الأمواج تقذف 35 جثة و 20 آخرون مايزالون في عداد المفقودين

> أحور «الأيام» أحمد المدحدح:

>
تعرض نحو 210 مهاجرين أفريقيين من طالبي اللجوء إلى اليمن لغرق بعضهم في حادثين منفصلين وقعا مساء يومي الجمعة والسبت الماضيين قبل وصول الناجين منهم إلى شواطئ منطقتي رداء والملحة الساحليتين في مديرية أحور محافظة أبين.

وقد قذفت أمواج البحر بنحو 35 جثة أغلبهم من الصوماليين ونجا بأعجوبة 155 مهاجرا فيما مازال 20 مهاجرا في عداد المفقودين.

وكان قارب مجهول يحمل نحو 120 مهاجرا أفريقيا قد تعرض مساء الجمعة لحادث انقلاب قبالة منطقة رداء الساحلية الواقعة على مسافة 45كم جنوب شرقي مدينة أحور عاصمة المديرية.

وأدى الحادث إلى غرق من كانوا على متن القارب، ولكن نجا منهم 97 وبعد خروجهم إلى الشاطئ اتجهوا صوب طريق الشريط الساحلي وهمّ بعضهم بالسير باتجاه المكلا وآخرون تاهوا في سيرهم باتجاه عدن.وفي صباح السبت 1 نوفمبر 2008م قذفت الأمواج بـ 23 جثة من الغرقى.

وكان الحادث الثاني قد تعرض فيه نحو 90 مهاجرا للغرق عندما أجبرهم المهربون على القفز على مسافة عميقة في البحر قبالة منطقة الملحة مساء أمس الأول السبت ونجا منهم 58 مهاجرا في حين قذفت الأمواج فجر يوم أمس الأحد بنحو 12 جثة، فيما مازال عشرون مهاجرا مفقودين.

«الأيام» اطلعت على حجم المأساة التي تعرض لها هؤلاء المهاجرون وانعكاسها على معاناة الأهالي في المناطق الساحلية من خلال النزول الميداني إلى موقع الجثث التي قذفتها الأمواج في منطقة الملحة الواقعة على مسافة لاتتجاوز عشرين كيلومترا جنوب شرقي عاصمة المديرية أحور.

وقد تزامن وصولنا إلى الشاطئ مع وصول ممثل المناطق الشرقية الساحلية في المجلس المحلي للمديرية الأخ عوض أبوبكر امسعيدي بمعية الملازم صالح المسعدي من البحث الجنائي بأحور وممثلين عن الأمن منهم أحمد محسن. وكانوا قد شاهدوا مثلنا تلك الجثث، التي كانت مرمية على مسافات متفاوتة على امتداد الساحل فقد لاحظنا أن الجثث الأربع التي كانت أمامنا تظهر عليها علامات للضرب يبدو بآلة حادة في أجزاء متفرقة من أجسامهم وأحدهم إحدى عينيه مهشمة.

وكان هناك عدد من الصيادين موجودين عند زيارة المنطقة فقال الصياد فوزي محمد بن عيشة: «فوجئنا بعدد كبير من الصوماليين يخرجون من البحر في ساعة متأخرة من المساء وكان منهكين وقذفت الأمواج في نفس اللحظة 12 جثة منها في الاتجاه الشرقي».

وقد اشار لنا الصياد فوزي بيده أن تلك الجثث تم دفنها في هذا المكان على مسافة تبعد 200 متر من قبل بعض رفاقهم الذين سلموا من الموت وكانت عملية دفنهم سطحية وفعلا شاهدنا الجثث مدفونة على عمق لم يتجاوز مترا واحدا.

وخلال تنقلنا لمشاهدة الجثث المترامية وصلت سيارة تابعة للأمم المتحدة و سيارتان تابعتان لمنظمة أطباء بلاحدود الإسبانية حيث عمل فريق من عمال أطباء بلاحدود على تكفين أربع جثث.

وتحدث إلينا الاخ عوض أبوبكر امسعيدي عضو المجلس المحلي للمديرية فقال:«إن أهالي المناطق الساحلية يعانون الأمرين من الجثث وتعفنها وأصبحت المقابر الجماعية تحيط بهم من كل الجهات وتعرضت العديد من الجثث في الفترة الماضية للنبش من قبل الكلاب ويشكل ذلك خطرا في انتشار الأمراض أما الجثث الأخيرة التي أمامنا فقد قمنا بالاتصال بمركز استقبال الأمم المتحدة بأحور وإبلاغهم في ساعة مبكرة من الصباح عن وجود جثث ومرة يقولون إنهم ينتظرون السيارات وساعة يقولون لاتوجد لدينا مقبرة، الآن هم وصلوا وكالعادة يكلفون أحدا بدفن الجثث بالقرب من الشاطئ وهذا لن يحصل بعد الآن ونعلن للجميع أننا نرفض دفن أي جثة في الساحل لأن الأهالي نزحوا من الروائح الكريهة التي تنبعت من المقابر الجماعية ونريد أن نعرف من المسئول عن دفن الجثت بعد أن عرفنا أن منظمة أطباء بلاحدود يكمن دورها في تقديم الأدوية والغذاء والماء للمهاجرين عند وصولهم الشاطئ وإذا كانت الأمم المتحدة مهمتها تسجيل اللاجئين وأيضا دفنهم فلماذا لا تقوم بدفنهم في المقبرة التي تم التبرع بها في 2008/9/3م وكان يفترض أن يجهزوا المقبرة».

وأشار عضوا المجلس المحلي إلى أن هناك عشرين مفقودا يتوقع خروج جثثهم في أي لحظة ولايدري ماذا سيكون مصيرهم، وفي عصر يوم أمس تم إخراج 8 جثث دفنت على الشاطئ بشكل سطحي بجانب الجثث الأربع في منطقة حصن الشيخ بمدينة أحور. وكانت عملية دفنهم في هذه المنطقة بتسهيل وتنسيق من «الأيام» للحيلولة دون تفاقم المشكلة بين الأهالي والأمم المتحدة كون الأهالي يرفضون دفنهم على الشواطئ، لكن مندوبي الأمم المتحدة كانوا في وضع محرج الأمر الذي دفع «الأيام» إلى أخذ الجثث بمعية مندوبي الأمم المتحدة واستخراج رخصة من القائمين على مقبرة حصن الشيخ ودفن الجثت فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى