لبنان وسوريا تأملان في التغيير في ظل رئاسة أوباما

> بيروت «الأيام» ويدا حمزة :

> يحدو الامل سوريا ولبنان في أن تتمكن الادارة الامريكية المقبلة عقب فوز الديمقراطي باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية في احداث تغيير حقيقي في منطقة الشرق الاوسط.

وعلى الرغم من أن بعض المحللين يعتقدون أن التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية لن يكون سريعا ، إلا أنهم يعتقدون أنه سيحدث بنهاية المطاف ، ليؤدي إلى تحسن في العلاقات المتوترة بين دمشق وواشنطن.

وقال المحلل السياسي جورج علام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في بيروت ، إن الأمريكيين اختاروا التغيير وان ذلك سينعكس على لبنان وسوريا.. ربما لن يحدث ذلك في الوقت الحالي "لكنه حتما في المستقبل القريب".

ويتوقع علام أن تخف حدة التوتر الحالية بين أمريكا وسوريا في ظل إدارة أوباما مشيرا إلى الغارة الأمريكية على سوريا قبل أيام.

ويرى علام أنه استنادا إلى خطابات أوباما حلال حملته الانتخابية ، فإنه من المتوقع أن تركز الإدارة الأمريكية المقبلة على تهدئة الموقف في الشرق الأوسط أي تهدئة التوترات مع سوريا وكذلك على الساحة اللبنانية.

وألحقت الغارة التي شنتها القوات الامريكية أواخر الشهر الماضي على الجانب السوري من الحدود مع العراق المزيد من الضرر بالعلاقات بين دمشق وواشنطن.

وقالت الولايات المتحدة إن الغارة استهدفت شبكة سورية لتهريب المقاتلين العرب إلى العراق. وهاجم وزير الخارجية السوري الغارة الامريكية بقوة واصفا إياها بأنها اعتداء أمريكي ضد المدنيين الأبرياء في سوريا وطالب باعتذار من الولايات المتحدة.

ويتفق المحللون في العاصمة السورية مع الآراء التي ذهب إليها علام ، قائلين إنه برغم تصاعد التوتر بين البلدين إلا أن وقت التغيير يدنو من المنطقة في أعقاب انتخاب أوباما الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة.

ويقول الصحفي السوري والباحث التاريخي سامي موبايد ، إنه يعتقد أن العرب كافة وليس السوريون فقط ، يفضلون أوباما.

وأعرب موبايد عن اعتقاده ان أوباما لن يكون لديه جدول أعمال للمحافظين الجدد بشأن الشرق الاوسط ولكنه تعهد بتصحيح كافة الأخطاء التي اقترفتها إدارة بوش في الاراضي الفلسطينية والعراق وسوريا.

ويرى بول سالم ، مدير مركز "كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت" ، أن الأمر سيستغرق بعض الوقت من أجل إعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام وإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل خاص.

وقال إن لبنان في "حالة ثبات" من كافة الأنواع ، وان اهتمامات الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط محددة وتتمثل في المقام الأول في العراق ثم بعد ذلك تأتي إيران ثم أفغانستان ثم باكستان وخامسا فقط ، من غير شك ، يأتي الصراع العربي الإسرائيلي والتي تعتبر (لبنان) جزء منه ، لذا فهم أيضا سينتظرون القيادة الإسرائيلية المقبلة ، والتي ستستغرق عدة أشهر قبل التوصل لقرار بشأن هذا الصراع.

من ناحية أخرى ، لم يختلف المشهد في الشوارع اللبنانية عن مثيله في الشوارع السورية اليوم حيث اصطف الكثيرون أمام بائعي الصحف ليقرءوا أحدث الاخبار الخاصة بالانتخابات الامريكية.

وقال أحمد موصلي ، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية ببيروت ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أوباما سيصبح أكثر إدراكا للتوازن في القوى الإقليمية والتطورات في المنطقة.

وأضاف موصلي إن سياسة أوباما في الشرق الأوسط ليست محددة بشكل واضح كما هو الحال للمرشح الجمهوري المهزوم جون ماكين ، لكن على الرغم من ذلك أظهر أوباما تغييرا رئيسيا في المقام الأول على مستوى الخطاب ، وفي المقام الثاني في القدرة على التداخل مع الفاعلين في المنطقة.

وتتوقع ليلى طرابيه ، مصرفية تعمل في بيروت والتي ظلت مستيقظة طوال الليل تراقب عملية التصويت ، تغييرا واضحا في ظل إدارة أوباما.

وتقول ليلى: "نأمل- نحن اللبنانيين - إحداث تغيير مماثل على الأقل في انتخاباتنا البرلمانية المقبلة (أيار/مايو 2009)".

بيد أن بعض اللبنانيين في الضاحية الجنوبية لبيروت ، معقل حزب الله ، لهم آراء مختلفة حول انتخاب أوباما.

فيقول حسن بلعوط ، أحد أنصار حزب الله ، إن الولايات المتحدة ستواصل دعم "الدولة الصهيونية" (إسرائيل) وتصف أي حركة ضد إسرائيل بأنها " منظمة إرهابية".

وقال بلعوط: "بالنسبة لنا في حزب الله لا نرى أي تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية حتى حال انتخاب أوباما - ذي الأصول الإسلامية- رئيسا".

ومن جانبهم ، أعرب السوريون عن أملهم في حدوث استقرار في بلدهم خلال فترة رئاسة أوباما.

ويقول قاسم ، الموظف في شركة قطاع عام أن ما يهمه كمواطن سوري هو شئون بلاده وان "اذهب الى عملي وأنا أعلم أن سوريا مستقرة وتعيش في سلام وليست مهددة بالهجوم عليها في أي وقت". (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى