> كان ستيفانو بورجونوفو ضيف شرف في مباراة ودية أقيمت الأسبوع الماضي بين ناديين لعب لهما من قبل هما فيورنتينا وميلانو، على الرغم من أنه لم يكن قادرًا على المشاركة في اللعب..وأثار بورجونوفو مشاعر الإيطاليين الشهر الماضي حين كشف أنه يعاني من أكثر أنواع الأمراض العصبية الحركية شيوعًا، وهو اعتلال الأعصاب الحركية.

وبعث الإعلان الذي قدمه المهاجم السابق البالغ من العمر 44 عامًا من فوق مقعد متحرك بصوت معالج باستخدام الكمبيوتر بعدما فقد قدرته على الكلام المخاوف في أجيال من لاعبي كرة القدم الايطاليين السابقين والحاليين. وتظهر الإحصاءات أن أعداد حالات اعتلال الأعصاب الحركية بين لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين في إيطاليا أكبر منها بين الناس العاديين وهو ما دفع سلطات الادعاء في مدينة تورينو للتحقيق في العشرات من حالات الوفاة من ذلك المرض.

وقال المدعي رفائيلي جوارينيلو لمحطة سكاي التلفزيونية:«تبين أحدث الأدلة أن عدد حالات الإصابة بمرض اعتلال الأعصاب الحركية بين لاعبي كرة القدم تبلغ ستة أضعاف ما هي عليه بين بقية السكان..عقدنا مقارنة مع رياضات أخرى بينها سباقات الدراجات وكرة السلة والكرة الطائرة.

لم تظهر حالة واحدة»..وتسبب اعتلال الأعصاب الحركية في وفاة جيانلوكا سينوريني القائد السابق لفريق جنوة في 2002 وعمره 42 عامًا.

ويهاجم المرض الذي يعرف في الولايات المتحدة بإسم مرض «لو جيريج» وهو إسم لاعب البيسبول الذي تسبب المرض في وفاته في 1941 الأعصاب الحركية للمخ والنخاع الشوكي مسببًا ضمورًا مفاجئًا في العضلات. وفي أوساط العامة هناك 2.5 إصابة بالمرض في كل 100 ألف كل عام.

وفي الشهر الماضي قال فابيو كانافارو مدافع ريال مدريد الاسباني وقائد منتخب ايطاليا للصحافيين:«لو نظرت إلى الإحصاءات الخاصة بلاعبي كرة القدم المتأثرين بمرض اعتلال الأعصاب الحركية فستجد ما يدعو للقلق»..ومع تسليط الأضواء على الارتفاع غير معروف الأسباب في نسب الإصابة باعتلال الأعصاب الحركية في كرة القدم الايطالية تحولت أفكار الكثيرين على الفور إلى المنشطات.

لكن جوارينيلو قال إن المنشطات ليست سوى واحدة من الأسباب المحتملة التي تم البحث فيها..وقال:«النظريات التي ندرسها أكثر تتعلق باستخدام المواد المنشطة والأمراض التراكمية التي تتسبب فيها تلقي الضربات في الساقين أو ضرب الكرة بالرأس أو التعرض لمواد سامة تستخدم لصيانة أرضية الملاعب».

ولم تفهم الآليات البيولوجية التي تسبب المرض إلا جزئيًا ولا يوجد له علاج ويلقى المصابون دائمًا حتفهم خلال ما بين عامين وخمسة أعوام بعد الإصابة..ودفع الإنذار كرة القدم الايطالية إلى التحرك.

وكان قائد هولندا السابق رود خوليت زميل بورجونوفو السابق في ميلانو بين اللاعبين البارزين من حاليين وسابقين شاركوا في مباراة الأربعاء التي نظمت بغرض جمع التبرعات لصالح المصابين باعتلال الأعصاب الحركية..وخرج فيورنتينا فائزا 1-4 أمام 30 ألف متفرج.

كما كان روبرتو باجيو اللاعب السابق مع بورجونوفو في فيورنتينا ضمن الحضور في المباراة التي جرت باستاد فرانتشي الخاص بالنادي.

وقرر الاتحاد الايطالي لكرة القدم التبرع بمبلغ 150 ألف يورو من إيرادات مباراة إيطاليا في تصفيات كأس العالم ضد الجبل الأسود يوم الأربعاء المقبل في ليتشي لدعم مجموعة من العلماء سيتولون البحث في الأمر.

ولم يعلن عن مثل هذه المعدلات العالية للإصابة بين اللاعبين في دول أخرى على الرغم من أن العلماء يقولون إن المشكلة ليست منحصرة بالضرورة في كرة القدم الايطالية.

وقال الدكتور بول ويكس خبير الأمراض العصبية الحركية البريطاني لرويترز:«لم تتم دراسات جدية لتوضيح خطر مرض اعتلال الأعصاب الحركية بين اللاعبين في الولايات المتحدة وبريطانيا لكن عددًا من الحالات سجلت».

وأضاف:«كنت ضمن فريق من كلية كينجز بلندن قدم بحثا على مجموعة من ثلاثة لاعبين هواة من فريق واحد في شمال انجلترا في بداية العقد الحالي.. كان هناك أيضًا ثلاثة من لاعبي كرة القدم الاميركية مع فريق سان فرانسيسكو فورتي ناينرز في الستينات أصيبوا أيضًا باعتلال الأعصاب الحركية».

وقال ويكس إنه قد تكون هناك قابلية جينية للإصابة باعتلال الأعصاب الحركية تسببت فيها التدريبات القوية وهو ما قد يفسر ارتفاع نسب الإصابة بين قدامى العسكريين..ولا يلوم بورجونوفو بالتأكيد اللعبة التي يعشقها..وقال اللاعب السابق لصحيفة جازيتا ديلو سبورت:

«أعتقد أن الأمر سببه خلل جيني..اتركوا كرة القدم وشأنها..فلو قدرت لي العودة (للملاعب) فسأرتدي حذائي لأسجل هدفًا في الدقيقة الأخيرة في مرمى يوفنتوس».