مصارحــة حــرة .. زيطي .. ميطي

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> يُحسب لمدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم البرتغالي جوزيه دي موريس أنه يتابع ويرصد نتائج مباريات بطولة كأس الاستقلال الوطني في نسختها الرابعة..ويُحسب للمدرب أنه أبدى امتعاضه من ثلاثة أرباع المنتخب على اعتبار أن صلاحيتهم انتهت.. شأنهم في ذلك شأن علب الفول والفاصوليا.

وقد استخدم المدرب جل الوسائل الممكنة لحضور جانب من مباريات البطولة..غير أن حمران عيون (المتمصلحين) و(المتطحلبين) وضعوا في طريقه الأشواك والمطبات لأن فكرة المدرب وتوجهاته (الذاتية) لا تنسجم مع رغبات بعض أعضاء اتحاد الكرة الذين اختاروا لاعبي المنتخب تحت تأثير (الميول) والذاكرة الضعيفة..لكن المدرب تلقى تطمينات اتحادية مصحوبة بجهود ووعود تتيح له مشاهدة النهائي بين العين وشعب إب.

المثير في متابعات جوزيه أنه يسأل كثيرا عن فريق العين القادم من أدغال أرياف الريف (اللودري)، وعندما قلل بعض الاتحاديين من حجم انتصاراته المدوية معللين ذلك بأن الفريق الأبيني يلعب بالحماس فقط..رفض المدرب هذا (التعالي) الذي لا يستند على قواعد منطقية، لكنه قال للمقربين بالحرف الواحد:«معظم لاعبي المنتخب لست مقتنعا بهم».. الأمر الذي دفعه إلى تحين الفرصة لسبر أغوار الفريق الريفي الذي يجد فيه الدعامة اللازمة.

ولأنني مازلت عند وعدي القديم بتجهيز ثمانية عشر لاعبا من أرياف أبين بمختلف مديرياته المترامية الأطراف لينازلوا المنتخب وعلى ثقة أنهم سيهزمونه مرات ومرات تماما كما فعل العين الذي هزم كبار الكرة اليمنية (التلال، الهلال، الشعلة) مما أثار انتباه المدرب جوزيه الذي يبحث عن نوعية خاصة من اللاعبين الانتحاريين المخلصين الذين لا يعبدون الدولار الأخضر، ولا يتأثرون بأزمة البنوك العالمية.

كرة القدم عندنا (ملاريا) بعوضها بعض القيادات الدخيلة التي تؤمن بالمحاباة وامتصاص سمعة البلاد والعباد..وعندما يتوصل جوزيه إلى قناعة بأن لاعبي المنتخب يمثلون بالمنتخب ولا يمثلونه فإنه كمن اكتشف (كورس) الملاريا..المشكلة أن مواد تحضيره ليست بيده طالما وهو يعيش في بيئة موبوءة .. بيئة يتكاثر فيها البعوض خارج غرف النوم.

الهرم الكروي (حدانا) مقلوب..أندية بلا حركة ولا بركة أشبه بمستصغر الشرر.. تجلب محترفين ومنحرفين من طراز «زيطي.. ميطي» وتكسر (شوكة) فئاتها بحرمانهم من التصعيد..وأندية تمارس سياسة تكديس النجوم استعدادا لحروب من الكر والفر والإقبال والإدبار إلى آخر معلقة امرئ القيس.. الأندية الكبيرة تعتمد على اللاعب الجاهز لذا فقدت ريادتها..هل تصدقون أن آخر موهوب تلالي قدمه النادي هو عصام السمان؟!.

نعم..سياسة اختيار لاعبي المنتخبات تتمحور وتتمركز في أندية بعينها هوايتها جمع طوابع اللاعب الجاهز، وعندما يزداد حجم (الدفع) وإيرادات (القبض) يتشبع اللاعب وينظر للمنتخب على أنه (بقرة) حلوب تسر الناظرين بمعنى أن الأولوية عند اللاعبين المنتمين للأندية الكبيرة للمال أما (المستوى) فيأتي في آخر الأولويات، هذا لأن كرتنا موبوءة بالمحاباة ومصابة بجنون الدخلاء الذين أفسدوا الود والقضية معا!.

كرتنا اليمنية منطقة منكوبة شأنها شأن كل مدينة (حضرمية) جرفها (الطوفان).. كرة قائمة على النفاق والجهل والأمية - ويا إلهي - نفاق -جهل -أمية - يالها من كرة ندم وليست قدم..ولعل في سقوط منتخب الشباب أمام اليابان بالخمسة عدا ونقدا ما يؤكد أن القائمين على المنتخب يعزفون على (وتر) مصالحهم الخاصة..وإلا قولوا لي:«كيف يتم استبعاد صالح الشدادي اللاعب المحوري الذي كان يؤدي دور صانع الألعاب بمنتهى الدقة؟..وماذا جنينا من معسكرات طويلة في الداخل والخارج سوى مطاردة لحم المندي والإجهاز على حلويات البوفيهات المفتوحة؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى