انتخابات..

> ياسين عمر مكاوي:

> أظهر لنا المشهد العام في بلادنا وعلى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة أننا نسير، بل نهرول، نحو المجهول الذي وضعنا- في اعتقادي- أمام خيار وحيد لتفاديه، وهو إحداث تغيير جذري وسريع يستهدف القمة أولا والقاعدة ثانيا بما يحقق الإمساك بزمام الأمور منعا للفجور، فجور النظام القائم الذي يرى ضرورة هرولتنا نحو المجهول لما يراه إنعاشا واستمرارا لسلطانه، ما أدى فعلا إلى تكوين رأي عام محلي يرفض الانتخابات القادمة والمشاركة فيها، كما انبرى المشترك بإعلان مقاطعته لها.

وذلك كله ما كان ليحدث لو أن القائمين على الأمر في بلدنا المعطاء يمتلكون من الحكمة القليل القليل، فالأوضاع السياسية لاتسر عدوا ولا صديقا، فهي خلطة معفنة لاتنتج إلا الجلطة المدمية- نسأل الله منها السلامة- وكلنا يرى ويسمع ويقرأ ما تجود به قريحة الحاكم من الإبداعات المذهلة للهروب من الالتزامات والعهود التي قطعها للناس، وهي كما نعلم الحد الأدنى من التطلعات لو استثنينا الشطحات!.

أما الوضع الاقتصادي، فبلادنا تعيش حالة اللا اقتصاد، ويمتد ذلك بالعشوائية والطفولية ورأس المال الفيدي الوهمي المنتج لحالة الفساد وضياع الثروات ونهب الأراضي، ما يؤدي حتما إلى الحالة التي يعيشها المجتمع من الفقر المروع الذي يعيشه الناس، بالأخص في المحافظات الجنوبية.

كما انعكس ذلك تلقائيا على مجتمعنا، بحيث تعمق الشعور بالضيم، كما تعمق الشعور بالنصر لدى الحاكم وأنصاره، ما يؤكد على القصور الشديد في عقلية الحكم ومن حوله، بحيث إن ذلك قد أفقده خاصية الراعي لمصالح الأمة بصفته العامة التي حملها باختيار الناس، عندما آزروه يحدوهم الأمل أن يعدل الحال، وتصلح الأمور، فكان جراء ذلك الاختيار نتائج انتخابات العام 2006، الرئاسية والمحلية.

وللأسف الشديد لم يترتب عليها إلا ما كان في غير صالح الناس (العباد والبلاد)، فازداد القهر والظلم والفقر والقمع وطمس الهوية وإثارة الفتن والنعرات والحروب ونهب الثروات والإضرار بلقمة العيش.

إن كل ذلك لايمكن أن يؤدي إلا إلى طريق واحد وخيار واحد للناس في كل البلاد، ليقول لسان حالهم على الملأ بلغة أرحامنا يُك انتخابات انتخابات يُك!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى