوضى؟ لكن المحذور والخوف أن تأتي بنهايته أو ينتهي بمعركة تحسمها (قوات الشرعية)- حسب العادة- وذلك ما سيثبته أو العكس أبريل 2009، تمت المقاطعة أم تمت المشاركة، لسبب بسيط أن اليمن لاتحكمه العقول حتى وإن كان (يمن الحكمة). هذا ما عرفناه على مر التاريخ، القوة فوق كل شيء، مهما حاولنا إنكار الواقع.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى