نسير لون غنائي متميز ومتفرد

> «الأيام» د. يحيى قاسم سهل:

> انتظر الشاعر الغنائي الرقيق والمرهف والجميل عمر عبدالله نسير أكثر من نصف قرن قبل أن تبادر جمعية تنمية الثقافة والأدب في محافظة عدن لتنظيم فعالية ثقافية يوم الأربعاء الأخير من شهر أكتوبر المنصرم، لتكريمه من خلال تناول أعماله الغنائية التي صارت جزءا من وجداننا وذاكرتنا، والتي لن تسقط بالتقادم، شأن الكثير مما يسمى اليوم شعرا غنائيا وهو ليس إلا فقاعات صابون، وقد أحسنت الجمعية مرتين الأولى بلفتتها الكريمة والطيبة إلى شاعر نسجت حوله الكثير من القصص حد نكران وجوده الإنساني، وهذه سمة الكثير من الكبار الذين حيكت بشأنهم كثير من الأساطير، ولسنا بصدد الخوض في هذه المسألة لأن الرجل لم يزل بين ظهرانينا وسيحتفل يوم غد الثلاثاء 11 أكتوبر الجاري إن شاء الله بذكرى ميلاده السادسة والسبعين.

وأحسنت جمعية تنمية الثقافة والأدب، للمرة الثانية، باختيارها الباحث المهتم بالشعر الغنائي صالح حنش لهكذا مهمة.

ولغياب نسير عن الدراسات الأدبية والنقدية، ولاتساع فضاء نسير الإبداعي، اكتفى الأخ صالح حنش باختيار جانب واحد من نسير الشاعر، وهو أثر البيئة في نصه الغنائي، وكان صائبا وموفقا بشهادة جل الحاضرين في الفعالية، وهم ثلة من المهتمين بالشأن الثقافي في بلادنا، أثنوا على الورقة المقدمة وقدرتها على التعاطي مع الموضوع والسيطرة على إشكاليته المطروحة (أثر البيئة في النص الغنائي النسيري) بل وصف الدكتور محمد علي يحيى، أستاذ الأدب والنقد في جامعة عدن الورقة المقدمة (بالأكاديمية) لاستيفائها شروط الدرس النقدي شكلا وموضوعا من خلال تفكيك النصوص المتناولة من شعر نسير، وتفجر طاقاتها بوصفها نصوصا غنائية استلهمت بيئتها حد التماهي، لتشكل لونا غنائيا يمانيا أبينيا نسيريا، لم يرتفع بذائقتنا فحسب، بل وأخبرنا أن المدنية لاتنشأ إلا على ضفاف الأودية والسهول.

راح المزارع وجاب عسكر

وجاب واحد عاقل يقدر

وقدَّر الطر بألف وأكثر

إما يسلّم وإلا احبسوه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى