لعبة الكراسي الموسيقية تتكرر كل خريف مع عودة الساعة إلى الوراء .. الساعات الأخيرة لإقالة المدرب راموس من وارت هارت لين

> لندن «الايام الرياضي» إيلاف:

> في مساء يوم الاثنين قبل الماضي كان المدير الفني السابق لنادي توتنهام خواندي راموس يتناول العشاء مع أعضاء من مجلس إدارة النادي في مطعم راق جداً في لندن، حيث كانت الأحاديث تشير إلى أنهم مازالوا يعتقدون بإعطاء وقت للمدير الفني لبذل جهوده لإخراج النادي من ورطته لعدم فوزه في المباريات منذ بداية الموسم الحالي، ومن المحتمل أن يكون كبش الفداء المدير الإداري للكرة داميان كومولي.

ولكن في وقت متأخر من يوم السبت الماضي في فندق «كناري وولف» حيث كان توتنهام يستعد لمباراته ليوم الأحد، علم راموس أنه والفريق المساعد له سينضم إلى كومولي في إجراء تغيير جذري في توتنهام..فماذا تغير بين ليلة الاثنين ومساء السبت؟ ببساطة شديدة، أصبح واضحاً لأعضاء مجلس إدارة النادي، ولا سيما بعد هزيمته في تصفيات كأس الاتحاد الأوروبي أمام أودينيزي، بأن راموس قد فقد ثقة بعض لاعبيه في غرفة تغيير الملابس، خصوصاً مع التعليقات التي صدرت من ديفيد بنتيلي وجوناثان وودغيت ولوكا مودريك الذي كان أكثر وضوحاً في انتقاداته من زملائه.

وهذا ما جعل الرؤساء التنفيذيين في وارت هارت لين من أخذ قرار عدم إجراء تغيير شكلي بمجرد التخلص من كومولي، ولكن إجراء مسح شامل وإقالة راموس ومساعديه، وطبعاً العودة إلى الطريقة التقليدية الانجليزية في إدارة المباريات وجعل المدير الفني هو المسؤول الوحيد عن الفريق.

ويشعر رئيس نادي توتنهام دانيال ليفي دائماً بأنه صانع اتفاقات ماهر..وستكون دواعي سروره كبيرة بعد أن تعامل مع الأمر بشكل جيد جداً إلى حد ما.

وكان توتنهام يعلم بأن بورتسموث بحاجة إلى مال لدعم فريقه بلاعبين جيدين، ويستطيع أن يغريه بخمسة ملايين جنيه استرليني تعويضاً للحصول على خدمات مديره الفني هاري ريدناب من جهة، ومن جهة أخرى يتطلع إلى دفع مبلغ إضافي يراوح بين 3 إلى 5 ملايين استرليني تعويضاً للاستغناء عن خدمات كومولي وراموس ومساعديه.

معنى هذا أنه سيصرف ما مجموعه عشرة ملايين استرليني لترتيب الفريق الفني للنادي، وهذا المبلغ زهيد جداً بالنسبة إلى ناد يريد أن يبقى في الدوري الممتاز.

وعلى عكس التغييرات السابقة التي قام بها ليفي، فقد تم هذا التغيير من دون تبادل أي اتهامات أو تسريب أخبار المفاوضات التي جرت بشأنها.

وفي العودة إلى 2001 عندما حصل ليفي على خدمات غلين هودل – أول مدير فني يعينه ليفي في توتنهام – من ساوثهامبتون كان هناك خلاف كبير بينه وبين رئيس ساوثهامبتون روبرت لوي الذي أطلق على ليفي وأعضاء مجلس إدارة توتنهام تسمية «مجرد شباب شمال لندن الطائش».

واضطرابات إقالة المدير الفني السابق في وايت هارت لين الهولندي مارتن يول ووصول راموس قبل أقل من سنة، لا تحتاج إلى تكرار عرض الأحداث، ويشعر ليفي الآن بأنه كان يجب أن لا يسمع لنصائح كومولي وتعيين مدرب أوروبي بدلاً من ريدناب في العام الماضي.

قبل عام كان إسم ريدناب ضمن القائمة القصيرة عندما كان توتنهام يبحث عن مدير فني يخلف مارتن يول، ولكن نظرة كومولي كانت إذا كان النادي يطمح في الوصول إلى البطولات الأوروبية فعليه أن يجلب مدرباً أوروبياً.

وللتذكير، السبب في إقالة يول على رغم حصوله على المركز الخامس في الدوري الممتاز في موسمين متتاليين، وهذا أفضل إنجاز للنادي خلال الـ20 السنة الماضية تقريباً وكان شعور المسؤولين جيداً من هذه الناحية، إلا أنه لم يكن كافياً لتأهل النادي إلى دوري الأبطال للأندية الأوروبية، وكان هذا هدف ليفي وأعضاء مجلس إدارة النادي على المدى الطويل.

أما الآن، فإنه بالطبع، الهدف هو تجنب الهبوط إلى دوري الأبطال.

وبالتأكيد فقد بدأ ريدناب بشكل جيد، ولكن من الضرورة أن تجدر الإشارة إلى أنه أخفق في تحقيق هدفه بإبقاء ساوثهامبتون في الدوري الممتاز.

وعلى رغم ذلك فإنه استطاع أن يبقي بورتسموث في الدوري الممتاز في الموسم التالي.

ومن المفارقات أن مباراته الأولى في ذلك الوقت كانت في وايت هارت لين عندما فاز توتنهام على بورتسموث 3-1.. وأي ما يحققه ريدناب أو لم يحققه في توتنهام، إلا أن السؤال الوحيد الذي يطرحه مشجعو النادي دائماً هو: لماذا في الـ20 سنة الماضية هناك مفاجآت في توتنهام دائماً في الخريف، وكثيراً ما ينتهي الأمر مع تعيين مدير فني جديد؟ وبالطبع الأندية التي تكون في مأزق كثيراً ما تتخلص من مديرها الفني مع عودة الساعة إلى الوراء (نسبة إلى تغيير الساعة إلى التوقيت الشتوي في انجلترا).

وبالعودة إلى الوراء، فإن هذا ما فعله مانشستر يونايتد عندما استقدم السير أليكس فيرجسون عام 1986، وفي عام 1996 تعاقد آرسنال مع آرسين فينجر.

وحتى تشلسي غير مديره الفني عند بداية خريف العام الماضي.

ولكن إدارة جيدة للأندية تحاول التأكد أن لا يصبح هذا الشيء عادة تتكرر دائماً..توتنهام، في المقابل، لا يستطيع المقاومة، لأن يغير مديره الفني في الخريف مرة بعد أخرى.

ففي أيام رئاسة آلان شوكر للنادي، فإن خريف عامي 1994 و1997 ومن ثم في 1998 شهد مديرين فنيين جديدين: جيري فرانسيس وكريستيان غروس وجورج غراهام.

وبإدارة ليفي تكرر هذا المشهد أيضاً مع إقالة غلين هودل في أيلول 2003 وجاك سانتيني في تشرين الثاني 2004 ويول في تشرين الأول 2007 وراموس في تشرين الأول 2008.

لا يستطيع أي ناد أن ينجح إذا لعب لعبة الكراسي الموسيقية مع المديرين الفنيين كل سنتين أو ثلاثة، ولكن للأسف توتنهام فشل في توفير بيئة مستقرة للمدير الفني والفريق المساعد له.

والآن، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان ريدناب (61 عاماً) سيبقى لحين انتهاء عقده مع توتنهام بعد أربع سنوات ونصف سنة، أو ما إذا كان سيأتي خريف 2010 وسنشاهد مرة أخرى لعبة الكراسي الموسيقية المألوفة في وايت هارت لين.

ثمة هناك أمر واحد مؤكد، لم يعد يقلق مشجعي توتنهام الصفحات الخلفية للصحف (صفحة الرياضة)، ليس منذ أيام المدير الفني السابق تيري فانابلز، الذي أقاله آلان شوكر، الذي يملك لساناً ذكياً يستطيع أن يسحر الصحف ويقتبس عنوانا أو عنوانين من شأنهما أن يظهرا في معظم الصحف بعناوين بارزة.

وبالنظر إلى أن أمثال سانتيني ويول وراموس، وحتى هودل، لن يمكنهم من وضع عناوين بارزة في الصفحات الأخيرة، فإنه قد يعطي بعض الراحة لمشجعي توتنهام الذين يواجهون موسماً صعباً للغاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى