محاولات لتطويق السجال بين علماء سنة وشيعة على هامش "مؤتمر القدس" في الدوحة

> الدوحة «الأيام» فيصل البعطوط :

>
تستعد مراجع اسلامية سنية وشيعية لعقد اجتماع طارىء على هامش "مؤتمر القدس السادس" المنعقد في الدوحة، في محاولة لتطويق السجال الذي اندلع اخيرا بين علماء سنة وشيعة، فيما ارسلت ايران مبعوثا الى الداعية السني الشيخ يوسف القرضاوي، حاملا رسالة من مرشدها الاعلى اية الله علي خامنئي.

وقال نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة القدس عضو المكتب السياسي لحزب الله اللبناني حسن حدرج للصحافيين قبيل افتتاح المؤتمر "لدينا علم بان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سيعقد اجتماعا استثنائيا في الدوحة فور انتهاء مؤتمر القدس".

واضاف "ضمن اولويات مؤسسة القدس ايضا تجنيب الامة كل اشكال الانقسام فئوية كانت او مذهبية".

وذكرت صحيفة "العرب" القطرية في عددها أمس الأحد ان الشيخ يوسف القرضاوي "تلقى رسالة شكر شفوية من آية الله علي خامنئي، ابلغه اياها علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية في حفل الاستقبال الذي اقيم قبل انطلاق اعمال المؤتمر السادس لمؤسسة القدس".

ويشارك في المؤتمر من ايران الى جانب ولايتي نائب رئيس هيئة امناء مؤسسة القدس علي اكبر محتشمي، اضافة الى شخصيات شيعية عربية اكدت مشاركتها ايضا في الاجتماع الطارىء الذي يعقده الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

لكن الغائب البارز عن هذا الاجتماع سيكون آية الله علي تسخيري نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.

واستبق تسخيري انعقاد الاجتماع الطارىء بانتقاد تصريحات القرضاوي في موقعه على الانترنت,وقال في بيان صدر عن مجمع التقريب انه "في الوقت الذي تعاني فيه الامة الاسلامية من وجود التفرقة فان مثل هذه التصريحات تدفع الشعوب الاسلامية اكثر فاكثر نحو ذلك".

واعرب تسخيري عن "الاسف ازاء هذه التصريحات"، معتبرا انها "ناجمة ومتأثرة بالفئات المتطرفة التي تقدم للدكتور القرضاوي معلومات كاذبة".

وكان القرضاوي جدد ادانته لمحاولات ايران "غزو المجتمعات السنية الخالصة" بالفكر الشيعي، وذلك في رسالة طويلة نشرها الخميس الماضي ردا على ما قاله عنه المفكر المصري المعروف احمد كمال ابو المجد في صحيفة "الدستور" القاهرية في الثلاثين من ايلول/سبتمبر الفائت.

وكان القرضاوي هاجم في منتصف الشهر الماضي مراجع دينية شيعية انتقدت تصريحات كان ادلى بها عن المذهب الشيعي، واتهم وكالة الانباء الايرانية مهر التي نشرت اراء هذه المراجع ب"الاسفاف البالغ".

واشار تسخيري الى تصريحات صحافية للقرضاوي قال فيها ان "الشيعة مسلمون ولكنهم مبتدعون".

واستطرد قائلا "في تصريحات غريبة، يتحدث (القرضاوي) عن وجود خطر شيعي وان هذا الخطر سيجتاح الوسط السني ويهيمن عليه عبر انفاق اموال طائلة، في حين ان مثل هذا الخطر الوهمي والخيالي موجود فقط في اذهان المستعمرين والمجموعات المتطرفة".

وقال القرضاوي في جزء من رسالته الاسبوع الماضي ان "الخطر في نشر التشيع ان وراءه دولة لها اهدافها الاستراتيجية، وهي تسعى الى توظيف الدين والمذهب لتحقيق اهداف التوسع ومد مناطق النفوذ، حيث تصبح الاقليات التي تأسست عبر السنين اذرعا وقواعد ايرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وايران، وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لايران".

وفي حفل الاستقبال الذي سبق انطلاق اشغال "مؤتمر القدس السادس"، جلس ولايتي الى جانب القرضاوي، وقال له بحسب صحيفة +العرب+ "ابلغكم تحيات مرشد الثورة الاسلامية ووافر شكره".

واضاف "عندما وصلت الدعوة منكم استشرت سماحته فأمرني ان اشارك في المؤتمر، ويسعدني ان احضر هذا المؤتمر الهام تحت اشرافكم".

ووجه القرضاوي شكره لولايتي وقال "نحن سعداء بمشاركتكم، ونعتبر المؤتمر للامة الاسلامية كلها عربها وعجمها سنتها وشيعتها"، بحسب ما نقلت الصحيفة التي ذكرت ان الرجلين "جلسا متجاورين الى مائدة واحدة وتبادلا كلمات الترحيب عبر مترجم ايراني طوال حفل الاستقبال".

وكانت السفارة الايرانية في قطر اصدرت بيانا عشية المؤتمر قالت فيه ان "علي اكبر ولايتي المستشار الاعلى لقائد الجمهورية الاسلامية الايرانية وزير الخارجية الايراني الاسبق سيشارك في المؤتمر السنوي السادس لمؤسسة القدس بصفته ضيف الشرف بدعوة من فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس هيئة امناء المؤسسة".

وظهر الى جانب ولايتي والقرضاوي في الحفل كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وحارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق والاب عطاالله حنا مطران القدس وموسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحماس ومحمد هداية نور وحيد رئيس مجلس الشورى الاندونيسي والشيخ فيصل مولوي ومعن بشور والشيخ حميد عبدالله حسين الاحمر، وجميعهم من اعضاء مؤسسة القدس.

ويشارك في مؤتمر القدس السادس عدد من اعضاء مجلس امناء المؤسسة البالغ عددهم 150 والذين يمثلون 46 بلدا، واعضاء الشبكة العالمية للمؤسسة وعددها 120 مؤسسة تمثل 32 بلدا اضافة الى علماء ومثقفين واعلاميين ورجال فكر وسياسة واقتصاد واعمال. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى