يسجل مع المنتخب الانجليزي نجاحات لافتة .. كابيلو لم يهدر الوقت مع الحسناوات أو الموسيقى الكلاسيكية

> لندن «الأيام الرياضي» متابعات :

> إذا لم تكن إنجليزيًا، فإنك لا تدرك مدى المهمة الصعبة التي يواجهها المدير الفني لمنتخب انجلترا فابيو كابيلو..فآخر مباراة له قبل يوم السبت كانت فوزه 1-4 على منتخب كرواتيا الذي لم يخسر أي مباراة على أرضه.

وفي السبت الماضي وأمام حوالي 90 ألف من المشجعين في ملعب ويمبلي اكتسح المنتخب الانجليزي نظيره الكازاخستاني الذي يقع في مرتبة أدنى من بوروندي في ترتيب اتحاد كرة القدم الدولي 1-5.

وكانت وسائل الإعلام تتحدث عن حلاقة واين روني لشعر رأسه أكثر من تسجيله هدفين بعد عقم طويل. وقال كابيلو أن عينيه اتسعت عندما شاهد روني الأسبوع الماضي..وإنه لا بد أن يكون مرتبكًا على قدم المساواة مع النظرية القائلة إن جميع المديرين الفنيين للمنتخب الانجليزي باءوا بالفشل والضحايا كانت خارج إرادتها.

ومن المسلم به، أن هذه الفرضيات كانت في العادة من أعمال المديرين الفنيين السابقين مثل غيرهام تايلور وغلين هودل والسويدي سفن غوران أريكسون، لأن فشلهم كان في حدود إمكاناتهم، والذين يكونوا قد حوصروا لاحقًا في سوق الذرائع الوهمية لتحويل الأنظار عن الفشل في حياتهم المهنية بالحديث عن وظيفة مستحيلة هي أسطورة، ولكن أعيد التكرار مراراً أنه واحد من الذين اكتسبوا مصداقية غير مستحقة، لتصبح صناعة مربحة للمديرين السابقين الذين ليس من السهولة خداعهم.

لم يضع تايلور أي وقت عند الاعتراف في وثيقة «خدمة المصالح الذاتية» عن هذا الموضوع والذي نشرها الأسبوع الماضي، بسوء اختياره اللاعبين وأسلوب اللعب، لكنه توجه مباشرة إلى الهجوم بشدة على وسائل الإعلام والمديرين الفنيين للأندية وتأثير مسؤولي اتحاد الدوري الممتاز.

هودل، خلال مقابلاته، لم يذكر أن له تفسيرات شاذة للفلسفة الشرقية، إضافة إلى نشره أسرار غرفة تغيير الملابس، فقد جعلت منه شخصية لا تحظى بأي شعبية من عدد من كبار لاعبي منتخب انجلترا قبل أن تتم إقالته في منتصف الطريق في حملته للبطولات الكبرى..اريكسون، في الوقت ذاته، تحسر لاهتمام المصورين، ولكن أهمل شرح وجود عدد كبير من عدسات كاميراتهم، خصوصًا عن علاقته الغرامية مع الشخصية التلفزيونية البارزة أولريكا يونسون، عندما أشار إليها ريتشارد ديزموند مالك لمجلة إباحية.

أما كابيلو فلم يهدر الكثير من الوقت على السويدية مقدمة أخبار الطقس، أو على شريط الكاسيت للموسيقى الكلاسيكية المفضلة لديه، ولم يجد من يدقق في حياته الخاصة مثل اريكسون، وله جهاز فني ثابت وعنيد يميل إلى تنفيذ أوامر الايطالي في اللياقة البدنية، بدلاً من شعوذة بعض ربات البيوت من منطقة بيركشاير أدعين أن لديهن المقدرة لوضع قوة غير مرئية حول أهداف ستاد أولمبيك في روما، إلا أن هودل كان يمكنه أن يتجنب هذه السخرية التي أطاحت به.

أما بالنسبة إلى تايلور فإنه ذكر في وثيقته كل شيء عن مراحل التأهيل لكأس العالم وكشف الكثير عن صعوبة هذه الوظيفة المستحيلة، إلا أنه لم يذكر سلبياته إلا قليلاً.

لذا فإن المشجعين الانجليز يأملون من كابيلو بأن ينفخ كل ثقافته الفاجعة خارج المياه، إن لم يكن قد فعل ذلك فعلاً، من خلال إظهار ما يمكن تحقيقه من مدير فني موهوب، منظم ويبقى مركزاً على هدف واحد.

الانتصار في زغرب وويمبلي كان من عمل مدير فني قضى معظم وقته في ميدان التدريب، ونقل رسالة عملية واضحة لجميع اللاعبين وتجنب الحيل السهلة والقرارات الارتجالية. عندما تسلم كابيلو إدارة منتخب انجلترا لم يخلق أشباحاً لصرف أنظار الخصوم، بل إنه ركز على المشاكل الواضحة في كرة القدم، مثل الوقت مع الفريق والاختلافات بين الرياضيين في انجلترا وإيطاليا.

يقول كابيلو عن منصبه:«إن منصب المدير الفني يختلف عن نظيره في النادي، لأن في النادي ستعمل كل يوم مع اللاعبين، وتقوم بتدريبهم كل يوم وتتكلم معهم كل يوم، وإذا حصل هناك أي خطأ فإنه يمكن أن تتفاداه بسرعة.. أما إدارة منتخب انجلترا فإنه صعب، خصوصاً بالنسبة إليّ، هناك نمط وعقلية مختلفين، وهذا ما يجعل التحدي رائعاً..أما الصحافة فهي نفسها في إيطاليا واسبانيا، ولكن في انجلترا الجميع مهتمين بمنتخب بلادهم».

وعلى الجميع أن يقتنع بأن الضغط كبير على المدير الفني لمنتخب انجلترا..وكابيلو يعرف أن هذا الضغط مرتبط، من دون أي تعقيد، بالفوز أو الخسارة..ولاعبوه بدأوا حملة تصفيات كأس العالم بعد الحملة السلبية عندما فشل المنتخب في الوصول إلى التأهل لنهائيات بطولة الأمم الأوروبية هذا الصيف.

وشعار كابيلو هذا الأسبوع هو الهجوم، وتحقيقًا لهذه الغاية، فإنه وضع في مباراته مع كازاخستان ستيفن جيرارد على يمين غاريث باري وفرانك لامبارد على يساره في منطقة الوسط، بينما واين روني وثيو والكوت يقطعان من الداخل لدعم المهاجم أميل هيسكي بخطة 4-3-3، ولكنه غيرها إلى 4-4-2 في الشوط الثاني لفاعلية الأولى السلبية وطلب من روني التقدم لمساعدة هيسكي وأدخل شون رايت فيليبس لمساعدة الهجوم وأدت الخطة فاعليتها وفازت انجلترا 1-5 قبل ملاقاة بيلاروسيا في أرضها الأربعاء الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى