كيف تنتقل السلطة بعد الانتخابات الأمريكية

> واشنطن «الأيام» ستيفن كولينسون:

> قبل أشهر من الانتخابات الاميركية التي ستجري غدا الثلاثاء، وضع المرشحان الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك أوباما خططا سرية للانتقال إلى البيت الأبيض بسلاسة في حال فوز أحدهما بمنصب الرئاسة.

وسيكون أمام الفائز في الانتخابات الرئاسية فترة لا تتعدى 77 يوما من لحظة انتخابه إلى يوم تعيينه رسميا، لتسلم سلطة البلاد وتغيير آلاف من موظفي الحكومة ورسم خط جديد للإدارة الأميركية.

ومنذ أول انتقال للسلطة في العام 1797 من الرئيس جورج واشنطن إلى خلفه جون آدامز، أصبح هذا الانتقال السلمي للسلطة يتم بصورة أكثر تنظيما مع كل إدارة جديدة خاصة منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن في العام 2009 وعند انتقال السلطة من جورج بوش إلى خلفه، سيواجه المرشح الفائز جملة من المشاكل حيث تغرق البلاد في أزمة مالية خانقة كما أنها تخوض حربين في العراق وأفغانستان يشارك فيهما أكثر من 150 ألف جندي أميركي.

وقال دارل ويست مدير دراسات الحكم في معهد بروكنغز :«علينا أن نعود إلى 1933 لنعثر على انتقال للسلطة بدرجة التحدي نفسها التي سيكون عليها الانتقال المقبل»، في إشارة إلى انتقال السلطة إلى الرئيس السابق فرانكلين روزفلت خلال أزمة البنوك.

وأضاف ويست:«إن اقتصادنا سيء، ونخوض حربين، ولا توجد أموال تمكن الرئيس المقبل من معالجة هذه المشاكل الكبرى».

وعلى عكس الدول التي لا يتغير فيها الموظفون الحكوميون، فإن العديد من المناصب في الحكومة الأميركية تتم بتعيينات سياسية، مما يعني أن الرئيس المقبل سيغير مجموعات كاملة من الموظفين.

وترددت حكايات في السابق عن دخول الموظفين الجدد إلى البيت الأبيض بعد مراسم تعيين الرئيس ليجدوا أجهزة الكمبيوتر وقد انتزعت منها أجزاء رئيسية، والمكاتب وقد خلت من الملفات بشكل جعلهم عاجزين عن أداء عملهم.

وعلى سبيل المثال، لم يكن الرئيس هاري ترومان يعرف أي شيء بخصوص برنامج أميركي لإنتاج الأسلحة النووية عندما تسلم السلطة عقب وفاة روزفلت العام 1945.

وسيتحرك الشخص الذي سيجري انتخابه غدا ، بسرعة لوضع العناصر الأساسية لتشكيل الفريق الحكومي.

وذكرت مارثا كومار أستاذة العلوم السياسية في جامعة تاوسون والمتخصصة في انتقال السلطة، أنه «عقب الانتخابات مباشرة، نتوقع خاصة إذا كان الفائز هو باراك أوباما، وضع فريق لصنع القرارات».

وسيضم هذا الفريق رئيس موظفي البيت الأبيض، ومدير شؤون الأفراد، والمستشار القانوني للرئيس، وفريق الإعلام، ومستشاري الأمن القومي، ومسؤولي المجلس الاقتصادي الوطني، ومدير الميزانية، حسب كومار.

ويعتقد أن أوباما سيتحرك بسرعة لتعيين وزير للدفاع -ورد اسم وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس كمرشح محتمل- ووزير للخزانة.

وفي ضوء الاضطرابات المالية الحالية، يتوقع أن يسارع ماكين كذلك إلى تشكيل فريق اقتصادي لتهدئة البورصات العالمية.

وبشكل عام، فإن للرئيس المنتخب سلطة تعيين نحو سبعة آلاف شخص للعمل في إدارته.. إلا انه يركز في البداية على بضع مئات من المناصب الحساسة.

وفي حال فوز أوباما، فإنه من المرجح أن يجد سهولة أكبر في الحصول على مصادقة مجلس الشيوخ على تعييناته نظرا لأن حزبه الديموقراطي يهيمن على المجلس، بينما سيواجه ماكين صعوبات في ذلك.

ونظرا لهذه الطبيعة المعقدة للانتقال الرئاسي، فقد عكف المرشحان على الإعداد له منذ أشهر، رغم أن ذلك يتم سرا حتى لا يبدو وكأنهما يؤثران على نتيجة الانتخابات.

ويرأس جون بوديستا الذي كان رئيسا لموظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، فريق أوباما لانتقال السلطة، حيث يقوم بوضع خطط الانتقال ويختبر المرشحين المحتملين لمناصب حكومية بارزة.

ويختزن الديموقراطيون ذكريات سيئة عن فترة انتقال كلينتون (1993-1992) إلى السلطة والتي تركت الإدارة في حالة من الارتباك بعد توليه منصبه بأشهر.

أما ماكين، فاختار لهذه المهمة جون ليمان الذي كان وزيرا للبحرية في إدارة الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، حيث سيحاول أن يكون الانتقال إلى السلطة بالفعالية نفسها التي تم بها خلال انتقال بوش إلى البيت الأبيض في 2001-2000.

وتستعد الوزارات منذ أشهر لأول تغيير رئاسي أثناء حالة حرب منذ 40 عاما، مما أثار مخاوف من استغلال أعداء الولايات المتحدة لهذا الوضع.

وتحدث غيتس عن ضرورة الانتقال السلس وإيجاد طريقة لحصول كبار المرشحين لمناصب الأمن القومي على تصاريح أمنية بالسرعة الممكنة.

وطلب بوش مبلغ 5،8 ملايين دولار من ميزانية العام 2009 لتكاليف الانتقال.

وعقب يوم الانتخابات، سيعقد البيت الأبيض جلسات لمساعدة كبار مساعدي الرئيس المنتخب، وستتم دعوة الفريق الإعلامي للرئيس المنتخب للاستفادة من خبرة فريق بوش الحالي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى