العميد السعدي: الانتخابات لا تعنينا لأنها ستكرس سياسة الأمر الواقع

> عدن «الأيام» خاص :

> أجرت «الأيام» حوارا مع الأخ العميد علي محمد السعدي، أحد القيادات البارزة في مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين قسرا عسكريين وأمنيين ومدنيين، تناول عددا من القضايا والمستجدات، وفي مقدمتها الحراك السلمي والموقف من الانتخابات النيابية وقضية المتقاعدين، وغيرها من القضايا، وفيما يلي نصه:

> بصفتكم أحد القيادات البارزة في مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين قسرا عسكريين وأمنيين ومدنيين جنوبيين.. كيف تقيمون الاحتجاجات السلمية الجارية في الجنوب، وما هي نتائجها؟.

- في البداية أتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة «الأيام» وناشريها الأفاضل هشام وتمام باشراحيل، هذه الصحيفة التي نالت رضا الناس جميعا لحياديتها ومصداقيتها والثابتة على نفس الطريق الذي رسمه لها مؤسسها المناضل الحر محمد علي باشراحيل- طيب الله ثراه- وواصل الطريق بعده أبناؤه الأفاضل هشام وتمام باشراحيل.

ما يتعلق بالاحتجاجات السلمية فتقييمها أنها أظهرت القضية الجنوبية، وما خلفته حرب 94م الظالمة على الجنوب من نتائج مؤلمة ومؤثرة يعاني منها شعبنا الجنوبي، هذه الحرب التي قضت على المشروع الوحدوي وحولت الجنوب إلى غنيمة وفيد لنظام الجمهورية العربية اليمنية، وأقصت كوادر وقيادات وموظفي الجنوب وتم نهب وخصخصة البنية التحتية لدولة الجنوب لنافذين شماليين، وجرى رمي عمال وموظفي هذه المؤسسات إلى شارع البطالة العمدية كاستهداف مباشر للإنسان الجنوبي وإذلاله.

> بعض وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية توحي بأن هناك خلافا في إطار الحراك الجنوبي، ما حقيقة ذلك؟.

- أجزم بأنه لايوجد أي خلاف يرقى إلى مستوى الخلاف التنافري إطلاقا، أما التباين في الآراء، فهذا وضع صحي وهذه الآراء جميعها رغم هذا التباين لاتختلف عند تحديد الهدف العام والشامل لأبناء الجنوب، وطالما الكل مجمع على الهدف الموحد لأبناء الجنوب، فإن كل الآراء مقبولة وصحية، وهذه الصحف التي تروج لنظام الاستباحة والفيد ومصادرة الحقوق والحريات تعلق أملها على وهم يعشعش في عقول أصحابها، ولا وجود له في أرض الواقع بين أبناء الجنوب الأحرار.

> الأحزاب السياسية المعارضة لاتزال في تأرجح بين الدخول في الانتخابات القادمة والمقاطعة، كيف تنظرون أنتم في قيادة الحراك الجنوبي لهذا الموضوع؟.

- نحن كجنوبيين لاتعنينا هذه المسرحية (الانتخابات) في شيء، وفي اعتقادي أن فروع الأحزاب في الجنوب لن تشذ في خيارها عن خيار أبناء شعبها في الجنوب الذين يرفضون هذه الانتخابات رفضا قاطعا، لأن دخول أبناء الجنوب في هذه المسرحية الانتخابية يعطي الشرعية لسياسة الأمر الواقع القائمة، كما يعطي الشرعية للحرب على الجنوب عام 94م التي قضت على الوحدة السلمية، وأعادت إنتاج نظام الجمهورية العربية اليمنية، القائم على أساس طمس هويتنا وتاريخنا الجنوبي.. وهذا بالطبع لايمكن لأي جنوبي أن يقبل به.

> هل تضمنون أن أبناء الجنوب سيرفضون الانتخابات- حسب قولكم- وما هي ضمانات تنفيذ هذا الرفض؟.

- أبناء الجنوب هم اليوم أكثر وعيا ووحدة، وحدتهم المعاناة من المهرة إلى باب المندب، وهذه المعاناة أشعلت همم أبناء الجنوب للخروج من وضع الاستبداد والاستخفاف والإهانة، والشعب الجنوبي يدرك جيدا طرق الخلاص من هكذا وضع يمارس عليه، وجميعهم يعون أن عدم رفض هذه الانتخابات يؤسس لمضاعفة الانتهاكات والسلب والنهب، ويقضي على وجودهم وتاريخهم وحضارتهم، وكما أسلفت، لايمكن لأي جنوبي أن يقبل بذلك مهما كان توجهه السياسي، وحتى إخوتنا المنتمون لحزب النظام هم أيضا جنوبيون وسيشملهم ذلك الطمس والتهميش إذا شرعوا لنظام الجمهورية العربية اليمنية، ولن تشفع لهم ولاءاتهم، والشواهد كثيرة، وأمامنا تجربة من شاركوا في حرب 94م.. فعند انتهاء الحرب طردوا، وأغلبهم اليوم على رأس الاحتجاجات الجنوبية السلمية.

> السلطة تقول إنها حلت مشكلة المتقاعدين، وهم قلة، ما هو تعليقكم على ذلك؟.

- سأجيب على كلمة (قلة)، فأنتم في صحيفة «الأيام»، قمتم بنشر أسماء ما يزيد على خمسة وعشرين ألفا من المتقاعدين والعمالة الفائضة في محافظة عدن من المدنيين فقط، وهذا باعتراف وزارة الخدمة المدنية والعمل -حقهم- وإذا كان هذا العدد هو جزء من عدد الذين أحيلوا للتقاعد في محافظة عدن فقط، فكم سيكون العدد الكلي للمتقاعدين في الجنوب من المهرة إلى باب المندب من كوادر وقيادات وموظفين عسكريين ومدنيين.. هذا جانب من الرد على السؤال.

الجانب الثاني هو أن القضية- وهي أكبر من أن يحسنوا علينا وكأننا نتسول منهم حقنا- هي قضية سياسية، فالحرب الظالمة على الجنوب عام 94م، قضت على مشروع الوحدة وأقصت الجنوب وهمشت أبناءه، ونحن لازلنا نرفض ما ترتب على تلك الحرب الظالمة من اغتصاب لأراضي الجنوب وثرواته وتهميش أبنائه، وما تفعله السلطة حاليا لايخرج عن كونه محاولات للقفز فوق المشكلة الحقيقية بترقيعات بائسة وتضليلية لاترقى إلى مستوى الحل المطلوب، فالحل يجب أن يكون حلا سياسيا ينطلق لمعالجة المشكلة بدءا من الاعتراف بها.. أي ينبغي على السلطة أولا أن تعترف بقضيتنا الجنوبية كمطلب عادل ومشروع.

> أنتم تقولون بأن الجنوب أقصي، بينما يوجد في السلطة رموز وكوادر جنوبية بعضهم في مراكز عليا كيف تفسرون ذلك؟.

- نقدر ونحترم إخوتنا أبناء الجنوب الذين تفضلتم بالإشارة إليهم، ولكن الأمر أيضا ليس في وضعية عليا أو صغرى، وكما تفضل الأستاذ محمد سالم باسندوة، في مقابلة صحفية له نشرت مؤخرا، أن إخوتنا هؤلاء يدركون جيدا- قبل غيرهم- أنهم لايمتلكون أي قرار، وأنهم في وضعية الموظف المهاجر في أي بلد أو قطر عربي، والمعاناة التي يعيشها أهلهم في الجنوب لم يستثنوا منها، ولا أظن أنهم- مهما توفرت لهم بعض المصالح الشخصية- سعداء بما يجري على أرضهم وأهلهم في الجنوب، ثم أن وجودهم في مراكز سلطوية ما هو إلا إجراء شكلي للتباهي أمام الرأي العام الخارجي ولتضليله بأن الوحدة قائمة، بينما العالم يدرك هذا التمثيل المسرحي، ويعلم أنه لايوجد جنوبي يمتلك قرارا.. ورغم ذلك فهم في الأخير إخوتنا ونقدر وضعهم، والله يعين الجميع.

> ما هو دور مجلسكم العسكري في الحراك القائم؟.

- المجلس يقوم بالدور الذي أسس من أجله، وهو رفض سياسة نظام الجمهورية العربية اليمنية على الجنوب، وقد حسم المجلس أمره مسبقا، حين أعلن بأن قضيتنا سياسية، كما يجب أن تكون قضية كل أبناء شعبنا الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه، ونحن لاتوجد لدينا خصوصية.. فقضيتنا هي قضية شعبنا الجنوبي، ومجلسنا يقوم بدور فاعل في إطار هيئات الاحتجاجات الجنوبية الشاملة.

> هل أجريت أية تعديلات في إطار قيادة المجلس؟.

- لسنا بحاجة إلى هذه التعديلات فلا توجد لدينا مصالح شخصية نتنافس للحصول عليها، والأخ المناضل ناصر علي النوبة يقود المجلس، ونحن جميعنا مكملون لبعضنا ومسئولون جميعا عن ما يتم إقراره في إطار المجلس، ولم يتحمل الأخ رئيس المجلس بمفرده تبعات ما تم إقراره من قبلنا، وعملنا يسير بشكل إيجابي وبتناغم، ولايوجد ما يراهن عليه الواهمون إطلاقا، أمثال من خرجوا عن لياقة لغة الحوار واستحسنوا اللغة السوقية بديلا عن القيم والأخلاق، وخير دليل على ما تسوقه السلطة من انحطاط للأخلاق والقيم تلك الرسالة التهديدية ذات الألفاظ السوقية البذيئة التي وجهت إلى الأستاذ هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة «الأيام» من قبل شخص مجهول، ونشرتها «الأيام» أمس (أمس الأول).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى