أكثر من 50 مليار ريال قيمة الخسائر والأضرار في القطاع الزراعي كمرحلة أولى بالوادي

> «الايام» علوي بن سميط/ عبدالله بن حازب/ علي باسعيدة/ محمد الحداد/صلاح العماري

>
الأهالي واعضاء فرقة الاغاثة للجمعية الاسلامية يحملون المواد الغذائية لأكثرمن ساعتين مشيا الى وادي عوج في أرياف المكلا
الأهالي واعضاء فرقة الاغاثة للجمعية الاسلامية يحملون المواد الغذائية لأكثرمن ساعتين مشيا الى وادي عوج في أرياف المكلا
حالة المتضرر صالح كرامة قعرور صاحب الأسرة البالغ أفرادها 20 شخصا ولم يحصل إلا على فراش واحد هي صورة دامغة لمستوى توزيع الإعانات والإغاثات، وهناك عشرات من الحالات الشبيهة.. وحتى أمس الأول ظل المواطن قعرور مسلما أمره لله.

اتصلت بنا العديد من الجمعيات الخيرية مستفسرة عن هذا المتضرر، وجزى الله خيرا جمعية الإصلاح الخيرية بشبام التي سلمت عددا من البطانيات له، وكذا الجمعية الإسلامية حملة شبام، التي أعطت له مواد غذائية، كما وصلت جمعية الإغاثة الإسلامية إلى دار الراك بعد مغرب أمس الأول الخميس، وقدمت لكل المتضررين بعض المواد الغذائية.

حالة قعرور ليست الوحيدة أو المميزة، ولكنها تكمل المشهد العام للصورة الإغاثية وحتى الإيوائية، ففي سحيل شبام توزعت أسرة كبيرة انهار بيتها كاملا، رب الأسرة نقل بعضهم إلى منطقة القارة عند أقاربه، وبقي جزء من الأسرة في موقع الإيواء بمدرسة السحيل، وهكذا حالات المتضررين صورة واحدة لأوضاعهم تغني عما يصرح به المسئولون وتدحض ما يقوله المتشدقون.

ويجري الكثير من المتضررين خلف بعض من يعرفون من مدراء عموم كي يرفعوا أنقاض منازلهم علهم يحصلون بين الركام على ما يغنيهم من وضع سئموا منه، وعود (الطقع) بإزالة المخلفات مع أن عددا من المديريات تسلم مدراؤها مبالغ نقدية كبيرة لتسيير الأمور كالأنقاض والنظافة، ولكن كارثة السيول أظهرت كارثة أخرى هي محنة بعض المسئولين الصغار في عدم فهم كيفية إخراج المتضررين من وضعهم البائس أو حتى التقدم به، ونحن ندخل اليوم السادس عشر من الكارثة، لذا فإن محنة هؤلاء وعجزهم أثبتا أنهم فالحون فقط في صرف الأراضي والفساد والإفساد، ثم ألا نتساءل: لماذا يتقدم الخيرون بأنفسهم ويسلمون المعونات يدا بيد للمتضرر بعيدا عن بعض اللجان والمسئولين؟!

المعونات ستكفي الكل إذا وزعت بطريقة سليمة

«المعونات ستكفي المتضررين، بل وحتى غير المتضررين، ولكن هناك مشاكل في التوزيع ومع هذا لم يحصل متضررون على شيء»، هذا ما قالته إحدى الناشطات بوادي حضرموت رئيسة إحدى جمعيات التنمية النسوية أمام المسئولين ونائب رئيس الوزراء صادق أمين أبوراس في اللقاء الذي جاء بعد أكثر من أسبوعين من وقوع الكارثة، ومن خلال الحدث يظهر أن الدولة كما هي محتاجة للمعونات والجمعيات بالداخل والخارج، إلا أنها- أي الدولة- كما يبدو من خطاب هذا المسئول ترغب في هذا ولكن بحذر، حيث قال نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية في اليوم نفسه 5 نوفمبر أمام الحضور: «نلتقي لنتبادل أطراف الحديث حول عدد من المواضيع، منها: يجب أن نتعامل وننسق أعمالنا مع بعض الدول، لأن الدولة هي السيادة وأساس الحياة، وأي جمعية في تصوري لا ترغب في التنسيق مع الدولة لن نقبلها، مع احترامي لكم جميعا، المساعدات لا تأتي إلا عن طريق الدولة، لا مانع لدينا أن تكون للمنظمات مساعدات، لكن عن طريق التنسيق مع الدولة، ليس على أننا كدولة باب مخلوع». وانتقد أبوراس الجمعيات التي توزع مباشرة من المعونات القادمة خارجيا تعطي هذه المنطقة أو هذا المخيم مخاطبا إياها:«لا فرق بين أعلى الوادي أو أسفله، مثلا أعطت الجمعية الفلانية مبلغ كذا في منطقة كذا أو الهلال مدري ما هو ذاك الهلال الأحمر التابع لأي جمعية أعطى مبلغ كذا.. هذا يسبب لنا مشكلة، التواصل مع الخارج نحن دولة ذات سيادة يجب أن نتعامل مع دولة، والدول تتعامل مع دول، وليس على الأساس أن الأفراد يتعاملون مع دول.. كل الخيرين نرحب بهم، لكن لنا دولة ولنا مداخل.. أنت مثلا عندما تكون داخل بيتك ويجي واحد يتجاوز دخول بيتك ايش باتسوي، الواحد ما يدخل البيت إلا برضا أهله وإلا يعود، هذا نفس الكلام الدولة لها سيادتها على أراضيها كاملة».

السيول جرفت الاشجار في وادي عوج بأرياف المكلا
السيول جرفت الاشجار في وادي عوج بأرياف المكلا
واستطرد قائلا:«وأنتم من أراد أن يتواصل مباشرة مع أي دولة فذلك يخل بالسيادة، عدالة التوزيع بين الناس أساس من أساسيات الحياة، أقول بعض الجمعيات توزع على مخيمات تتبعهم سياسيا، الدولة لاترضى بذلك، وستتدخل الدولة إذا وصلت الأمور للفتنة، سوف نضبط أي جمعية ونحيلها للنيابة والقضاء، من أراد أن يقدم شيئا فيأتي على العين والرأس عن طريق الدولة، بل لو في أشياء تأتي إلى الجمعيات من دول فلتأت عن طريق الدولة ولتأخذها الجمعيات، لا نريد شيء منها إنما نحن كمشرفين».

وقال:«المخيمات التي عملناها هي بشكل مؤقت، نريد إقامة المخيمات بطريقة صحيحة من حيث الصحة والتغذية والأكل والحمامات والخدمات الأخرى، العملية قد تطول لذا سننظم وسائل التغذية بالبطاقة التموينية، فخامة الرئيس وجه بـ 100 ألف ريال لكل صاحب بيت متضرر، ولكل أسرة متضررة هدم بيتها، إن شاء الله تستلموها خلال الأيام القليلة القادمة قبل عيد عرفة، لأنه كما تعرفون مطالب الناس عندما تهدمت بيوتهم كل أموالهم وأوراقهم وذهبهم تحت الأنقاض، لهذا حرصنا على استئجار شيولات كي يقوم صاحب البيت بالبحث عن ممتلكاته».

تجدر الإشارة إلى أن السلطات قدمت مبالغ لعدد من المديريات لهذه الأعمال.

بعدئذ طرح العديد من الحضور الملاحظات، مطالبين بغربلة بعض اللجان التي يعاني منها المواطنون، ضرورة الشفافية، وأن تعلن كل مديرية كم الذي تسلمته وكم الذي أنفقته، وما هي متابعاتها، أن يقوم الإعلام الرسمي بتغطية أنشطة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية، الاهتمام بالمرأة المتضررة واحتياجاتها الخاصة، أن تقوم الشئون الاجتماعية بالتدقيق في الكشوفات وإعانات الجمعيات ومحاسبة أي مسئول وكشف كل مقصر أو متلاعب بإغاثات المنكوبين أمام الناس، التعجيل بإنهاء مظاهر التلوث، والوقاية من الأمراض، وتعويض النحالين بمحافظة حضرموت والإخوة النحالين الذين جرفت السيول ممتلكاتهم وخلاياهم، وهم من محافظات شبوة وتعز وإب ولحج وأبين، ورعاية المتضررين وتوفير كامل الغذاءات والمؤن والبطانيات التي مازال الكثير لم يتسلم منها إلا النزر اليسير.

البرد قادم

ألا يدرك الإخوة في لجان الإغاثة الحكومية ولجانها الفرعية أنهم خلال الشهرين القادمين سوف يكونون في أماكن دافئة تغطيهم بطانيات تقيهم من الشتاء القارس، وبداخل غرف مبطنة، والزمن يتسارع، والمتضررون إلى اللحظة لم تستكمل كل أسرة بالعدد الكافي من البطانيات، والعيد قادم فحرروا أنفكسم وطهروها بالتضحيات يا من تأخرتم عن المنكوب والملهوف، ثم ألا يتساءل المسئولون الكبار: لماذا ينفر الخيرون من بعض اللجان ومسئولي عدد من المديريات؟ لأنهم يعلمون جيدا أن هذه الوجوه لم تستطع إيجاد الحلول لمجاري مياه سائبة وتتصرف بأملاك وأراضي الدولة قبل الكارثة فإذا بها تتولى الأمور وتصرخ في وجه المتضرر.

ستظل عملية عبثية إذا لم ندقق في المتضررين المحتاجين، ستظل عملية الإغاثة الحكومية قاصرة تماما إذا اعتمد مسئولو الإغاثة بوادي حضرموت على مسئولين صغار فاسدين وفراعنة في الوقت ذاته.

ويبقى السؤال الذي يردده المواطنون: «لماذا المعونات والإغاثات مخزونة حتى اليوم في مستودعات المؤسسة الاقتصادية في سيئون وشبام وغيرهما، وهي معونات داخلية وخارجية في الوقت الذي ترتفع أصوات المنكوبين ممزوجة بالفاقة والحاجة؟

الحبيب الجفري يستمع إلى الأضرار في مديرية القطن
الحبيب الجفري يستمع إلى الأضرار في مديرية القطن
تضرر معالم ثقافية قديمة وجانب من أضرار الطرقات

يتوقع أن يصل اليوم الأخوان د. محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والمهندس د. عبدالله زيد عيسى رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية لتفقد مدن الوادي التاريخية والمعالم المتضررة، وكان فريق من وزارة الثقافة أنهى جولة لحصر الأضرار في كل من شبام وتريم ودوعن وحتى المكلا للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالقلاع والمواقع الأثرية والحصون والقصور القديمة، وكانت نتائج الحصر الأولية تضرر عدد كبير من منازل شبام التاريخية المسورة، حيث إن الأضرار في السطوح التي تركت فتحات لتسريب مياه الأمطار، وأظهرت تشققات بالعمارة الطينية.

وسبق أن نشرت «الأيام» الأسبوع الماضي تقريرا صادرا عن المشروع الألماني لحماية مدن اليمن التاريخية بالاشتراك مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، حدد مستوى الأخطار والأضرار التي نتجت عن الأمطار والسيول في شبام القديمة وسحيل شبام، وقد سلم التقرير للسلطات المحلية بحضرموت والجهات العليا في الدولة.

وعلمت «الأيام» أن الصندوق الاجتماعي للتنمية سوف يساعد في أعمال الصيانة والترميم للمدينة القديمة، ويستغرب الكثير من سكان وادي حضرموت الأصوات التي قللت من حجم الأضرار بشبام، والتي بدرت من مسئولين من أبناء المحافظة والمديرية في الوقت الذي بادرت فيه الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والوكالات الفنية الألمانية برفع تقاريرها التي حثت على التعجيل بحماية أسطح المنازل وإجراء الأعمال في سور المدينة، الذي أصابه الهبوط، وهو ما يشكل أكثر خطورة إذا ظل بهذه الوضيعة.

كما أن لجنة وزارة الثقافة لحصر الأضرار أكدت على تعمير بوابة المدينة وكذا معالجة الهبوط في الأسوار، وأن أضرارا بمدينة تريم كمكتبة الأحقاف والقصور القديمة قد لحقتها أضرار متفاوتة.

من جهة ثانية فإن الطرق المسفلتة والترابية بعدد من مناطق مديريات الوادي قد تضررت، ويشير تقرير أولي صادر عن وزارة الأشغال بالوادي إلى أن الطرق الترابية الآتية من مديرية شبام قد جرفت فيها الردميات وهي: طريق حمير الترابية- الردهيات- جحيمة- المحجر- شبام- شقية- بامعدان- عسيلات- طريق وادي بن علي- طريق الحوطة بحيرة- طريق باحمران- الجوه، إلى جانب تأثر الجسر الأرضي شرقي سباخ شبام.

وفي مديرية تريم تضررت الطرق الإسفلتية الآتية: حكمة 2 كيلو، الردود 1.100 كيلو، السويري 850 مترا، حصن فلوقة 1.400 كيلو، الدرب 1.100 كيلو، دائري الفجير الخط الرئيسي إلى الكوده والقوز وباعطير وعينات وشرق الحجيل.

مؤسسة وادي حضرموت الخيرية تتبنى مشروع الإسكان العاجل للمتضررين من آثار السيول بكلفة 50 مليون ريال

صرح لـ «الأيام» الأخ سعيد جعفر بن طالب الكثيري رئيس مؤسسة وادي حضرموت الخيرية بأن «المؤسسة وفي إطار مساعيها للتخفيف من معاناة آثار السيول المدمرة التي شهدتها المحافظة قامت بتبني مشروع الإسكان العاجل للمتضررين، وذلك على شكل طرح أسهم للمساهمة تصل قيمة السهم الواحد إلى 10.000 ريال، مايعادل 200 ريال سعودي، وذلك على نفقة أهل الخير والمقتدرين في الداخل والخارج.. حيث سيقوم المشروع باستئجار شقق أو بيوت سكنية تؤثث باللوازم الضرورية، وتسكن فيها الأسر التي تهدمت بيوتهم كليا، مع منح كل أسرة كفالة شهرية وذلك لمدة ستة أشهر».

وأكد أن المشروع الذي سترعاه المؤسسة سيوفر السكن لـ 100 أسرة كمرحلة أولى، وتبلغ كلفته نحو 50 مليونا، وسيبدأ العمل فيه بعد أن يتم تسويق ما حجمه 1500 سهم كحد أدنى.

العيادة المتنقلة في وادي خمر بأرياف المكلا
العيادة المتنقلة في وادي خمر بأرياف المكلا
المطالبة بتعويض المتضررين وإنشاء مشروع طارئ لمعالجة الأضرار

أنهت اللجنة الخاصة بحصر الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي بمديريات وادي وصحراء حضرموت من عملية نتائج الحصر (المرحلة الأولى) التي استمرت لمدة عشرة أيام.

وفي اتصال لـ«الأيام» أفاد الأخ م. عمر كرامة محيور مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بالوادي والصحراء مساء أمس الجمعة بالقول:«إثر كارثة هطول الأمطار والسيول والفيضانات التي ألحقت تدميرا في البنى التحتية في جميع القطاعات ومنها القطاع الزراعي الذي تعرض لتدمير بنيته الأساسية في معظم مديريات الوادي والصحراء، كان لزيارة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالغ الأثر في التخفيف من ألم المعاناة، ودافعا لانطلاقة الجميع نحو مواجهة الكارثة والقيام بعملية الإنقاذ والإيواء والإغاثة وحصر الأضرار والخسائر في جميع المجالات».

وأشار إلى أنه «شكلت لجنة ميدانية لحصر وتوثيق الأضرار في القطاع الزراعي برئاسة الأخ وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي م.أحمد محسن العشلة وعضوية مدراء عموم المرافق الزراعية بالوادي.

وباشرت اللجنة عملها من 27/10 إلى 5/11بعد أن نفذت عملية الحصر وإعداد وتصميم الاستمارات والوثائق الخاصة بمشاركة عدد من المهندسين والفنيين وممثلين من السلطات المحلية في المديريات الأكثر ضررا، وهي: (السوم، تريم، ساه، القطن، سيئون، شبام، وادي العين وحورة وحريضة وعمد) أما بقية المديريات فتم الاعتماد على التقارير والمعلومات الواردة من السلطات المحلية، لكونها أقل ضررا، وهي: (رماه، ثمود، القف، حجر الصيعر، زمخ ومنوخ، العبر ورخية) ولصعوبة الوصول إليها لكونها مديريات صحراوية»

وذكر مدير عام الزراعة في سياق حديثه أن «إجمالي المساحة الصالحة للزراعة يقدر بـ 100 ألف فدان غمرت الفيضانات منها مايقارب 50 ألف فدان من الأراضي الزراعية مما أدى إلى خسائر كبيرة بلغت قيمتها 50.966.035.500 ريال، منها 1.503.083.000 ريال قيمة الأضرار في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ونحل العسل و6.208.672.500 ريال قيمة الأضرار والخسائر في الآبار ووحدات الري (مضخات ومحركات) والمباني للأغراض الزراعية وشبكات الري بالمياه الجوفية والمعدات والآليات الزراعية، و2972656000 قيمة الأضرار والخسائر في منشآت الري السيلي والتحكم في السيول وحماية ضفاف الوديان وقنوات الري السيلي والانجرافات في التربة والأراضي الزراعية».

وأكد في اتصال لـ«الأيام» مساء أمس الجمعة «أن اللجنة رفعت تقريرها (المرحلة الأولى) إلى الأخ صادق أمين أبوراس نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رئيس لجنة الإغاثة والإيواء، ووزيرالزراعة والري، ومحافظ حضرموت، ووكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء، واقترحت في تقريرها تعويض المتضررين في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وخلايا نحل العسل ووحدات الري (مضخات ومحركات) والآبار والمباني للأغراض الزراعية وشبكات الري بالمياه والجوفية والمعدات والآلات الزراعية وأن يتم ذلك بشكل عاجل، وإنشاء مشروع طارئ لمعالجة أضرار السيول لمدة عامين إلى ثلاثة أعوام لمعالجة الأضرار في مجال منشآت الري السيلي، والتحكم في السيول، وحماية الأراضي والقرى، والأضرار في شبكات الري وانجرافات التربة والأراضي الزراعية، والتوسع في زراعة النخيل بفسائل منتجة بالأنسجة ذات إنتاجية عالية ونوعية جيدة وملائمة للنمو والإنتاج في الظروف المناخية المحلية في الوادي».

مسن أعياه التعب فلجأ إلى الفراش تحت منزل مهدم في وادي عوج بأرياف المكلا
مسن أعياه التعب فلجأ إلى الفراش تحت منزل مهدم في وادي عوج بأرياف المكلا
وأضاف قائلا:«إن الترتيبات تجري بالتنسيق مع رئيس لجنة الإغاثة والسلطة المحلية ووزارة الزراعة لاستكمال ما تبقى من الحصر للأضرار في المديريات التي لم يتم الوصول إليها كمناطق صحراوية، وهي الأقل ضررا ، وللتحقق والوصول إلى معرفة الجهات المتضررة سواء عامة أو خاصة وصولا إلى الحصر الدقيق».

وأعرب عن شكره وتقديره للأخ رئيس لجنة الإغاثة والإيواء وقيادة وزارة الزراعة والسلطات المحلية بالمحافظة والمديريات وكوادر القطاع الزراعي، والمواطنين لمساعدتهم ومساندتهم واهتمامهم بمتابعة أعمال اللجان الميدانية واللجان التي قامت بتنفيذ أعمال المرحلة الأولى، آملا استمرار الجميع في تعاونهم.

فريق إغاثة تابع للجمعية الإسلامية وصل بعد ساعتين مشيا على الأقدام..

وادٍ في أرياف المكلا مقطوع وأهاليه يشربون مياه السيول

بعد أكثر من ساعتين مشيا على الأقدام، وعلى إثر توقف سيارتهم التي تحمل المعونات الغذائية بسبب وعورة الطريق الذي أضرت به السيول، وصل أعضاء فريق الإغاثة المكون من 7 أفراد، المرسل من الجمعية الإسلامية في المكلا إلى وادي عوج في مديرية أرياف المكلا التي توجهوا إليها يوم الأربعاء الماضي عبر الطريق القبلي لمدينة المكلا، وابتداء من مفرق جول مسحة..شقوا خلالها بأقدامهم النحيلة وبتطوع تام الجبال والوديان، وكل هدفهم إغاثة أهالي وادي عوج في أرياف المكلا الذين تقطعت بهم السبل، وانقطعت مناطقهم عن الطريق الرئيس المؤدي إلى عاصمة المحافظة مدينة المكلا بسبب السيول الجارفة التي أضرت بالطريق وجعلته غير مهيأ لمرور السيارات.

وأفاد «الأيام» أعضاء فريق الإغاثة بأنهم وصلوا إلى مناطق وادي عوج بعد ساعتين، مشيا على الأقدام حملوا خلالها المواد الغذائية الضرورية بمعاونة من بعض المواطنين بالوادي، وقاموا بتوزيعها على 54 أسرة في مناطق (الحوطة، الحريجة، فخيدة) بوادي عوج والمناطق المجاورة لها الممتدة على طول الوادي، وقالوا إن السيول أضرت بالمصدر الرئيس للعيش في الوادي، وهي الزراعة، إذ جرفت السيول أشجار المانجو والموز والنخيل والليمون، كما شهدت منازلهم أضرارا كليا وجزئية، ولجأ الكثيرون من الأهالي إلى المدرسة الوحيدة الموجودة في الوادي وبعض الخيام.

وأضافوا أن كارثة إنسانية ستشهدها مناطق وادي عوج بسبب لجوئهم للشرب من مياه السيول الملوثة لعدم وجود مياه صالحة للشرب، كما تهدمت مساقي المياه. ويعاني أهالي الوادي من عدم وجود أبسط المستلزمات العلاجية وأصبحت الأراضي الزراعية مجرى للسيول.

وأوضح أعضاء فريق الإغاثة أن إصلاح الأراضي يأتي في أولوية المهام لإغاثة أهالي وادي عوج، إضافة إلى سرعة إدراكهم بالماء الصالح للشرب والمواد الغذائية.

جدير بالإشارة أن الأضرار الزراعية تمثلت في إتلاف 1800 نخلة و34.000 من أشجار الموز و49 شجرة ليمون، و119شجرة مانجو و175من المناحل، إضافة إلى 24 منزلا في مناطق الوادي.

آثار الأضرار على منازل في وادي عوج
آثار الأضرار على منازل في وادي عوج
الجمعية الإسلامية تضع فكرة إنشاء مجمعات سكنية

رأس الأخ صادق أمين أبوراس نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية أواخر الأسبوع الماضي في سيئون، اجتماعا حضره الإخوة محمد حسين العيدروس عضو مجلس الشورى وأحمد جنيد الجنيد وكيل حضرموت لشئون الوادي والصحراء والأستاذ عبدالله محمد باهارون رئيس جامعة الأحقاف والعميد عبدالرحمن الحليلي مدير أمن الوادي والصحراء وعدد من الجهات ذات العلاقة.

وفي الاجتماع قدم الأستاذ باهارون شرحا للجهود التي قامت بها الجمعية الإسلامية في إغاثة المنكوبين والمتضرين في جميع مناطق ساحل حضرموت وواديها بالتنسيق مع السلطات المحلية بالمديريات. وتطرق إلى الجهود الجارية لتنفيذ المرحلة الثانية من أعمال الإغاثة والمتمثلة في إنشاء مجمعات سكنية عبارة عن مربعات تحتوي على ثلاث خيام ومصالح، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة الصالح للتنمية والهلال الأحمر الإماراتي.

الداعية الجفري يطلب من المنكوبين العودة إلى الله والصبر والدعاء

خلال زيارته أواخر الأسبوع الماضي بمعية الوفد الإماراتي اطلع الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري المدير العام لمؤسسة (طابا) على الأضرار التي أحدثتها الأمطار والسيول في مناطق المرقدة والساحة وحصن آل الزوع بمديرية القطن، وتحدث إلى المواطنين المنكوبين، داعيا إياهم إلى الصبر والدعاء والاستغفار والعودة إلى الله، وحث الجميع على الاعتبار مما حدث.

وفي منطقة المرقدة اطلع على الأضرار في مسجد المنطقة، وطلب من الأهالي رفع كلفة إصلاح المسجد ليتسنى إعادة إعماره، كما زار منطقة دار الراك، وشاهد الكارثة البيئية في المنطقة، ووعد بالإسراع لإيجاد حلول لهذه المنطقة.

عيادات طبية مجانية تكشف على المرضى في المناطق المتضررة

ما تزال العيادات الطبية المجانية المتنقلة التابعة للجمعية الإسلامية تواصل أعمالها الإنسانية والخيرية بالنزول إلى المناطق المتضررة في ساحل ووادي حضرموت، حيث قام أعضاء العيادة من الأطباء والفنيين الأسبوع الماضي بزيارة لمنطقة وادي خمر غرب مدينة المكلا بجوار حي ابن سينا بفوه، وجرى الكشف على 53 حالة مرضية.

وأفاد «الأيام» أحد أطباء العيادة بأنه لوحظ أن أكثر أطفال هذه المنطقة يعانون التهابات الشعب الهوائية، فيما يعاني الكبار التهاب المسالك البولية وفقر الدم، ولاتوجد هناك أمراض وبائية، غير أن أهالي الوادي يعانون عدم توفر مياه الشرب النقية.

كما زار أعضاء العيادة منطقة غيضة برجف التابعة لوادي المسنة بمديرية أرياف المكلا، وجرى الكشف على 61 حالة مرضية وتم صرف الدواء المجاني.وأعرب أعضاء العيادة عن تخوفهم من انتشار البعوض بسبب تراكم مياه السيول في الوادي.

كما طافت العيادة الطبية المتنقلة بمناطق (مدهون) بدوعن و(فضح) بوادي العين حورة و(بحران) والقفل وحورة و(دار الراك) وحصن (آل الزوع) في القطن ومدينة شبام.

وفتحت عيادة عاجلة في منطقة (السحيل)، وقامت بالكشف على المرضى في تلك المناطق وتقديم العلاج اللازم والأدوية بالمجان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى