«الأيام».. وصمودها التاريخي في وجه الظلام

> الشيخ علي محمد ثابت:

> إن صحيفة «الأيام» منذ تأسيسها عام 1958 على يد الرائد الوطني الأستاذ محمد علي باشراحيل - رحمه الله - كانت ولاتزال صحيفة وطنية حرة ومستقلة ملتزمة بالمصداقية مبدأ والاحتراف الصحفي النبيل أسلوبا في التعاطي مع كل ما تنشره من أجل أن توصل الحقيقة لقرائها ومريديها.

إن ناشري «الأيام» ومحرريها لحريصون على نقاوة ما تحمله من أخبار وتقارير وتحليلات وآراء من أية غايات أو ولاءات ضيقة لا تستقيم مع ما يحمي المصلحة العامة لشعبنا.. وحريته وحقوقه في مواجهة الظلم والاستبداد.. وليعلم الجميع أن صحيفة «الأيام» صحيفة وطنية مناضلة طوال مسيرتها الصحفية الشاقة منذ أن كانت عدن وكل الجنوب تحت حكم الاستعمار البريطاني في مرحلة الكفاح الوطني التحرري حتى نيله الاستقلال في 1967.

ولأن صحيفة «الأيام» تتنفس برئة الحرية وتلتزم بالمصداقية في التعاطي مع الواقع كان صعبا أن تستمر في صدورها في العهد الشمولي الذي احتكر الحقيقة لدى اللون الواحد، ولم يعترف بحق الآخر في التعبير والممارسة، ولم تجد «الأيام» مساحة للعمل في تلك الفترة لا في عدن ولا في صنعاء طوال العهد الشمولي.

وعادت «الأيام» للصدور في الحقبة الجديدة بعد قيام الوحدة وإعلان الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي في اليمن في 22 مايو 1990.. وكان يجب أن يكون هذا العهد حقا معبرا عن الإرادة العامة لكل أبناء اليمن تتوفر فيه مناخات التعبير الحر عن معاناة الناس وآمالهم وطموحاتهم وآرائهم وتوجهاتهم التي تخدم الأغلبية الساحقة، وتواجه التنفذ والفساد والمصالح الضيقة.. ولقد اضطلعت «الأيام» برسالتها الصحفية ضمن الأفق الحضاري المدافع عن الحقوق والحريات الإنسانية والمضامين التي تحمي الوطن بمفهومه الواسع، والإنسان بصفته (مواطناً).. وعانت الكثير من الضغوط الموجهة للناشرين هشام وتمام باشراحيل والإخوة محرري «الأيام» وكتابها ومراسليها من ذوي الأفق الضيق والمصالح الخاصة.. وللأسف السلطة والنفوذ. وآخر التهديدات كان التهديد الموجه للأستاذ هشام باشراحيل، الذي كشف عن عقلية الاستلاب للوطن بكل مكوناته وأدواته ويعتبر أن له في عنق الوطن دماء لا يريدها أن تذهب سدى، ويسعى إلى ابتزاز أدوات الوطنو الديمقراطية كنظام لاتزال شرعيته قائمة لتنزاح عن طريقه ليهنأ بغنيمته.. ثروات الجنوب الهائلة في مختلفة القطاعات.. الأراضي، النفط، الغاز.. إلخ، وليستقر له الأمر الواقع، ويُسكت صحيفة «الأيام» ويخمد الحراك الجنوبي ويمارس ظلمه في ظل الإقصاء والحرمان لإخوانه في الله وفي وحدة 22 مايو 1990 ليتمتع بحكمها وثرواتها لوحده، ويكون هو الوحدوي الوحيد.

وفي الأخير نقول إن صحيفة «الأيام» ومعها السواد الأعظم من أبناء شعبنا ستمضى برسالتها الصحفية نحو المستقبل المنشود بالإرادة العامة.. وبإذن الله ستنقشع الغمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى